متخصصون يناقشون “دور العمل المدني في تعزيز منظومة القيم بالمدرسة المغربية”
ناقش عدد من المتخصصين في ندوة وطنية نظمتها حركة التوحيد والإصلاح، مساء اليوم السبت 7 أبريل 2018، “دور العمل المدني في تعزيز منظومة القيم بالمدرسة المغربية”، بقاعة هيئة المحامين حي المحيط بالرباط.
الندوة التي عرفت حضور الأستاذ عبد الرحيم شيخي؛ رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وأشرف على تسييرها الدكتور محمد البراهمي؛ المسؤول الوطني لقسم الدعوة، تناوب على تأطيرها كل من الأستاذ محمد سالم بايشا، والأستاذ إدريس مستعد، والأستاذ عبد الكريم سفير، والأستاذ محمد احساين، والأستاذ جمال باخوش.
بايشا: القيم تشهد مجموعة من التحولات ونوعا من الصراع يراد للمدرة أن تكون جزءا منها
أكد الأستاذ محمد سالم بايشى المتخصص في شؤون التربية والتعليم والمسؤول الوطني لقسم التربية، أن التربية على القيم أحد الأدوار الأساسية للمدرسة حيث تشهد مجموعة من التحولات ونوعا من الصراع يكون في المجتمع وينقل إلى المدرسة عوض أن يبقى داخل المجتمع فقط.
وأشار بايشى أنه ينبغي أن نفرق بين شخصية المدرس ودوره في التدريس والتربية على القيم حتى لا تكون هناك اختلاطات وتخبطات حيث أن طريقة التدريس قد تعلم قيما سلبية أو إيجابية لذلك ينبغي عدم التعارض بين الخطاب والممارسة داخل المدرسة وتمرير قيم تعارض المنهاج الدراسي.
وخلص المتدخل إلى أن تحولات القيم داخل المدرسة لها تأثير عالمي وليس فقط وطني، وأنه لا زال هناك صراع في موضوع القيم في المجتمع الشيء الذي ينعكس على المدرسة التي تعيش تحديات أساسية خاصة في المجال الرقمي حيث أضحى المتعلم يتلقى قيمه خارج أسوار المدرسة.
مستعد: الخيارات الاستراتيجية للتعليم لا نختارها وتتحكم فيها الإملاءات الخارجية
تساءل الأستاذ إدريس مستعد حول دور المدرسة بين الأمس واليوم حيث أن المدرسة الوطنية اليوم أضحت جزءا من العولمة التي تأخذ الأخضر واليابس مشيرا إلى أن الخيارات الاستراتيجية في التعليم أضحت تتم بالإملاءات الخارجية وليس بمحض اختيارنا فأصبحنا نواجه أزمة الخيارات الاستراتيجية في مجال التعليم.
وأضاف مستعد أن المدرسة الوطنية أمس خصوصا بعد الاستقلال كانت مجالا خصبا للتعلم والمواطنة بينما أضحت اليوم مجالا للترقية الاجتماعية ولم تعد قادرة على تحقيق المواطنة للمواطن وظهرت الدراسة عن بعد بعد دخول العديد من المظاهر كالخوصصة ودخول مفاهيم جديدة كالتمهين والتركيز على التوظيف أكثر من جودة التعليم.
وحذر المتحدث من استهداف هذه المظاهر قتل المدرس والمدرسة خصوصا أن مدرسة النت لها رهانات ربحية وبراغماتية وتستخدم مبدأ المرونة الشاملة الذي هو مبدأ اقتصادي من مظاهره اليوم التعاقد والتفويض وأضحى هناك صداما بين المدرسة والمجتمع ونموذجا للإحباط والعطالة.
سفير: الخوف من تجربة الغرب أفقدنا هويتنا شيئا فشيئا
أكد الأستاذ عبد الكريم سفير أن التوفيق بين الحداثة والقدامة أثبت فشله حيث أن هناك نماذج عديدة اتبعت التجارب الغربية لكنها حافظت على هويتها كاليابان والصين والهند.
وأوضح سفير أن فوبيا تضييع الهوية أدى إلى تضييعها حقا شيئا فشيئا إلى أن وصلنا إلى هذه الوضعية، داعيا إلى أن نكون عقلانيين لنتجاوز هذا التأخر لأن التجربة الغربية تجربة إنسانية حضارية مستمرة وليست تجربة مخصوصة للغرب وبالإمكان أن نستعيد المشعل كما استعادته دول أخرى.
وأشار المتحدث إلى ان المجتمع اليوم مازال منقسما على نفسه رغم أن القيم مسألة وطنية وليست ثابتة أو مطلقة أو نهائية بل قابلة للتطور وتتطلب التوافق حولهاحتى نكون خير أمة ونكون نموذجا بين الأم بدون تعصب.
احساين: العقيدة الإسلامية استبعدت من المدرسة المغربية
قال الأستاذ محمد احساين أن القيم من منظور إسلامي هي قيم إنسانية وموجهة بالتشريع والتربية بمنطوق الدستور مفروض منها الاحتكام إلى القيم الإسلامية.
ودعا احساين إلى التركيز على القيم الإسلامية في المناهج الدراسية خصوصا وأن العالم يعترف بأزمة قيم سيما الأخلاقية والدينية.
وانتقد المتحدث نظام العولمة القائم على تنميط العالم حيث أدى على عجز تنفيذ وتنزيل القيم أمام إكراهات التنمية المشروطة.
وأضاف احساين أن وظيفة المدرسة تكمن في غرس القيم ولا يمكن للمعارف أن تكون في معزل عن القيم حيث أن مهمة المدرسة تنظيم القيم وأن تكون هادفة وذات بعد تكويني.
وحذر احساين من ان العقيدة الإسلامية التي كانت منصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين تم استبعادها في الكتاب الأبيض الذي يوجه المناهج الدراسية وأصبح هو المعتمد حاليا الشيء الذي يتناقض مع الميثاق مشيرا إلى بعض السياقات الوطنية والدولية التي أدت إلى هذا التغيير واستبعاد مجموعة من القيم في المناهج الدراسية.
باخوش: التوحيد والإصلاح قامت بمجموعة من المبادرات لترسيخ القيم داخل المدرسة المغربية
استعرض الأستاذ جمال باخوش مجموعة من المبادرات والحملات التي قامت بها حركة التوحيد والإصلاح لترسيخ القيم داخل المدرسة المغربية بداية من حملة لا للغش ولننجح بشرف والنجاح الدراسي مرورا بحملة ضد الإدمان والمخدرات وأحبك وطني وشكرا أستاذي لإعادة الاعتبار للمدرس وحملة الوسطية والاعتدال والقراءة وغيرها..
وأكد باخوش أن التوحيد والإصلاح بهذه الحملات والمبادرات تهدف للإسهام مع عدد من الفاعلين في النهوض بالمدرسة المغربية وليست فقط هي الفاعل الوحيد.
ودعا باخوش إلى انخراط الجميع في أي من المبادرات التي تهدف للنهوض بالقيم داخل المدرسة المغربية دون حسابات ضيقة للمضي إلى الأمام ولن تتأتى هذه المبادرات بدون جهود الجميع.
الإصلاح