محمد الأشعري : المقاومة أحيت القضية الفلسطينية و7 أكتوبر أسقط استراتيجية التطبيع “الإسرائيلية”

أوضح الشاعر والكاتب محمد الأشعري أن طوفان الأقصى جاء في وقت كان الجميع في غمرة يأس قاتل. وقال ” كنا نشيع بنظراتنا اليائسة جثمان القضية الفلسطينية” بعدما تعرض الشعب الفلسطيني للتمييز العنصري وكل انواع الاعتداءات والتهجير والاعتقالات والاختطافات والتىآمر السياسي”.

وأضاف الوزير والقيادي في الاتحاد الاشتراكي سابقا في كلمة له في ندوة بعنوان ” طوفان الأقصى.. التداعيات والأدوار المطلوبة ” المنظمة من قبل منتدى المتوسط للتبادل والحوار، بشراكة مع المكتبة الوطنية بالرباط مساء السبت 23 دجنبر2023، إننا ” صدمنا بما حدث 7 أكتوبر.. لم نكن نتوقعه”، مؤكدا أنه رغم تلك الصدمة القوية فإن ماوقع يطرح أسئلة جديدة أولها؛ لماذا وصلنا إلى ذلك الحد من اليأس؟ لماذا نفضنا أيديينا من القضية الفلسطينية؟ من هم المسؤولون عن تغييب القضية؟ هل هو العدو الإسرائيلي وحده؟ ام التخاذل العربي والسياسة الدولية الظالمة وحدها؟ أم الاختلالات داخل البيت الفلسطيني أيضا؟

وانطلاقا من النظر النقدية لهذه الأسئلة اتجاه القضية الفلسطينية يقول الأشعري، يمكن إدراك عمق إنجاز السابع من أكتوبر 2023 الذي أظهر عددا من الحقائق هي:

1- أعاد إنجاز 7 أكتوبر للأمة العربية والإسلامية حقيقة أساسية؛ أن المقاومة ليست فقط ضرورية أو قضية حياة أو موت بالنسبة للشعب الفلسطيني، بل المقاومة ممكنة حتى بفاعل “صغير” وبإمكانات شبه منعدمة، وهي مقاومة مؤثرة وقادرة على زعزعة أقوى كيان في منطقة الشرق العربي، تجرح العدو في وجوده وجوعر علاقته بأسطورته المؤسسة.
لقد أثبت 7 أكتوبر أثبتت أن المقاومة ممكنة دائما وفي أي وقت، وأن الذين يعتقدون أن نهاية المقاومة ستكون بإقبار حركة “حماس” بغزة واهمون لأن “حماس” لم تعد في غزة فقط بل أصبحت في كل فلسطين وجسد كل فلسطين.

 

2- لا يمكن إخماد القضية الفلسطينية بالعنف أو بالبدائل المزيفة، لقد وجه طوفان الأقصى ضربة إلى استراتيجية التطبيع “الإسرائيلية”، وأسقط التطبيع ولن يعود وانتهت حكاية محاولة جعل “إسرائيل” دولة طبيعية في جوار طبيعي في المنطقة، فما حدث في غزة من فظاعات جعل التطبيع مستحيلا بسبب الكراهية، التي تسببت فيها جرائم إسرائيل وإبادتها الجماعية لأهل غزة.

3- عودة القضية الفلسطينية إلى الاهتام الدولي والوجدان الدولي، وباتت فلسطين جزءا من اهتمام السياسات الداخلية في العالم.

4- لا حق لأحد أن يفرض على المقاومة التي اشعلت فتيل نضال كبير وغذته بدمائها، أن يفرض أو ويملي عليها ما تفعله غدا، أو حريطة طريق بعد الإبادة الجماعية للفلسطنيين بغزة، ويبقى الأمل في الوحدة الوطنية بين فصائل المقاومة الفلسطينية لبناء مابعد الإبادة وتدبير المستقبل.

5- يجب استحضار ما حصل في غزة في كل وقت وحين، ويجب فضح الجرائم وفضاعات إسرائيل في كل المنابر الممكنة ونحفظ درس العدو الذي تاجر بذاكرة العدوان على الشعب اليهودي في أوروبا.. يجب ألا نتوقف على مخاطبة الرأي العام العالمي، ووخز ضميره لأنه ضالع في الجرائم إلى ابعد الحدود.

6- تكتلت جل القوى الإعلامية والسياسية الغربية في نغمة واحدة؛ دعم “إسرائيل” للدفاع عن نفسها وإنكار أن تكون “حماس” حركة مقاومة، ” الأمر الذي خلف شرخا عميقا بيننا وبين أوروبا على وجه الخصوص.. شرخ بيننا نحن الذين كنا خلال نصف قرن نحاول إقناع مجتمعتنا أن القيم الكونية الغربية هي مفتاح تقدمنا وديمقراطيتنا.. ورأينا كيف تهاوى هذا الصرح -الذي دافعنا عنه- أمام أعيننا بالانتصار لكيان ظالم استيطاني عنصري؟؟ هذا شرخ لا بد من استحضاره في النقاش الوطني”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى