“غزة الإنسانية”.. مصيدة موت وواجهة لمخطط تهجيري خطير

تتواصل جرائم كيان الاحتلال “الإسرائيلي” في حق الغزيين عند نقاط المساعدات، التي باتت مصائد للموت يتم استدراجهم إليها لسد رمق جوعهم.

فمنذ 2 مارس 2025، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، أعلن الأسبوع الماضي أن أكثر من 880 شخصا قتلوا، وأُصيب نحو 4 آلاف آخرين أثناء سعيهم لتأمين الطعام.

وبهذا الخصوص، اعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن مجازر الاحتلال عند نقاط توزيع المساعدات تفضح تورّط “غزة الإنسانية” في منظومة القتل والتجويع وتؤكد ضرورة تفكيكها، مضيفا أن “نقاط المساعدات” لم تَعُد مواقع إغاثة، بل مصائد موت تُستدرَج إليها الحشود المجوّعة عمدا، في مشهد مركّب من الإذلال والإبادة.

وأشار المرصد إلى أن المجازر المتلاحقة عند نقاط التوزيع انتهاك جسيم للقانون الدولي، وتستدعي وقف عمل المؤسسة فورا وفتح تحقيق عاجل ومساءلة جنائية كاملة، داعيا إلى تفكيك المؤسسة فورا وسحب أي تفويض أو غطاء يُمنَح لها تحت مسمى العمل الإنساني، كونها أداة مباشرة في إدارة الجريمة، معتبرا أن مؤسسة “غزة الإنسانية” تعمل كأداة ميدانية في خدمة سياسات الحصار والتجويع والقتل، عبر إدارة نقاط توزيع مصمّمة لإذلال المدنيين.

من جهته، قال المجلس الوطني الفلسطيني، أن ما جرى الأربعاء الماضي، شمال مدينة رفح من استشهاد 21 مواطنا بينهم 15 نتيجة الاختناق والغاز والتدافع في منطقة ما يسمى مركز توزيع المساعدات الأميركية يكشف مجددا زيف الادعاءات الإنسانية.

وأوضح رئيس المجلس روحي فتوح في بيان، أن هذه المجزرة تُؤكد أن ما يقدم باسم الإغاثة ما هو إلا سلاح جديد لقتل الفلسطينيين تحت غطاء إنساني كاذب، محذرا من استمرار استخدام الجوع وسيلة للإذلال والسيطرة.

وطالب فتوح بوقف فوري لعمل مؤسسة غزة الأمنية الأميركية الاسرائيلية والعودة للآليات السابقة التي كانت تحت رقابة أممية، كما طالب بلجنة تحقيق دولية مستقلة تكشف حجم الجريمة المرتكبة بحق شعب غزة الجريح.

وفي سياق متصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في تصريح له أول أمس الأربعاء، إن ما يسمى بـ”المدينة الإنسانية” التي يُخطط الاحتلال “الإسرائيلي” لإقامتها في رفح ليس سوى واجهة تضليلية لمخطط تهجيري خطير.

وأوضح مدير عام المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة، أن الهدف الرئيس من إقامة هذه المدينة تجميع مئات الآلاف من النازحين في منطقة محددة تحت السيطرة الأمنية المباشرة للاحتلال، تمهيدا لفصلهم جغرافيا وإنسانيا عن باقي مناطق القطاع، وربما ترحيلهم لاحقا خارج فلسطين.

وأكد المتحدث أن الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين ومراكز النزوح ومنتظري المساعدات ضمن استراتيجية واضحة تقوم على استخدام الغذاء والمساعدات كسلاح حرب، وسحق كل أشكال الحياة المدنية، بهدف تركيع السكان وإجبارهم على القبول بمخططات سياسية وأمنية مرفوضة.

وكشف الثوابتة، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية، أكثر من 55 مجزرة وحشية ومروعة بحق المدنيين العُزَّل، كان أبرزها مجازر ما يسمى “مناطق توزيع المساعدات” التي راح ضحيتها حتى الآن ممن وصلوا المستشفيات إلى 851 شهيدا، وأكثر من 5000 إصابة، إضافة إلى 42 مفقودا، في سلسلة جرائم استهدفت بالدرجة الأولى تجمعات المُجوّعين المدنيين المنتظرين للمساعدات في مناطق “حمراء خطيرة”.

وكان وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس كشف مؤخرا عن تفاصيل خطة تسمى بـ”المدينة الإنسانية” ستقام في مدينة رفح، قائلا: “إنه نخطط لتركيز أهالي قطاع غزة في مدينة إنسانية واحدة فوق خرائب رفح، ستكون المرحلة الأولى منها نقل نحو 600 ألف فلسطيني من المواصي نحو هذه المدينة بعد فحوصات أمنية، ولن نسمح لهم بمغادرتها”.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى