أخبار الحركةالرئيسية-المرأة والأسرة

فلسطين وقضايا الوطن والأمة تحضر بقوة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منتدى الزهراء

حضرت القضية الفلسطينية وقضايا الوطن والأمة على مداخلات وفقرات الجلسة الافتتاحية للجمع العام السابع لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية بعد عصر السبت 22 نونبر 2025 بقاعة علال الفاسي بالرباط، تحت شعار: “التزام متجدّد من أجل كرامة المرأة واستقرار الأسرة والدفاع عن قضايا الوطن والأمة”.

 وتمت قراءة الفاتحة ترحما على فقيدات ساهمن في تأسيس الصرح النضالي لمنتدى الزهراء؛ الفقيدتين سمية بنخلدون ورشيدة المقرئ الإدريسي، وصفتهما الدكتورة بثينة قروري رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية بأنهما كانتا نموذجا في العطاء والإخلاص للفكرة والوفاء لمسار تمكين المرأة وخدمة الوطن.

قروري: الجمع العام محطة جديدة في مسار المنتدى

قالت قروري في كلمتها في انطلاق الجلسة الافتتاحية إن لقاء اليوم يأتي من أجل قضية نجعلها جميعا في صلب اهتماماتنا للارتقاء بوضعية المرأة، وتعزيز استقرار الأسرة وبناء مجتمع قائم على العدالة والكرامة والإنصاف وهي قضية المرأة.

واستعرضت حصيلة عمل المنتدى في عدد من القضايا؛ أبرزها القضية الوطنية في ظل الانتصار التاريخي للمغرب باعتباره الحل الواقعي لحل نزاع مغربية الصحراء وقضايا الأسرة والمرأة وفلسطين.

واعتبرت أن لقاء اليوم محطة جديدة في مسار منتدى الزهراء، الذي انطلق أكثر من عقدين من الزمن ليكون صوتا حقوقيا ومدنيا وفضاء للفكر والاجتهاد ومدرسة للالتزام والترافع من أجل قضايا المرأة والأسرة، انطلاقا من مرجعيتنا الحضارية الكبرى المتمثلة في المرجعية الإسلامية وتراثنا الزاخر بالمبادئ والأفكار والاجتهادات بما يحقق للمرأة والرجل المصلحة في الدارين.

سفيرة السودان: منتدى الزهراء واءم بين الموروث والمستحدث دون أن تفقد المرأة قيمها

من جهتها، سلطت سفيرة السودان بالمملكة المغربيةالدكتورة مودة عمر حاج التوم  في كلمتها الضوء على حقيقة الحرب التي تجري في السودان وشواهد للجرائم التي ترتكب من طرف قوات الدعم السريع. 

وأوضحت في مداخلتها أن حضورها للجلسة الافتتاحية كانت فرصة لاستحضار بعض الإنجازات التي قام بها المنتدى، وأبدت إعجابها بكمها ومحاولتها المواءمة ما بين الأصالة والحداثة وما بين ما هو موروث وما هو مستحدث دون أن تفقد النساء المغربيات العربيات المسلمات قيمهن التي تربين عليها. 

ونوهت السفيرة السودانية بالقرب الوجداني الكبير جدا بين السودان والمغرب رغم البعد الجغرافي، بالإضافة إلى آصرة اللغة والدين هناك المذهب المالكي الذي أتانا مع الحجاج المغاربة واعتناق العقيدة الأشعرية كما المغاربة، وحتى في الزي وتشابه اللباس بين الثوب السوداني والملحفة في الجنوب المغربي.

وأشارت  السفيرة إلى أنها بعد ثلاث سنوات إقامتها بالمغرب، وجدت الكثير من التشابهات في العادات والتقاليد حتى في الطبخ وطريقة الأكل، مبدية اعتزازها بهذه العلاقات الراسخة في القدم بين البلدين التي وطدها الحجاج المغاربة في السودان، خصوصا وأن هناك قبيلة كبيرة جدا تسمى قبيلة المغاربة بها أكثر من مليون سوداني من أصول مغربية، ويعتزون بهذه الأصول ومن أكبر الجمعيات المهنية وهي جمعية الطلاب السودانيين خريجي المعاهد والمدارس والجامعات المغربية وأمين عام سابق للحكومة من خريجي المغرب وعدد من السفراء والمستشارين القانونيين وغيرهم.

ديدوفيك: المرأة البوسنية عرفت كيف تبني وتعمل بعد النجاة من الحرب

من جانبها، هنأت الأستاذة سخية ديدوفيك رئيسة مركز نحلة للتربية والدراسات بالبوسنة والهرسك، منتدى الزهراء للمرأة المغربية على ثباتهم وقوتهم في الوقوف مع نضالات المرأة العادلة في جميع أنحاء العالم، خصوصا مع إخواننا وأخواتنا في فلسطين، معتبرة أن آلامهم اليوم هي آلامنا جميعا وألم أمة بل ألم الإنسانية كلها. 

واستحضرت في سياق حديثها عن معاناة الفلسطينيين والجرائم البشعة المرتكبة في حقهم، البوسنة والهرسك التي توجد في قلب أوربا وتعد واحدة من أعمق الشهادات على العدوان والإبادة الجماعية الجماعية ضد المسلمين، والتي بدأت في الفترة من 1992 إلى 1995.

وأوضحت ديدوفيك أن المسلمين في البوسنة والهرسك فقدوا خلال هذه الفترة أكثر من 100 ألف شخص وأصيب مئات الآلاف وهجر أكثر من مليون ونصف مهاجر، وتعرضت آلاف النساء لأقصى أشكال العنف والجرائم المنهجية والإهانة، مشيرة إلى أنه لم يتم تحديد عدد النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب بدقة لأن معظمهن لم يتحدثوا عن ذلك.

وشددت على أنه بالرغم كل هذا استطاعت المرأة في البوسنة أن تنظر إلى المستقبل وتعتني بالماضي وتعتمد على نفسها، مؤكدة على أن رسالتنا من البوسنة واضحة “ليس فقط أنجينا من الحرب بل عرفنا كيف نبني ونعمل من أجل مجتمعنا ونعمل أيضا على مساعدة الآخرين”. 

البوحسيني: نعيش على إيقاع تراجعات وانتكاسات في بلدنا ومنطقتنا العربية

أما الأستاذة الجامعية والحقوقية لطيفة البوحسيني فاعتبرت أن مؤتمر منتدى الزهراء ينعقد في ظرف دقيق على المستوى الوطني الذي نعيش فيه على إيقاع تراجعات وانتكاسات في جميع المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بما لذلك من آثار سلبية على فئات واسعة من المغاربة ومن بينها النساء اللائي تتزايد هشاشتهن.

وأضافت في مداخلتها : “على مستوى منطقتنا العربية والإسلامية، نعيش فيها على مأساة السودان ومأساة الشعب الفلسطيني وقضيته التي نرتبط بها كمغاربة وجدانيا ونرضع حبنا لها، مع أول حليب من ثدي الأم، ومن غزة من طوفانها الأبرك، ومقاومتها وصبر شعبها الأبي، وجلد نسائها وآلام أطفالها، انطلق علم فلسطين ليرفرف ويغزو العالم بأسره”.

وزادت “سنتنان من القتل والتدمير والتجويع والإبادة والسعي للتهجير ومن اجتثاث الشجر ونزع الحجر وعرت بالكامل الوجه البربري لحالة الهيجان الوحشي لكيان زرع منذ البداية بعقيدة العنف كشرطة لسرقة الأرض وتهجير الفلسطينيين، أبلت المقاومة البلاء الحسن وخرجت من الأنفاق وانطلقت بعنفوان قل نظيره لتعلن وتصدح عاليا في وجه من خططوا لتصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسهم الأنظمة العربية التي طبعت مع كيان القتل والإجرام، أن هذه القضية أكبر من أن تصفى بل من أن تمحوها أيادي الغدر وأقوى من أن تفشل أمام الحسابات الصغيرة وأوسع من أفق من استرخصوا الوطن واختاروا الانهزامية”.

رباب عوض: سر صمود الشعب الفلسطيني وبقاءه هي المرأة الفلسطينية

الأستاذة رباب عوض الأمينة العامة لائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين، أكدت في مداخلتها أن المرأة الفلسطينية كانت ولازالت رمزا للقزوة والكرامة والتحدي، واستطاعت على مدى 77 عاما من الاحتلال الصهيوني أن تثبت وتصمد ولم تكن مجرد شاهدة على الألم وإنما صانعة للصمود وراعية للأمل.

وأكدت عوض في كلمتها بالجلسة الافتتاحية أن المرأة الفلسطينية؛ هي الأم التي ربت أبناءها على حب الوطن وفلسطين كعقيدة، وأن الأموال والأرواح تقدم رخيصة من أجل تحرير الأقصى والمقدسات ورضعنا حب فلسطين، وهي صانعة جيل التضحية الإقدام ولا يفرط في وطنه ومقدساته.

وتابعت “المرأة الفلسطينية رآها العالم أجمع في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة تخرج من تحت الركام وهي ترفع علامات النصر والتحدي في التمسك بالأرض والوطن، فأثبتوا للعالم كله أننا مصرون على البقاء ومصرون على التحدي رغم كل محاولات الإبادة والتجويع والتهجير”، مؤكدة أن سر صمود هذا الشعب وبقائه هي المرأة الفلسطينية لذلك كان العدد الأكبر من الشهداء هم من النساء والأطفال في أكبر إبادة جماعية يشهدها العالم.

حضور نوعي وتكريم لمبادرات نوعية ولحظة وفاء لجيل التأسيس

وقد عرفت الجلسة الافتتاحية حضور قيادات من المكتب التنفيذي للحركة وعدد من الضيوف من داخل المغرب وخارجه وشخصيات رسمية ومدنية وعدد من الفاعلين والفاعلات ومؤسسات شريكة شريكة لمنتدى الزهراء. وحضور ممثلين عن وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ووسيط المملكة ووكالة بيت مال القدس والجمعيات النسائية والمنظمات الحزبية النسائية وممثلي المنظمات المدنية والحقوقية. 

وتم خلال الجلسة الافتتاحية عرض فيلم مؤسساتي يوثق أهم محطات منتدى الزهراء منذ تأسيسه ويبرز جهوده في الدفاع عن قضايا المرأة والأسرة ومساهمته في تعزيز التنمية الاجتماعية. وشهدت أيضا عرض شريط يعبر عن صمود نساء غزة ضد آلة التدمير الصهيونية ومناصرة كل نساء العالم للقضية الفلسطينية، ووصلة موسيقية مع الفنانة يسرى شهوان.

كما تميزت الجلسة الافتتاحية بتكريم مبادرات نوعية لسنة 2025، وتم تكريم جمعية رسالة للمرأة والتضامن بطنجة، وجمعية مودة لتنمية المرأة ورعاية الأسرة بالعرائش، وجمعية بيتنا حياتنا لحماية الأسرة بفاس.

كما تم تكريم خاص للأستاذة فاطمة الزهراء بليلي لمشاركتها في أسطول الصمود والدفاع عن قضايا الأمة بالمنتدى، ولحظة وفاء للتأسيس للأستاذة نعيمة بنيعيش تقديرا لجهودها الكبيرة وعطاءاتها في منتدى الزهراء منذ التأسيس، والأستاذة كنزة طوريس. كما تم تكريم الضيوف المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية. 

وستتواصل أشغال المؤتم بجلسة تنظيمية بمقر المنتدى لعرض ومناقشة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما. وسيعرف اليوم الثاني من الجمع العام، عرض ورقة توجهات المرحلة مع مناقشتها والمصادقة عليها، تليها جلسة تجديد هياكل المنتدى، من أجل انتخاب الرئيسة ونائبتها، وأعضاء المكتب، ثم انتخاب رئيسة وأعضاء المجلس الإداري، وأخيرا عرض البيان الختامي.

ويُعد منتدى الزهراء للمرأة المغربية هيئة وطنية نسائية حقوقية وثقافية تأسست سنة 2002 بمبادرة من مجموعة من الطاقات النسائية التي راكمت خبرة في مجال قضايا المرأة والأسرة عبر العديد من المؤسسات التربوية والاجتماعية، وتشتغل على قضايا المرأة والأسرة بمقاربة تجديدية تنطلق من المرجعية الإسلامية وتنفتح على الكسب الإنساني العالمي.

أخبار / مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى