من إنجازات الكوفية الفلسطينية في حرب “طوفان الأقصى”
من القضايا العادلة في هذا العالم غير المنصف الذي ملأه الجور والنفاق وشانه البغض والشقاق وقبحه الانحلال وسوء الأخلاق، القضية الفلسطينية قضية كل أحرار العالم اليوم، قضية شعب سلبت منه أرضه وانتهك وينتهك عرضه ويخرج من دياره قهرا وجبرا، ويراد له أن يكون جبانا خوارا وألا يحدث ردة فعل كي يرضى عليه إعلام الزور وسياسيو الغرب المنافق الظالم وإعلام وسياسيو أذناب الصهيونية (ربيبة الغرب) المحسوبون علينا.
هذه الحرب غير المتكافئة التي تواجه فيها غزة العزة الصهاينة المحتلين والغرب الحاقدين من أمريكا وأوروبا والعرب الممسوخ المتصهين استعملت فيها عدة وسائل قذرة ورموز وأسلحة محظورة دوليا، لذلك فهي على الحقيقة “حروب ومعارك” على مختلف الجبهات والمستويات والأصعدة وليست حربا واحدة، بدأت منذ الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين ولكن كأس المعاناة والقهر والحصار والظلم و … امتلأ عن آخره، فأتت عملية “طوفان الأقصى” المحبوكة والمذهلة لتفيض هذا الكأس وتقول لكل هذا “كفى” وتكشف هذه الحروب بوضوح وجلاء، بلى إنها حرب قيمية واقتصادية وسياسية وثقافية وإعلامية وعسكرية حرب للرموز والألوان والأشكال.
بلى إن واقعة رفض العميد بكلية مغربية السيء الذكر تتويج متفوقة دراسيا وإنسانيا ترتدي الكوفية الفلسطينية “الرمز للشعب والمقاومة الفلسطينية” وطلب منها إزالتها بدعوى “أنها تمارس السياسة” في حد ذاتها حرب تقودها الكوفية الفلسطينية منذ مدة وحققت فيها انتصارات مهمة لا تقل أهمية عما حققته عملية 07 أكتوبر 2023، ومن هاته الإنجازات لا الحصر:
1. فضح المتصهينين وكشفهم للجميع سواء تعلق الأمر بأشخاص ذاتيين أو مؤسسات أم غيرها. فمثلا لتتفادى بعض الكليات المغربية مثل هكذا أحداث التي تكون في صالح القضية الفلسطينية منع طلبة كثر من حفل التخرج في مواقع جامعية متعددة في المغرب وذلك بسبب التضامن مع فلسطين ونذكر على سبيل المثال لا الحصر كل من: طلبة شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وكذلك تم حرمان طلبة كلية الحكامة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات من حفل التخرج للسبب نفسه، والذي كان مقرراً يوم الجمعة 12 يوليوز 2024، هذا ناهيك عن الأنشطة والتضييق الذي مورس طوال الموسم الدراسي على الأنشطة التي تعرف أو تساند القضية.
2. تسليط الضوء على القضية الفلسطينية والتعريف بها على أنها قضية عادلة وجب على كل أحرار العالم بأسره مساندتها ونصرتها كل من موقعه مفكرين فنانين رياضين طلبة.
3. نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم الأعزل ومقاومته الباسلة المبدعة، ومساندتها ولو معنويا وذلك أضعف الإيمان.
4. بث الرعب والخوف في النفس الخبيثة للكيان الصهيوني ككل وفي نفوس أذنابه الجبناء الخبثاء هنا وهناك.
5. كشف زيف وكذب وبهتان الغرب وإعلامه وسياسيوه ومؤسساته الحقوقية والدولية التي تحفظ هيمنته على العالم واستغلاله له ليس إلا وكذا كشف أذناب الغرب والصهيونية المدسوسين والحاقدين.
6. تبديد أحلام المحتلين الظالمين وأساطيرهم الخرافية وأذنابهم المغرضين الانتهازيين ورعاتهم المنافقين فبهذه “القطعة الرمز” التي ما إن يراها هؤلاء حتى تقض مضجعهم وتعيق راحتهم وتطرد سعادتهم زادهم الله تعالى هما وذلا ورعبا.
7. هذه من إنجازاتها بالإضافة إلى أن الكوفية الفلسطينية تعد بلونها الأبيض ونقوشها السوداء رمزا وطنيا ونضاليا فلسطينيا ويتم ارتداؤها عادة حول الرقبة، أو فوق الرأس، شكلًا من أشكال الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، وهي لا تزال شاهدة على تجذر الشعب الفلسطيني في أرضه واحتفاظه بعاداته وتقاليده وثقافته لأكثر من قرن من الزمن، وقد تلثم بها الثوار خلال الثورة التي قادها الشيخ عزالدين القسام لمقاومة الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية حتى لا تظهر ملامحهم فيكشفون، مما جعل سلطات هذا المحتل النتن تحظر ارتدائها، وهذا ما دفع الفلسطينيين إلى التشبث بها أكثر وارتدائها لجعل التعرف على الثوار أمرا متعذرا لدى المحتل الغاصب، فباتت هذه القطعة من الثوب الفريدة رمزا نضاليا جامعا بين أبناء الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين، وهي كذلك رمزا يفضل المتضامنون مع أهالي غزة والقضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم ارتدائها تعبيرا على مساندتهم ونصرة قضيتهم العادلة ورفضا لكل احتلال ظالم وجرم همجي صهيوني غاشم، لذلك فالكوفية “من الترمومترات” يحبها أحرار العالم لدلالتها على الحق والمقاومة ونصرة القضايا العادلة ويهابها بل ويكرهها العبيد الظلمة والانتهازيون أعداء الإنسانية في كل أرجاء العالم.
رشيد وجري