مسؤولو الفرع الإقليمي للحركة بتمارة يتدارسون واقع وآفاق العمل الشبابي
أكد المسؤول التربوي عبد الواحد بنمعمر في كلمة تربوية توجيهية حول مرحلة الشباب في الإسلام ومسؤوليته في الحياة، أن الإنسان خليفة الله في الأرض، وعليه أن يتحرك لدين الله ونصرة دعوته وعمارة الأرض بما يرضي الله لقوله تعالى “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”.
وأنها مسؤولية ملقاة على كتف الشباب كمرحلة قوة بين ضعفين، لقوله تعالى ” الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير”.
وأضاف، أن مرحلة الشباب لها أهمية لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : “: لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتَّى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ما عمل فيه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه”. فقد يسقط عنه سؤال المال والعلم لقلتهما أو لنذرتهما، ولكنه مسؤول لا محالة عن العمر وعن فترة الشباب خاصة.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه الفرع الإقليمي بتمارة حول عمل الشباب، حضره مجموعة من أعضاء الحركة والمشرفين على العمل الدعوي والتربوي والمهتمين بالعمل الشبابي بالإقليم.، نظمه الفرع يوم الأحد 15 دجنبر.
وفي عرض للأخ محمد احسيني، تحت عنوان العمل الشبابي بين الواقع والمأمول، تطرق إلى اعتناء الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب، وسرد مراحل تطور العمل الشبابي في الحركة على الصعيدين الوطني والجهوي، حيث أرصدت له الحركة عدة إمكانات وخصصت له سلسلة من البرامج التكوينية والدورات والحملات والندوات، إلا أن هذا العمل الشبابي عرف عدة عوائق منها عوامل داخلية وأخرى خارجية.
وذكر أن أهم العوامل الداخلية هي: غياب رؤية واضحة حول المخطط الاستراتيجي للعمل، تراجع العمل الثقافي والفكري للحركة، عدم تطور أداء المربي وتراجع القيم والأخلاق في المجتمع، عدم تطور برامج الحركة، وصعوبة الولوج للمؤسسات التعليمية، وأما العوامل الخارجية التي تؤثر على العمل الشبابي، فيمكن تلخيصها في النقط التالية: الهجمة الشرسة للعولمة، شيوع الدعوات الهدامة في صفوف الشباب، توفر وسائل التكنولوجيا الحديثة، الاهتمام المفرط للأسرة بتوفير الجانب المادي دون الاهتمام بالقيم.
كما أشار من خلال عرضه إلى عوامل أخرى تستهدف الأسرة والمجتمع مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتغول الإعلامي، واتخاذ القدوة من الرياضيين والفنانين، وغياب دور الأسرة والمؤسسات التربوية في التربية، وتراجع المجتمع المدني عن دوره الريادي في المجتمع ، وغياب الدور الحضاري للمسجد في التعليم والتعلم.
وفي آخر كلمته أعطى احسيني بعض المقترحات والحلول للمناقشة من طرف الحضور، نذكر منها: تجديد النية في تحمل المسؤولية، تكوين المربين، اعتماد أسلوب الحوار، حرص المربي على الإبداع والاكتشاف، اعتماد التأطير المتحرك، إشراك الشباب في اللجان وفي اتخاذ القرار، تنويع البرامج، والتنسيق مع الجمعيات الشريكة.
أما المسؤول عن عمل الشباب فقد عرض أمام الحاضرين مجموعة من المعطيات تلخص الواقع التربوي للعمل الشبابي داخل الإقليم.
وبعد ذلك كانت هناك مناقشة طويلة حول هذه العروض من طرف المشاركين، تناولت واقع العمل التربوي عند الشباب، مشاكل التأطير والتكوين، شيوع ثقافة الميوعة والانحلال وتأثيرها في المجتمع، قلة التجربة والخبرة عند الشباب، غياب روح المسؤولية، نقص الإطار المرجعي للحركة، عدم وضوح الرؤيا، مجالات التواصل والرياضة، مسؤولية رجال التعليم، توقيت وبرامج المخيمات، عدم الإلمام باهتمامات الشباب، متابعة ومصاحبة الشباب، كيفية تطوير العمل الشبابي، وإنماء روح الديمقراطية التشاركية عند الشباب.
وكانت هذه المناقشة مناسبة لطرح مجموعة من التوصيات والاقتراحات سترفع إلى المكتب الإقليمي لترجمتها إلى برامج قابلة للتنفيذ.
اللجنة الإعلامية