سلسلة قراء مغاربة 15| أحمد الخالدي.. البلبل الرنان وحاصد الألقاب العالمية

منارات قرآنية تصدح بأصواتهم المساجد والمنتديات، ولترتيلهم تهفو القلوب، وتبتهج الأفئدة، وتشنف الأسماع، وفي كل مساراتهم تُرسم مشهديات النبوغ المغربي؛ فكأنهم أوتوا مزمارا من مزامير داود عليه السلام.
تتلألأ بهم مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده في أصقاع العالم، فبحضورهم تكتمل المناسبات، وتحتدم المنافسات، وتشتد التحديات، وتلك من خصالهم المشهود لهم بها منذ القدم، وتحكي عنها المنافسات في الوقت الحاضر.
إنهم قراء المملكة المغربية؛ الذين ما تباروا في منافسة إلا سطروا فيها كبرى الأساطير، يبزون أقرانهم فيظفرونهم بقوة الحفظ، وعذب الترتيل، وحصافة العقل، بهم ترتفع الإيقاعات وتتفتق المواهب الرامية إلى الصدح بكتاب الله المجيد.
أولئك أبناء اللوح والقلم، لمثلهم تنظم الأعراس القرآنية، ويطاف بهم فوق سروج الخيول في المدن والمداشر إعلاء لمكانتهم كاهل الله وخاصته. نقدمهم لكم في سلسلة تعريف بقراء مغاربة:
يُوصف بالبلبل الرنان وبسلطان المحاريب. تعلم القرآن الكريم بطريقة برايل وتفرغ لحفظه في سن 18، رغم كونه كفيف البصر، وبفضل مكرمة رب العزة هذه أصبح من القراء المشاهير الذين يحفل بهم المغرب وامتد صيته إلى العالم بأسره.
القارئ المغربي أحمد الخالدي هو دائم التألق في مجال التلاوات المحققة، يرقى بالسامعين في مدارك السالكين إلى رب العالمين، بصوت شجي يخرج من مشكاة اختلاط فيها كلام الله العزيز مع لسان يتلوه على وجه التحقيق والوجه الذي به نزل.
وعطر صوته الجميل فاح في جميع المساجد التي أم فيها أو صلى فيها بالناس التراويح، ولا ينحصر هذا في داخل تراب الوطن بل يمتد عبر قارات العالم، التي استقبل فيها الخالدي استقبالا يليق بأهل القرآن أهل الله وخاصته.
أسد القراءة القرآنية المتفرد أظهر مواهب خارقة في ساحة التباري على تلاوة وحفظ كتاب الله المجيد، تلك حرفة عالية جعلته يفوز بجوائز تترى، فظفر بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية المنظمة من طرف القناة الثانية في 2005.
وهو ما فتح له آفاق المسابقات الدولية، فكانت البداية بالفوز بجائزة ثالث أحسن قارئ عربي في 2008 بلبنان، وقد أبان في أطوارها على احترافية عالية ومواهب خارقة، وهزم في ساحتها أسماء وازنة في عالم القراءة والتلاوة.
ابن مدينة اليوسفية ضرب في دولة ليبيا مثالا فارقا على تميز المدرسة المغربية في مجال التلاوة والتجويد، إذا حصل على الجائزة الثانية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم بليبيا، حيث تفوق على المئات من أقرانه الممثلين ل62 بلدا مشاركا فيها.
أحمد الخالدي المزداد في 14 مارس 1984، فاز بمركز مشرف في مسابقة رفيعة في المغرب، وهي جائزة محمد السادس الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره لعام 1433هـ الموافق 2012 حيث حصل على حصل على المرتبة الثانية في فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب.
وهو ما أهله لتمثيل المغرب في المسابقة العالمية لتجويد القرآن بدولة ماليزيا، وقد حصل القارئ الموهوب على الرتبة الرابعة المسابقة العالمية لتجويد القرآن بدولة ماليزيا لعام 2012، وحينها توجت نظيرته القارئة المغربية حسناء خولالي بالمرتبة الأولى في المسابقة ذاتها في فرع الإناث.
وسجل أقوى تميزاته في أندونسيا، إذ فاز بالمرتبة الأولى للمسابقة الدولية لحفظ وتلاوة القرآن بأندونيسيا التي أقيمت وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية دورتها الثانية بالعاصمة جاكارتا ما بين11 و14 شتنبر 2013.
وكان عام 2015 حابلا له بالمفاجآت، إذ فاز بجائزة محمد السادس الدولية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتفسيره لعام 1436/ 2015، فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب، حينها كان مؤذنا بمسجد لالة خديجة بحي الرياض الرباط، وقد حظي بتكريم أمير المومنين الملك محمد السادس على اجتهاده.
وفي نفس العام، حصل على المرتبة الأولى لجائزة تونس العالميّة في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتجويده، وداخل المغرب حصل على جائزة أحسن قارئ بمدينة سلا لسنة 2015.
وواصل الخالدي تألقه فسجل أقوى عطاءاته، حين حصل في مراتب التتويج إلى لقب القارئ العالمي للقرآن الكريم، إذ حصد المركز الأولى في مسابقة القارئ العالمي بالبحرين للقرآن الكريم لسنة 2016 التي نظمتها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحرينية.
تضاف كل هذه الالقاب لسجله الحافل في مجال الإمامة والمشاركات بمهرجانات القرآنية بعدة دول عبرالعالم، وهو والقارئ المعتمد بإذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم، وتجعله قدوة للشباب وموهبة يمكن النسج على منوالها لمن أراد الفوز والظفر.