دة البوحسيني: طوفان الأقصى أربك كل الحسابات وأكد أن القضية الفلسطينية لن تموت

قالت الدكتورة لطيفة البوحسيني إن أرض فلسطين أصبحت محكا واختبارا للوعد الجديد، الذي قطعته أجزاء من الإنسانية على نفسها في تحقيق الحلم بوقف أسباب انعدام الأمن والسلام، إلا أن خطة التقسيم كانت في حد ذاتها وفي عمقها إيذانا بنكت العهد، أي الوعد باحترام حقوق الإنسان كما عبر عنه الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، حتى قبل أن يجري تنزيله على أرض الواقع.
وأضافت الأستاذة في كلية علوم التربية في كلمتها خلال الندوة التي نظمتها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بعنوان :”من مجازر صبرا وشاتيلا إلى جريمة الإبادة الجماعية بغزة في أفق الصراع العربي الصهيوني”، أمس الثلاثاء أن الحركة الصهيونية مدعومة بالقوى الكبرى ذات التقاليد الاستعمارية المتجذرة، بذلت كل ما في وسعها وضغطت بكل الطرق كي يُفسح المجال ليتمدد الاحتلال، وفرض كيان وجسم غريب على أرض فلسطين التاريخية لإقامة دولة خاصة باليهود، ثم ضمان إمكانية استمرار الهيمنة الاستعمارية الامبريالية في منطقة تتوفر على مقومات ومقدرات متنوعة ومهمة.
وأوضحت البوحسيني، أن ما جرى صاحبه العديد من الأساطير التي تم تمريرها بداية من أسطورة الأرض الموعودة، وأسطورة شعب الله المختار، وأسطورة أرض بلا شعب لشعب بدون أرض، مع توظيف واضح لمعادة السامية وكراهية اليهود، وتعبئة عتاد وترسانة إعلامية وققافية وتربوية وفنية ضخمة لترسيخ مختلف هذه الأساطير، لتزييف وعي أجيال من شعوب العالم الذي نجح إلى حد بعيد، إلا أن الشعب الفلسطيني أبدع في وسائل المقاومة، ورفض الاحتلال ولاقى بشكل دائم إسنادا واضحا من الشعوب العربية وأحرار العالم.
وأشارت المتحدثة إلى أن تاريخ المجازر الصهيونية من دير ياسين إلى الإبادة الجماعية اليوم، مرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا هو تاريخ تضحيات جسام وتاريخ آلام، وهو أيضا تاريخ الصمود والمقاومة.
وكشفت الناشطة المدنية، أن مجموعة من المؤرخين اليهود الجدد نجحوا انطلاقا من السماح لهم بولوج واستعمال الأرشيف الرسمي للكيان، ببناء سردية جديدة عرّت بالكامل السردية القديمة، وكشفت النقاب عن الأساطير والأكاذيب لها علاقة بالتهجير والطرد والتصفية العرقية والإبادة الجماعية.
وذكرت أنه في المقابل لم يعبأ الكيان قط بالقرارات الأممية التي ظلت حبرا على ورق، واتضح بالملموس أن الدعم العسكري والمالي والاقتصادي والحماية اللامشروطة ساعدته بل وأوعزت له بتمريغ القانون الدولي في الوحل دون أن يرف له الجفن.
ونبهت الأستاذة لطيفة إلى المواقف التي وصفتها بالمخزية للأنظمة الرسمية العربية التي سقطت في المحظور، وتحولت فلسطين من قضية مركزية إلى عبء سياسي يريدون التخلص منه بأي ثمن؛ وهي مواقف -تضيف المتحدثة- غير مفاجئة “بعد مسلسل التطبيع مع الكيان من طرف عدد من البلدان ومن ضمنها المغرب، تطبيع كان يتوقع إسقاط القضية الفلسطينية من الحساب الأمر الذي تفطنت له المقاومة الفلسطينية وترجمته عبر طوفان الأقصى الذي أربك كل الحسابات وأعاد عقارب الساعة للتأكيد أن هذه القضية لن تموت”.
وختمت كلمتها بالقول : “ليس أمامنا إلا خيار واحد أن نتكتل ونوحد جهودنا كي لا نترك الشعب الفلسطيني وحده أمام جبروت الطواغيت من الغرب الأوروبي – الأمريكي والشرق العربي، هذا هو الأفق كما أراه مغربيا”.
موقع الإصلاح