عبارات معادية للإسلام في نفق بسيدني تثير مخاوف المسلمين بأستراليا
أثارت عبارات تم اكتشافها على نفق في تشيستر هيل غرب سيدني بأستراليا المخاوف من جديد بين الجالية المسلمة حول عودة الإسلاموفوبيا، والانتهاكات والاعتداءات ضد المسلمين كما وقع في أحداث سابقة.
وارتفعت حوادث الإسلاموفوبيا في أستراليا إلى مستويات قياسية، حيث بلغت نسبة 581 بالمائة منذ السابع من أكتوبر2023، مع انطلاق عملية طوفان الأقصى والعدوان الهمجي من قبل الاحتلال “الإسرائيلي” على غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووصفت وسائل إعلام أسترالية العبارة المنقوشة في النفق بالبغيضة وكتب بالإنجليزية في هذا الحادث “F**k Islam” و”Cancel Islam”، وهو حادث يضاف إلى سلسلة من الأعمال العدائية في هذه المنطقة، بحسب ما صرح به إلياس عطية، رئيس المجلس الإسلامي في نيو ساوث ويلز.
وقال لراديو ABC سيدني: “إنه شكل من أشكال الترهيب يهدف إلى استبعادنا من الفضاء العام”. إذا تمت تغطية العلامات بسرعة بالطلاء الأبيض، فإن تأثيرها يكون له صدى خاص.
ويرى أفتاب مالك، الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا لمكافحة الإسلاموفوبيا في شتنبر الماضي، أن هذا مؤشر على شر أعمق. ومنذ توليه منصبه قام بتوثيق التحرش اليومي بالنساء المحجبات في الأماكن العامة. وفي مواجهة هذه التوترات، أدان رئيس وزراء الولاية، كريس مينز بشدة هذه “الأفعال التي تهدف إلى التحريض على الكراهية”.
ويثير الحادث تساؤلات حول فعالية التدابير المناهضة للإسلاموفوبيا. ويصر أفتاب مالك على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة تتجاوز الإدانات الرمزية، ويقول: “من الضروري إطلاق حوار وطني لتعزيز التماسك الاجتماعي”.
وتكشف هذه الأحداث حدود نموذج التكامل الأسترالي، وخاصة في المناطق المتعددة الثقافات مثل غرب سيدني. وإذا كان إنشاء منصب مبعوث خاص يمثل وعيا مؤسسيا، فإن التقليل من شأن الأفعال المعادية للإسلام يشكك في فعالية السياسات الحالية لمكافحة التمييز.
ويظل الانتقال من الأقوال إلى الأفعال هو التحدي الرئيسي الذي يواجه السلطات، إذ سجلت أرقام عرضت على مجلس الشيوخ الأسترالي -الذي يجري تحقيقا موسعا في أسباب صعود اليمين المتطرف- أن 78 بالمائة من الاعتداءات على المسلمين استهدفت النساء خصوصا، وهي نفسها نسبة الرجال المتورطين في تلك الجرائم.
وسجلت منظمة “إسلاموفوبيا ريجستر أستراليا” 759 اعتداء منذ السابع من أكتوبر 2023، وحذرت من ارتفاع وتيرة تلك الحوادث، على إثر تعرض طلاب داعمين لغزة لهجوم في مدينة أديلايد.
وأبدت المنظمة الأسترالية من قلقها مما لاحظته وتلقته من تقارير عن الحوادث التي تسلط الضوء على نمط كراهية الإسلام من الجماعات اليمينية والفاشية.
وأدان رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الكتابات المعادية للإسلام على الجدران، التي شوهدت في غرب سيدني صباح الأحد. وتحقق الشرطة في ما وصفته بـ”كتابات جرافيتي مسيئة” ظهرت تحت جسر في سفتون، بعد تلقي تقارير عنها حوالي الساعة 9:40 صباحًا.
وتظهر الصور التي نشرتها صحيفة الغارديان عبارة “F**K ISLAM” مكتوبة على جانبي نفق للسكك الحديدية في شارع هيكتور. وفي صورة أخرى، يمكن رؤية عبارة “إلغاء الإسلام” مغطاة جزئيًا بالطلاء الأبيض على لوحة إعلانية.
وفي بيان له، قال رئيس الوزراء كريس مينز إن “أعمال التخريب من هذا القبيل، التي تستهدف ديانات معينة، تهدف إلى التحريض على الكراهية وهي أمر بغيض تماما”.
وقال مينز “إن هذا العنصرية وكراهية الإسلام مثيرة للاشمئزاز وتؤدي إلى تآكل النسيج الأساسي للدولة المتعددة الثقافات الناجحة التي بنيناها هنا في نيو ساوث ويلز”.