“طوفان الأقصى” يطيح بجنرالات جيش الاحتلال ويضعف ائتلافه الحكومي
أعلن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أمس الثلاثاء 21 يناير 2025 عن استقالته رسميا، تدخل حيز التنفيذ في 6 مارس المقبل عقب فشل جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في منع العبور الكبير الذي استهدف مستوطنات “غلاف غزة”، وترك بصماته المريرة على المشهد الأمني والسياسي داخل كيان الاحتلال.
هزة عنيفة أحدثتها هذه التطورات في هيكل القيادة العسكرية “الإسرائيلية”، تمثلت في استقالات متلاحقة لقادة عسكريين بارزين، على رأسهم رئيس هيئة الأركان، هرتسي هاليفي، منذ الإعلان عن اتفق وقف إطلاق النار في غزة بعد حرب دامت 15 شهرا.
وحفزت استقالة هاليفي موجة جديدة من الاستقالات في المؤسسة العسكرية، أبرزها قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، والمسؤولة عن النيابة العسكرية اللواء يفعات يروشلمي. كما سبق ذلك استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، الذي تحمل مسؤولية الإخفاق الأمني في أحداث 7 أكتوبر، فيما أظهرت هذه الاستقالات توترًا متصاعدًا بين المؤسسة العسكرية وحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة مع التدخل السياسي الواضح في شؤون الجيش.
وخلال الحرب، تكررت الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الجيش يسرائيل كاتس، بسبب تدخلاتهما في القرارات العسكرية، وتعمدهما تأخير التحقيقات في إخفاقات الجيش، فضلًا عن فرضهما تعيينات مثيرة للجدل في المناصب العليا.
وتبقى استقالة هاليفي حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي تواجه إسرائيل، ولا تقتصر على المؤسسة العسكرية، بل تمتد إلى النظام السياسي برمته. ومع غياب استراتيجية واضحة، تترك هذه الأوضاع آثارا طويلة الأمد على قدرة “إسرائيل” على التعامل مع التحديات الأمنية في المستقبل، وسط تساؤلات عن قدرة قيادة الاحتلال الحالية على إعادة بناء الثقة وإعادة الجيش إلى مساره.
وفي رسالة استقالته، قال هاليفي إن “الجيش الإسرائيلي فشل في مهمة الدفاع عن إسرائيل والدولة دفعت ثمنا باهظا”. وأعلن هاليفي بوضوح: “أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في 7 أكتوبر 2023″، وأضاف “مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة”.
وتابع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “تكبدنا خسائر فادحة بالأرواح والحرب تركت جروحا وندوبا لدى كثير من جنودنا وعائلاتهم”، لكنه زعم في الوقت نفسه أن “الجيش خاض حربا على مدى شهور طويلة وفي 7 جبهات وحقق إنجازات غيّرت وجه الشرق الأوسط”.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد فقال إن على “رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها أن يتحملوا المسؤولية ويستقيلوا”. ودعا لبيد إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية والتوجه نحو انتخابات لتشكيل حكومة تستعيد ثقة الجمهور، على حد تعبيره، فيما دعا زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان نتنياهو وأعضاء حكومته إلى الاستقالة.
من جهته، دخلت استقالة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من منصبه حيز التنفيذ صباح أمس الثلاثاء، مع انقضاء 48 ساعة على تقديمها بشكل رسمي.
ونشر عبر حسابه بمنصة تليغرام مقطع فيديو وهو يجمع مقتنياته من مكتب وزير الأمن القومي، قائلا: “ننهي عامين من العمل في هذا المكتب”.
وكان بن غفير صرح في وقت سابق، أنه رفض العرض بالحصول على الفضل باستقالة هاليفي مقابل الموافقة على “صفقة الاستسلام مع حماس”، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي بدأت قبل أيام.
وكان حزب القوة اليهودية بزعامة بن غفير قدم استقالته الأحد من الحكومة، بعد إقرارها اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرا الاتفاق بمثابة “استسلام لحماس”، ومنددا بـ”إطلاق سراح مئات القتلة والتخلي عن إنجازات الجيش الإسرائيلي” في الحرب.
وفي الصيف الماضي، دعا وزير الجيش السابق يوآف غالانت إلى إجراء تحقيق رسمي في الإخفاقات “الإسرائيلية” في هجوم السابع من أكتوبر، وقال إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ونتنياهو.
ويتكون الائتلاف الحكومي حاليا من 68 مقعدا من أحزاب اليمين واليمين المتشدد والأحزاب الحريدية (المتدينين)، ومع انسحاب حزب بن غفير، يتبقى للائتلاف 62 مقعدا، ما يكفيه للبقاء.
وكالات