من الهدى المنهاجي في سورة ” الحجرات” – عبد الحق لمهى
في المجلس الأول من المدارسات القرآنية لسورة الفرقان، والمعنون ب ” في مقام التلقي لأدب الطاعة لله ورسوله والتوقير لمقام النبوة “، [1]عرض الدكتور فريد الانصاري ـ رحمه الله ـ كلمات الابتلاء لهذا المجلس، وهي قوله تعالى: يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ اِ۬للَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞۖ (1) يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرْفَعُوٓاْ أَصْوَٰتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اِ۬لنَّبِےٓءِ وَلَا تَجْهَرُواْ لَهُۥ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ اَن تَحْبَطَ أَعْمَٰلُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَۖ (2) إِنَّ اَ۬لذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَٰتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اِ۬للَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ اَ۬لذِينَ اَ۪مْتَحَنَ اَ۬للَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْو۪يٰۖ لَهُم مَّغْفِرَةٞ وَأَجْرٌ عَظِيمٌۖ (3) اِنَّ اَ۬لذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَّرَآءِ اِ۬لْحُجُرَٰتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَۖ (4) وَلَوَ اَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّيٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراٗ لَّهُمْۖ وَاللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞۖ (5)سورة الحجرات “.
وبعده قدم البيان العام للآيات السالفة الذكر، وهو عبارة عن تفسير مختصر لمعانيها المستفادة من كتب التفسير وغيرها.[2]
ومع الخطوة الثالثة من منهجه الفريد في مدارسة السور القرآنية، وبعد عرض كلمات الابتلاء والبيان العام، ساق صاحب كرسي التفسير ـ في حياته ـ مجموعة من رسائل الهدى المنهاجي المستنبطة من الآيات أعلاه، ومن ذلك ما يلي : ” في أن الادب مع أهل الفضل من العلماء الاتقياء والمربين الحكماء الذين وقفوا حياتهم لخدمة الدين تعليما ودعوة ـ يقتضي التوقير والاحترام. سواء في مخاطبتهم أو في طرق أبوابهم ومراعاة أوقاتهم؛ لما في ذلك من مصلحة عامة للمسلمين. كما أن خدمة العالم الرباني الذي وهب أوقاته لله هي من خدمة الدين؛ لأنه لم يعد مجرد شخص جزئي من المسلمين، بل صار شخصا معنويا تجتمع فيه كثير من مصالح الامة، فالخادم له إنما هو خادم للأمة”[3].
تلكم هي الرسالة الرابعة من رسائل المجلس الأول من سورة الحجرات، والتي عدها صاحب مجالس القرآن من الهدي المنهاجي الذي ينبغي للمسلم الانتباه إليه والعمل به عساه ينال منزلة الصالحين المقربين من ربهم سبحانه وتعالى.
[1] ـ ـ مجالس القرآن مدارسات في رسالات الهدى المنهاجي للقرآن الكريم من التلقي إلى البلاغ، الجزء الأول، فريد الانصاري، ص 364
، دار السلام، ط 4، 2015م.
[2] ـ مجالس القرآن، مرجع سابق ص 364 وما بعدها.
[3] ـ مجالس القرآن، مرجع سابق ص368 ـ 396.