مركز الزيتونة يرصد الخسائر الاحتلال عقب طوفان الأقصى

كشف مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عن خسائر فلسطين والاحتلال الإسرائيلي جراء عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي فاجأت بها كتائبُ القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023.
فعلى مستوى الخسائر البشرية، اعترفت الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ما يزيد عن 1,200 قتيل، منهم 328 ضابطا وجنديا في الجيش، و57 شرطيا، و10 من جهاز الشاباك، و845 ممن تسميهم “مدنيين”، علاوة على بلوغ عدد الجرحى 5,431 مصابا.
بينما بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة بعد 471 يوما من العدوان الصهيوني، 47,487 شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات، 70% منهم من الأطفال والنساء، منهم 44 شهيداً استشهدوا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء وسياسة التجويع، والجرحى 111,588 جريحا.
وعلى صعيد الخسائر الاقتصادية، شطبت معركة طوفان الأقصى عدة سنوات من النمو الاقتصادي في “إسرائيل”، وتجاوزت الخسائر المباشرة وغير المباشرة كل الأرقام والإحصائيات السلبية التي شهدتها “إسرائيل” خلال حروبها السابقة.
فقد شَهِدَ الشيكل انخفاضاً يزيد عن 5% من قيمته مقابل الدولار، ووصل إلى أدنى مستوياته منذ سنة 2012، حيث وصل إلى 4.08 شيكل، وذلك بالرغم من التدخل المباشر من قبل “بنك إسرائيل”، الذي قام بضخّ نحو 30 مليار دولار لاحتواء الطلب المتزايد على الدولار، كما قام ببيع 8.2 مليار دولار من النقد الأجنبي في أكتوبر كخطوة أولى للحيلولة دون تفاقم أكبر في سعر صرف الشيكل.
في المقابل، قُدِّرت الخسائر الأولية المباشرة للعدوان الإسرائيلية على قطاع غزة حتى 19/1/2025، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بما يزيد عن 38 مليار دولار.
وتكبَّد الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة في تلك المواجهة من جنودٍ وعتاد، وفي فقدانه للاستقرار الأمني والاقتصادي والإسناد العالمي، وفي أزمته الداخلية، وفي ضعف المشروع الصهيوني الذي أصبح أضعف مما كان عليه قبل المعركة.
ولاحظت الورقة سقوط “نظرية الأمن الإسرائيلي” القائمة على مبادئ الردع والإنذار المبكر والقدرة على الحسم؛ والتي أضيف إليها مبدأ رابع سنة 2015 هو مبدأ الدفاع. حيث تهاوت هذه المبادئ الأربعة في هذه العملية، وسقوط فكرة “الملاذ الآمن لليهود”: فلأن الأمن هو أمرٌ جوهري في العقيدة الصهيونية وأساس في بنية الكيان الإسرائيلي.
واعتبرت الورقة عملية طوفان الأقصى حدثاً استراتيجياً، غير مسبوق طوال الخمسة والسبعين عاماً التي مضت على إنشاء “إسرائيل”، موضحة أن العملية وجَّهت ضربة قاسية لمشاريع التطبيع الإسرائيلية مع العالم العربي والإسلامي.