عبد العلي حامي الدين: المشروع الصهيوني توسعي مبني على القتل والتهجير

قال الدكتور عبد العلي حامي الدين، إن هذه الندوة تأتي في وقت لا تزال الإبادة الجماعية متواصلة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وأيضا الضفة الغربية التي ليست بعيدة بدورها عن التنكيل والتهجير.
جاء ذلك في مداخلته في ندوة مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بعنوان “من مجازر صبرا وشاتيلا إلى جريمة الإبادة الجماعية بغزة في أفق الصراع العربي الصهيوني” أمس الثلاثاء 16 شتنبر 2026، في إطار فعاليات الاعتصام الشعبي والإضراب عن الطعام.
وأضاف أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أن العقيدة الصهيونية لا زالت نفس العقيدة العسكرية التي تؤمن بالقتل كأسلوب لفرض الاحتلال منذ مجزرة صبرا وشاتيلا سنة 1982، والتي راح ضحيتها حوالي 4000 من المدنيين أطفال ونساء وشيوخ، مشيرا إلى أن هناك تحولات كثيرة في تلك المرحلة أهمها:
- خروج مظاهرة عارمة في تل أبيب قوامها أزيد من 400 ألف شخص ينددون بالمجزرة، وهذا يعني تحول خطير في الرأي العام الصهيوني نحو مزيد من التطرف وعقيدة القتل
- إقالة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” آنذاك أرييل شارون من منصبه كوزير الدفاع وبقي في الحكومة
- تنديد الأمم المتحدة بهذه العملية وتحميل المسؤولية “لإسرائيل” وإدانتها، واعتبرتها الجمعية العامة عملية إبادة جماعية، في الوقت الذي لم تستطع الأمم المتحدة ومجلس الأمن اليوم وصف ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية، بل ولم يصدر قرار من طرف محكمة العدل الدولية كجهاز من أجهزة الأمم المتحدة يدين “إسرائيل”.
وأشار المتحدث إلى أن هناك تحولات كبيرة أيضا اليوم، إذ يتجه الكيان المحتل للمزيد من التطرف في الوقت، الذي يفقد النظام الرسمي العربي أبسط مقومات التفاعل الحي مع مثل هذه الأحداث، مشيرا إلى أن ما يجري في غزة في الواقع يسائل النظام الرسمي العربي بشكل كبير ويسائل طبعا المجتمع الدولي ويسائلنا جميعا.
وشدد حامي الدين على ضرورة المحافظة على آدميتنا، لأنه من أخطر الأساليب التي تعتمدها الآلة العسكرية الصهيونية؛ هو الإمعان في القتل إلى درجة أن يشعر الناس بالتعب ويتعودون على مشاهد القتل، ثم يحصل لهم الملل ثم يفقدون الأمل ثم يسلمون في النهاية.
وأشار المتحدث إلى أن هناك إرادة لكسر هذه النفسية، وأنه بمقارنة ما حصل في صبرا وشاتيلا مع ما حصل اليوم في غزة، يتضح أن المشروع الصهيوني لم يغير طبيعته، وأنه مشروع توسعي مبني أساسا على القتل وعلى تهجير الناس من أراضيهم.
وكشف الأستاذ الجامعي أن الفكرة الأساسية للمشروع الصهيوني، تستند على كسر إرادة الشعب الفلسطيني وكسر إرادة المقاومة لأنه يعرف بأنه مشروعه مرتبط بالمقاومة وليس بأي شيء آخر.
وأشار في مداخلته إلى التحولات الأساسية في الترسانة العسكرية ومنها استخدام الأسلحة الفتاكة التي لم تستخدم في تاريخ البشرية، واستغلال الذكاء الاصطناعي ناهيك عن وسائل التعذيب داخل السجون “الإسرائيلية”، منبها إلى أن “إسرائيل” بالإضافة إلى أمريكا تخوضان حربا تعتبر حرب وجودية وليست حربا عادية، بعد أن حطمت 7 أكتوبر بالفعل عقيدة الأمن التي قام عليها الكيان المحتل.
وأوضح حامي الدين أن من الأسباب التي كانت وراء 7 أكتوبر2023 هو انسداد الأفق السياسي أمام الفلسطينيين، فحل الدولتين انتهى عمليا بفعل المستوطنات في الأراضي، التي من المفروض أن تكون هي أراضي الدولة الفلسطينية الموعودة بحكم الاستيطان الكبير، الذي شمل الضفة وقطاعات مهمة مصنفة ضمن الأراضي التي ينبغي أن تكون تابعة للفلسطينيين.
وتحدث عن الحصار على قطاع غزة المطبق لمدة عشرين سنة، بالإضافة إلى اتفاقية تطبيع أي الاندماج والإدماج الكامل لهذا الكيان الاحتلالي داخل المحيط العربي مع عدد من الدول العربية، والتي كانت مرشحة إلى المزيد من التوسع، وهو ما يعني تصفية القضية الفلسطينية .
واختتم المتحدث كلمته قائلا :”خرجت مسيرات بالآلاف وبالملايين في العالم العربي ومن بلدنا المغرب، ولم تحرك الأنظمة العربية ساكنا، وهو ما يعني وجود هوة تتسع بين الأنظمة وبين الشعوب، في الوقت الذي من المفترض أن تبقى البوصلة هي العدو الصهيوني”، مؤكدا أن تقليص الهوة بين الأنظمة والشعوب سيفوت الفرصة على النظام الصهيوني.
موقع الإصلاح