مشاركون في مهرجان خطابي يطالبون بدعم الفلسطينين والوقوف معهم ضد الاحتلال
طالب المشاركون في مهرجان خطابي بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح لتأبين شهداء نابلس وجنين والتضامن مع الأسرى الفلسطينيين بضرورة إسناد الشعب الفلسطيني لمواصلة التحرير، وأكدوا أن “مآل الاحتلال الزوال”.
وأكد المشاركون في المهرجان- الذي نظمته المبادرة المغربية للدعم والنصرة وجمعية مغاربة من أجل فلسطين المنظم مساء الجمعة 17 مارس 2023 2023 عبر منصات البث التناظري- أن إسناد الشعب الفلسطيني يجب أن يستمر حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كل تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف
وأكد القيادي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان في كلمة له عن بعد، أن المغرب لم يتوان عن تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، موضحا أن الكيان الصهيوني عمل مبكرا عن تهجير الشعب الفلسطيني، ويعمل اليوم على تهجير ما تبقى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه الحكومة الفاشية جاءت بمخططات من أجل التهجير وتمديد المستوطنات وتفكيك كل الأراضي الفلسطينية.
وأضاف حمدان أن الكيان الصهيوني لا يفهم طبيعة الشعب الفلسطيني العصي على الانكسار والهزيمة، مشيرا إلى أن الشهداء كانوا عنوانا للصمود وتحمل الأمانة بين الأجيال، وأن هذه الحكومة الصهيونية بقيادة نتانياهو تكشف عن زيف الحديث عن العيش مع هذا الكيان، مشددا على ضرورة الاستمرار في المقاومة.
ونبه حمدان إلى سعي الاحتلال “الإسرائيلي” لتقسيم الأقصى زمانيا في شهر رمضان المبارك، مشددا من جهته على الحرص على الوحدة الفلسطينية على أساس المقاومة. وأوضح المتحدث بالمناسبة أن المقاومين في نابلس وجنين يحرصون على الوحدة الميدانية، وأن المقاومة بغزة على استعداد لتسطير نصر على غرار معركة سيف القدس، قائلا “هناك أمل ينبثق في فلسطين وعمل حقيقي في الأمة الإسلامية”.
وفي كلمته شدد منسق المجموعة الوطنية من أجل فلسطين عبد القادر العلمي على ضرورة مواجهة معتركات التطبيع، موضحا أن تنظيم هذا المهرجان يأتي في وقت تتخلله أحداث على المستوى الفلسطيني والعربي، وأن الشعب الفلسطيني يقدم الشهداء والجرحى في سبيل عزته وكرامة الأمة بأكملها.
وأكد العلمي أن الكيان الصهيوني لا يتورع عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والفصل العنصري وجرائم حرب، أن الذي يشجعه على ذلك ” ليس فقط الدعم الذي يلقاه من لدن الإمبريالية وإنما بسبب التطبيع والخنوع العربي”، منبها إلى أن الكيان يرمي إلى محو الوجود العربي، لكن مآله إلى أفول وزوال.
وأوضح العلمي أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، وأن النصر قادم عاجلا أم آجلا من أجل تحرير الأرض، منبها في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن خدمة أي مشروعة بالتعاون مع العصابة الإجرامية.
من جهته، أكد الأستاذ محمد عليلو عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، أن قضية فلسطين هي القضية الأولى عند المغاربة، حيث يعتبرونها قضية وطنية ويضحون من أجلها بالغالي والنفيس، مشيرا إلى أنهم سقوا بدمائهم الزكية أرض فلسطين في عهد صلاح الدين الأيوبي ورووها بدمائهم في حرب 67 و73 ، ولهم فيها حي المغاربة وباب المغاربة في القدس.
وأوضح عليلو أن المعادلة التي راهن عليها الكيان الصهيوني ومن معه بأن تكون الضفة وسكان الضفة في وضع اقتصادي مريح واستقرار وأمن وأمان، مقابل تخليهم عن المقاومة قد فشلت، حيث سخر الله جنودا من أبناءها الذين ولدوا بعد أوسلو، والذين تكثفوا وتحالفوا وتجمعوا نصرة لفلسطين رغم اختلاف انتماءاتهم، ويقدمون الدروس تلو الدروس في المقاومة الشهيد تلو الشهيد في تحد لجنود الاحتلال.
وأكد عليلو أن الشعب الفلسطيني غير المعادلة وهو ثابت في أرضه يطمح إلى النصر والحرية وطرد المحتل أو الشهادة، منبها إلى أن القضية الفلسطينية تعيش وضعا صعبا منذ إعلان صفقة القرن وموجة التطبيع التي اجتاحت العالم العربي، وهو ما يتطلب منا احتضان القضية ودعمها من خلال مواجهة التطبيع والتخلص منه وهو ما يقتضي :
1 – ضرورة نشر الوعي بالقضية الفلسطينية لتحصين الشعوب العربية والإسلامية أمام الاختراق الصهيوني خصوصا لدى الأجيال الصاعدة من شباب الأمة
2 – الدعم الإعلامي للقضية بنشر كل ما يتعلق بما يرتكبه الكيان من جرائم وانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني والمقدسات سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
3 – الدعم المالي ودعم المبادرات الشعبية لأجل ثبات واستقرار الشعب الفلسطيني في ظل وجود سياسة استيطانية يمارسها المحتل وسعيه إلى تهجير سكان القدس من مدينتهم باعتباره جزء من المقاومة.
4 – فضح كل أشكال الاختراق الصهيوني لبلادنا وبلاد العربية والإسلامية.
5 – مقاطعة المنتجات والبضائع الإسرائيلية التي تغزو الأسواق العربية
رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، أكد في كلمته أن للمهرجان دلالة رمزية لدى الشعب المغربي الذي يعتبر فلسطين دائما قضية وطنية حتى وهو تحت ظل الاستعمار الفرنسي، وأنها عقيدة بالنسبة لنا، حيث جعلتها حركة التوحيد والإصلاح ضمن أولويات خطابها الدعوي باعتبارها واجب من واجبات الوقت، مشيرا إلى أن ارتباطنا كمغاربة بفلسطين يعود لألف سنة، وللمغرب دور كبير جدا في بقاء القدس وفلسطين تحت راية الإسلام وهو رابط حضاري كبير لن نتخلى عنه.
وأضاف فلولي، أن المهرجان يأتي لإبراز أحد جوانب المأساة في القضية الفلسطينية وهي مأساة الاستشهاد والأسرى، مشيرا إلى المعركة التي يخوضها الأسرى اليوم على السجان بسبب ما يتعرضون له من تنكيل، وما يعانونه من حصار في زنازينهم ومنعهم من حقوقهم، بالإضافة إلى الشهداء الذين يسقطون كل يوم، وهو ما يعني أن الشعب الفلسطيني صامد وبفضل تضحياتهم بقيت القضية حية إلى اليوم.
وأكد المتحدث أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى إحياء دينامية جديدة خاصة مع اقتراب محطة سنوية مهمة وهي ذكرى يوم الأرض، بما تحمله من معاني الصمود ومقاومة العدوان، وهي المناسبة التي يجب أن تكون حاضرة في المجالس التربوية وفي الأنشطة الثقافية وفي كل الاهتمامات في شهر رمضان الابرك.
ودعا فلولي لليقظة وأن تبقى الأعين على الأقصى واستحضار مخاطر التطبيع، مؤكدا على الموقف الثابت للمبادرة في رفضها لكل أشكال التطبيع ببلادنا والذي من شأنه تهديد الأمن الداخلي والنسيج المجتمعي للوطن، كما دعا إلى الاشتغال على مسار انخراط دعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة، والانخراط في مناهضة التطبيع في بلادنا من جهة أخرى.
موقع الإصلاح