ندوة شورى “التوحيد والإصلاح” تناقش سبل مواكبة العرض الإصلاحي للتحولات والاستجابة للتحديات

افتتحت مساء اليوم السبت 17 ماي 2025 بالرباط الندوة الفكرية الخامسة لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح لسنة 2025 تحت عنوان “من أجل عرض إصلاحي مواكب للتحولات ومستجيب للتحديات”.

وقال الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن موضوع الندوة الفكرية عنوان دقيق يلخص حاجتنا الملحة اليوم إلى مراجعة جماعية صادقة، وتفكير استراتيجي معمق من أجل تحيين وتجديد عرضنا الإصلاحي لنجعله على مستوى معتبر من الجاهزية لمواكبة الواقع الدقيق الذي نعيشه والتحولات المتسارعة من حولنا والتحديات المتراكمة التي تواجهنا.

وأضاف في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للندوة، إنه من خلال هذه الندوة نخطو خطوة جديدة في هذا الورش بتفكير جماعي مؤسساتي يمكننا من المضي نحو بلورة وثيقة جديدة للعرض الإصلاحي تجمع بين وضوح المرجعية وواقعية التفاعل، وبين الوفاء للأصول والانفتاح على أسئلة العصر، وبين فقه الدعوة ومقتضيات الشهادة على الناس.

ودعا رئيس الحركة أعضاء مجلس الشورى إلى التفاعل مع هذه الدورة تفاعلا خاصا لأنها ليست مجرد حلقة نقاش عابر، وإنما هي حلقة في مسار تشاوري مستمر بدأ منذ سنوات واستغرق عدة نقاشات وعبرت عنه بوضوح عدة ندوات، وخلصت خلال إعداد المخطط الاستراتيجي إلى قناعة راسخة مفادها أن العرض الإصلاحي للحركة في حاجة إلى تجديد وتطوير؛ يستوعب تحولات العصر ويستجيب لطلب المجتمع دون أن يفقد أصالته ولا أن يتنازل عن مرجعيته.

وأكد الدكتور أوس رمّال أن الحركة تريد لهذا العرض أ”ن يكون وثيقة جامعة تعبر عن رؤيتنا الإصلاحية وتجدد خطابنا الدعوي، ووثيقة جامعة مرجعية محفزة للأعضاء والمتعاطفين، تؤطر البرامج وتستنهض الهمم وتحفز الجهود، ووثيقة تواصلية واضحة للمجتمع ولمن يشاركوننا الهم الإصلاحي في الداخل والخارج، ومبادرة فكرية منفتحة على النقد والنصح تثق في جماعية الإجتهاد وتواضع الفهم”.

وأشار رئيس الحركة في كلمته بالجلسة اإلى أننا نعيش اليوم واقعا دقيقا، تجري فيه تحولات عميقة في عالم سريع التغير تحت وقع التوترات الدولية، تتصاعد فيه الفتن ويستمر فيه نزيف جراح الأمة وفي طليعتها ما خلفته من تداعيات في طوفان الأقصى المبارك.

وعلى الصعيد الداخلي، استحضر رمّال ما تعرفه بلادنا من تحولات ديمغرافية واجتماعية متسارعة وتراجعات على مستوى الحقوق والحريات، وتحولات في مظاهر التدين واضطرابات على مستوى التمثلات القيمية، وفي مقابل ذلك هناك تزايد في الطلب على خطاب إصلاحي متوازن يبث الأمل ويقترح البديل، داعيا إلى أن يبنى عرضنا الإصلاحي على قراءة متبصرة لكل هذه التحولات وعلى فقه واقعي ومقاصدي يحسن التقدير والتعبير والتأثير.

 ونبه أوس رمّال إلى أننا لسنا نبدأ من فراغ بل نستند على نصيب مهم من الوثائق والمراجعات من توجهات واختيارات إلى عشر سنوات من التوحيد والإصلاح، مرورا إلى قضايا ومواقف إصلاحية، ثم الجهود العملية المتواصلة في التمايز بين الدعوي والسياسي وفي بناء الشخصية الرسالية وفي ترسيخ التعاون على الخير مع الغير وفي تحقيق مقصد إقامة الدين لا مجرد الدولة.

ولفت أن هذا الرصيد الغني يحتاج اليوم إلى عرض جديد واضح وميسر يعيد إخراج تقديم فكرتنا الإصلاحية للناس ويربط بمقاصدها وغاياتها ويراعي تغير السياق وتطور الخطاب واحتياجات المجتمع. معتبرا من خلال ذلك تبرز أهمية المحورين الأساسيين لهذه الدورة أولهما قراءة في التحولات الجارية قراءة لا بد من فهمها وتحولات لا بد من فهمها وتقدير آثارها على عملنا الإصلاحي، وثانيها الوقوف على مكتسبات عرضنا الإصلاحي في الماضي والحاضر والبحث في مقوماته المستقبلية على صوء التحولات وفي أفق بناء وثيقة جامعة معبرة.

ودعا رئيس الحركة في ختام كلمته إلى اغتنام هذه الندوة لجعلها منطلقا لتجديد حقيقي للعرض الإصلاحي لحركة التوحيد والإصلاح، بتجديد لا يفرط في المرجعية ولا يتردد في الاجتهاد ولا يخشى النقد ولا يراهن إلا على الإخلاص لله تعالى والعمل الصادق

من جانبه، أكد الأستاذ رشيد فلولي منسق مجلس الشورى، أن الندوة الفكرية للمجلس هي محطة من المحطات المهمة لمواصلة التأثير الجماعي و التشاور في قضية الإصلاح، وباعتبار هذه الهيئة، هي هيئة مجلس الشورى الوطني وهي أعلى هيئة تقريرية بعد الجمع العام الوطني، ولمكانة هذه المؤسسة وهذه الدورة، بحكم وجود العضوية فيها من خيرة إخواننا وأخواتنا في القيادة الجماعية لمشروع الحركة، لذلك تحظى بهذه الأهمية لمناقشة هذا الموضوع.

واعتبر فلولي في كلمة له بالجلسة الافتتاحية، أن موضوع الندوة الفكرية يأتي في ظل التحولات على المستوى الذاتي والموضوعي واستمرار نقاش مستقبل الحركة وحركة المستقبل، تنطلق من خلاصات الندوات السابقة لطرح مجموعة من الأسئلة والأجوبة والتي سبق للمخطط الاستراتيجية أن أجاب عن بعضها، منوها إلى أن مطلب التجديد سيستمر.

وأفاد منسق مجلس الشورى إلى أن موضوع الندوة الفكرية “من أجل عرض إصلاحي مواكب للتحولات ومستجيب للتحديات” انطلق من ورقة سبق وأعدها المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح “العرض الإصلاحي للحركة” التي جاءت في سياق تحولات عميقة، وعرفت الوثيقة إضافة ملاحظات من قبل المكتب والمنسقية ليتم اعتمادها للنقاش خلال هذه الندوة.

وعرفت الندوة في بدايتها كلمة تربوية مكتوبة للأستاذ محمد حقي ألقاها نيابة عنه الأستاذ خالد تواج، ومن ضمن ما استعرض فيها أن المؤمن إذا أدرك أصل الداء سهل عليه معرفة الدواء وأدى إلى الشفاء، ومنهج الطريق للتوفيق الحقيقي هو أن يفعل الله بالعبد ما يجعله قادرا على ما يصلح به أحواله، خصوصا وأن التوفيق نعمة وكرامة ربانية لأهل الخير والعلم والصلاح، كما أن المعونة تنزل من الله على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى