ماذا يحضر للأقصى في الأعياد اليهودية المقبلة؟

تستعد الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة لتنفيذ اقتحام كبير للمسجد الأقصى، يتخلله نفخ في البوق داخله وفي محيطه، إحياء لموسم أعيادها الذي سينطلق في الثالث من أكتوبر الجاري والذي يوافق رأس السنة العبرية.

ويمتد موسم الأعياد اليهودية هذا العام من 3 إلى 24 أكتوبر 2024، ويتزامن مع الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي قد يكون من أكثر المواسم عدوانا على الأقصى، حيث تنظر القيادة “الإسرائيلية” إلى هذه الذكرى كمناسبة لمحاولة حل ما تسميه “عقدة 7 أكتوبر”.

ومن الواضح أن جماعات “الهيكل” المتطرفة تتخذ من مواسم الأعياد اليهودية فرصا لتكثيف اعتداءاتها على المسجد الأقصى ومحاولة تغيير هويته الإسلامية. ويعتبر موسم الأعياد الذي يمتد من رأس السنة العبرية حتى “عيد ختمة التوراة” الأسوأ في كل عام.

ومن المتوقع أن تقوم شرطة الاحتلال بتنظيم أكبر عدوان على المسجد الأقصى خلال موسم الأعياد القادمة، بما يشمل فرض كامل الطقوس التوراتية داخل المسجد، وتجديد الحصار حتى شهر رمضان المقبل. كما يسعى الاحتلال لتكريس السيطرة على الساحة الشرقية، وتوسيع مساحة أداء الطقوس اليهودية إلى الجهة الغربية من المسجد.

وتهدف من خلال هذه التحركات إلى الوصول إلى ذروة الطقوس اليهودية المعلنة، التي تشمل نفخ البوق علنا داخل الأقصى وفي محيطه، وارتداء “ثياب التوبة” البيضاء، وأداء صلوات “بركات الكهنة” علنا، وفرض القرابين النباتية، وصولا إلى طقوس “زفاف التوراة” في 24 أكتوبر، كرمز للانتصار بعد عام من “طوفان الأقصى”.

وفي تقريرها عين الأقصى في نسخته ال18، توقعت مؤسسة القدس الدولية أن تزُج جماعات الهيكل في خضم موسم الأعياد اليهودية القادم على المسجد الأقصى، بمناسبة إضافية لتكثيف الاقتحامات واستغلال العاطفة الدينية والقومية للمستوطنين بكل توجهاتهم، وهي إحياء الذكرى السنوية الأولى لطوفان الأقصى، والتي سيقتحم فيها المستوطنون (في الذكرى العبرية) لرثاء قتلاهم، والصلاة لتحرر أسراهم، لتُكرّس بعدها كذكرى ثابتة سنوية في تقويم الاقتحامات، أبرزها اقتحام رأس السنة العبرية، ويوم الغفران، وعيد العُرش.

وفي هذا السياق، حذر رئيس مكتب شؤون القدس بحركة حماس هارون ناصر الدين، من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وما يخططون له في فترة الأعياد المقبلة، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يتوقف عن محاولات فرض خطط التقسيم الزماني والمكاني، وصولا إلى السيطرة الكاملة عليه وتهويده.

وأكد المتحدث، أن الحشد والرباط في الأقصى هو أولوية وأمانة على كل من يستطيع من أجل إفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين، ويقع  على عاتق أهالي الضفة الغربية والقدس مسؤولية كبيرة للدفاع عن المسجد المبارك.

ومنذ 7 أكتوبر، تشن قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حربا على المسجد والمصلين، حيث باث عددهم أقل بكثير مما كان عليه قبل عملية “طوفان الأقصى”، بعد أن منعت سكان الضفة الغربية من الوصول إليه والصلاة فيه، فيما تتعمد التضييق على الشبان في طريقهم للصلاة خاصة يوم الجمعة، مما يضطرهم إلى الصلاة في الشوارع المؤدية إليه والأحياء القريبة منه.

ويمكن القول أن المسجد الأقصى في ظل الحرب “الإسرائيلية” المتواصلة منذ سنة تقريبا على قطاع غزة والضفة المحتلة بما فيها القدس، يواجه تهديدا وجوديا هو الأكبر في تاريخه، مع تكثيف الطقوس الدينية والممارسات الاستفزازية من قِبَل الجماعات اليهودية المتطرفة، والتي تزيد وتيرتها مع موسم الأعياد اليهودية التي تعد الأطول زمنيا، وفي تفاصيلها:

– عيد رأس السنة العبرية في 3 و4 أكتوبر، ويشمل طقوس مثل نفخ البوق في المسجد الأقصى.

– “أيام التوبة” تتخللها اقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى بملابس بيضاء خاصة وطقوس “بركات الكهنة”.

– يوم الغفران (13 أكتوبر) قد يشهد اقتحامات كبيرة وربما محاولة إدخال قربان حيواني، وهو طقس لم يتم تنفيذه حتى الآن.

وفي مقال للدكتور عبد الله معروف بعنوان ” الأقصى تحت التهديد الوجودي الأكبر له” بتاريخ 19 شتنبر 2024، أوضح أن إدخال القرابين الحيوانية هو الطقس الديني الوحيد الذي لم تتمكن جماعات المعبد المتطرفة من تنفيذه حتى اليوم داخل المسجد الأقصى المبارك. ولذلك، فإنه ليس من المستبعد أن تحاول إجراء تجربة على سبيل المثال في يوم الغفران هذا العام؛ لترى مدى إمكانية تنفيذ هذا الطقس في موسمه الأكثر أهمية وهو عيد الفصح الذي يحل في الربيع.

وذكّر معروف بالفيديو الذي نشرته جماعة “أبناء جبل مورية” في 12 شتنبر 2024، والذي صوروا فيه المسجد الأقصى يحترق مع عبارة “قريبًا، في هذه الأيام”، مما يحمل معاني في منتهى الخطورة على المسجد الأقصى. فمؤسس هذه الجماعة هو المتطرف ديفيد بن مورية، والتي تعتبر ذراعا شبابية لمنظمات كاهانية متطرفة.

ومنذ بدء  العدوان على غزة في 7 أكتوبر الأول 2024، اقتحم المسجد الأقصى 48 ألف مستوطن ومتطرف يهودي وهو عدد يقارب مجموع الذين اقتحموا المسجد خلال عام 2023، حسب معطيات نشرتها محافظة القدس الأحد المنصرم.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى