مساجد تحتضن حملات للتبرع بالدم خلال شهر رمضان
منذ بداية شهر رمضان، تحولت مئات المساجد إلى قبلة للراغبين في التبرع بالدم في سياق حملة للتبرع أطلقها “المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم” في جميع جهات وأقاليم المملكة، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم خلال شهر رمضان، والوصول إلى مائة في المائة من التبرعات الطوعية. ويطمح المركز في الحصول على أكثر من 26 ألف كيس من الدم.
وتنظم عدد من المجالس العلمية المحلية بتنسيق مع المندوبيات الإقليمية للشؤون الإسلامية والمركز الوطني لتحاقن الدم خلال هذا الشهر الفضيل، حملات للتبرع بالدم نظرا للخصاص الذي تعرفه المستشفيات إذ يقل عدد المتبرعين خلال هذه الفترة.
ومن بين هذه الحملات، نذكر الحملة التي نظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور بداية من الأسبوع الماضي برحاب مسجد محمد السادس بحي المطار بالناظور الجديد. وذلك بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية والوحدة الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بالناظور، تحت إشراف المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، والمركز الجهوي لتحاقن الدم.
وجاءت الحملة، التي تعد الثانية من نوعها خلال هذا الشهر الكريم امتثالا لقوله تعالى: (وَمَنَ اَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) وتكريسا لقيم التضامن والتكافل والتآزر التي يتميز بها المغاربة الأحرار خصوصا في هذا الشهر الكريم، شهر الجود والإحسان. وتكرر هذه العملية بعد صلاة التراويح يومين في الأسبوع (الإثنين والأربعاء) طيلة شهر رمضان المعظم.
كما أعلنت المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بعمالة المضيق الفنيدق والمجلس العلمي، والوحدة الإدارية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، بتعاون مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، عن تنظيم حملات للتبرع بالدم خلال شهر رمضان المبارك بمسجد أم القرى ومسجد رياض صوفيا بمدينة مرتيل، أيام 8 و9 و22 و23 رمضان 1445 (19 و20 مارس و 2 و3 أبريل 2024).
وتهدف هذه الحملة إلى الإسهام في الرفع من المخزون الاحتياطي الإقليمي والجهوي لهذه المادة الحيوية، التي عرفت نقصا كبيرا داخل مراكز تحاقن الدم ، والتراجع الملحوظ في إقبال المواطنين على التبرع. كما تهدف أيضا إلى تعزيز قيم التضامن والمواطنة بين المواطنين، والتوعية بأهمية التبرع بالدم، ودوره في إنقاذ العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى هذه المادة الأساسية.
ونظمت الوحدة الإدارية الإقليمية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بشراكة مع مندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بطاطا، والمركز الجهوي لتحاقن الدم لأكادير، وجمعية النجدة للتبرع بالدم مؤخرا بطاطا، حملة للتبرع بالدم، وذلك بهدف دعم المخزون من هذه المادة الحيوية.
وتأتي هذه الحملة المنظمة أيضا بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بطاطا والمجلس العلمي المحلي لإقليم طاطا والمكتب الاقليمي للهلال الاحمر لطاطا،التي نظمت بمسجد بشائر العتيبة تحت شعار “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، في إطار الجهود المبذولة لسد الخصاص في هذه المادة الحيوية خاصة مع تزايد الطلب على أكياس الدم وفي إطار الطلب الكبير الذي تشهده المستشفيات على هذه المادة الحيوية على المستوى الوطني.
وحسب المركز الوطني لتحاقن الدم، شهد عدد المتبرعين بالدم خلال شهر رمضان تطورا لافتا في الفترة ما بين 2013 و2023. وباستثناء فترة جائحة كورونا التي انخفض فيها العدد، ارتفع عدد الأشخاص المتبرعين من 20 ألف متبرع عام 2013 إلى قرابة 27 ألف متبرع خلال السنة الماضية، مع الإشارة إلى أن عام 2019 سجل الرقم الأعلى وهو 29 ألف متبرع.
يحتاج المغرب بحسب المركز الوطني إلى أكثر من 1000 تبرع يومياً ليتمكّن من تلبية جميع الاحتياجات من أكياس الدم، الأمر الذي يتطلب مشاركة واسعة وجماعية، وقبل كل شيء متواصلة من السكان والشركاء على المستوى الوطني بالتعاون مع مراكز تحاقن الدم من أجل ضمان استدامة نظام التبرع. وتُفيد ورقة تقنية أصدرها المركز في وقت سابق بأنه “مع التزايد المستمر والملحوظ للطلب على الدم بسبب ارتفاع نسبة انتشار الأمراض المزمنة وحوادث السير، أصبح المركز يحتاج ما بين 1200 و1500 كيس، بينما يراوح عدد التبرعات بين 900 و1000 كيس”.
فيما يراهن المغرب على بلوغ نسبة 1 في المائة من إجمالي السكان من المتبرعين بالدم معدلاً أدنى توصي به منظمة الصحة العالمية، للاستجابة للاحتياجات اللازمة للدم، في حين لا يغطي عدد عمليات التبرع المسجلة حجم الاستهلاك السنوي. وبلغ عدد التبرعات بالدم على الصعيد الوطني عام 2022 ما مجموعه 339 ألفاً و579 تبرعاً، أي بزيادة بنسبة 6 في المائة مقارنة مع عام 2021، ما ساهم في تجاوز الهدف المحدد لكل عام، والذي يمثل 4 في المائة، كما يورد المركز الوطني.
مواقع إعلامية