رمضان اسثنائي بسبب “كورونا”.. تكييف الأحكام الشرعية وتعزيز الإجراءات الاحترازية
يحل أول أيام شهر رمضان المبارك 1441 هـ اليوم السبت 25 أبريل 2020 بشكل مختلف عما دأب عليه المغاربة من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الفضيل والمظاهر التعبدية والروحية بالإضافة إلى ممارسة عدد من القيم التراحمية والتضامنية.
ويصوم المغاربة هذا الشهر في ظل تفشي جائحة “كوفيد-19” – “فيروس كورونا المستجد”، وهذا ما دفع بالمؤسسات الرسمية إلى تكييف هذه الظرفية القاهرة بعدد من التدابير الاستثنائية، من جملتها فرض إجراءت أمنية إضافية وسن أحكام تتلاءم مع وضعية الحجر الصحي.
ونستعرض من خلال موقع “الإصلاح” عددا من التدابير والإجراءات التي اتخذت تكييفا لهذه الظرفية سواء في بعدها الأمني أو الديني.
المجلس العلمي الأعلى يكيف عددا من الأحكام مع ظرفية جائحة “كورونا”
أصدر المجلس العلمي الأعلى بيانا بمناسبة شهر رمضان الكريم استحضارا “لما يُصاحب إحياء هذا الشهر المعظم، في المملكة المغربية، من مظاهر التدين، لاسيما تتبع الدروس الحسنية المنيفة برئاسة مولانا أمير المؤمنين حفظه الله، والإقبال على الصلوات في المساجد، وقيام التراويح، واجتهاد العشر الأواخر من الشهر، وما فيها من إحياء ليلة القدر المباركة، ثم الخروج لصلاة العيد”.
كما استحضر بيان المجلس العلمي الأعلى المنشور على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، “أحوال الاحتراز من الوباء وما وجب بسببه من منع التجمعات المنذرة بخطر العدوى المهدد للصحة، بل والمهدد للحياة، الأمر الذي بمقتضاه أصدر المجلس العلمي الأعلى فتوى بناء على طلب أمير المؤمنين أعزه الله حيث نصت على ضرورة إغلاق المساجد، وبناء على هذه الضرورة نفسها أوصت السلطات الصحية والإدارية بلزوم المنازل وعدم الخروج إلا عند الحاجة القصوى”.
وذكر المجلس العلمي بجملة من الأمور من جملتها، أن الحفاظ على الحياة من جميع المهالك مقدَّم شرعا على ما عداه من الأعمال بما فيها الاجتماع للنوافل وسنن العبادات؛ كما أن الإمامة العظمى إمارة المؤمنين رفيقة بنا في حماية حياتنا أولا وفي قيامنا بديننا ثانيا، وهي رقيبة على الوضع الصحي في المملكة، وهي أحرص ما تكون على فتح المساجد من ضمن العودة إلى الحياة العادية متى توفرت الشروط؛
كما أكد المجلس العلمي الأعلى في بيانه أن الأدب مع أحكام الشرع يقتضي الامتثال لأمر إمام الأمة ونصيحته والعمل بتوجيهاته؛ وأن العمل مع الله، مهما كان نوع هذا العمل، لا يَسقطُ أجره بعدم الاستطاعة حتى ولو كان العمل فرضا، مثل الحج، وكذلك الأمر في مختلف رُخَص الشرع، فبالأحرى ألا يسقط الأجر في ما انعقدت عليه النوايا وتعذر عمليا من أعمال السنة، ومنها صلاة التراويح وصلاة العيد؛
ونبه بين المجلس أن عدم الخروج إلى صلوات التراويح قد يعوضه إقامتها في المنازل فرادى أو جماعة مع الأهل الذين لا تُخْشى عواقب الاختلاط بهم، ومعلوم شرعا أن الجماعة في الصلاة ما زاد عن الواحد. وأن استحضار الرضا بحكم الله تعالى من شأنه أن يَحمي من أي شعور مخالف للأحكام المشار إليها.
كما أهاب المجلس الأعلى، وهو يُبين هذه الأحكام، بالناس أن يَتوجَّهوا إلى الله تعالى بالدعاء لأن يُعجل برفع البلاء وكشف الغمة، إنه سبحانه لطيف بعباده، مهيمن على أمره.
حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان من السابعة مساء إلى الخامسة صباحا
قررت السلطات العمومية أنه تقرر، “حظر التنقل الليلي” يوميا ابتداء من فاتح الشهر المعظم، من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا خلال شهر رمضان المعظم، وذلك في سياق تعزيز إجراءات “حالة الطوارئ الصحية”.
وأفادت وزارة الداخلية في بلاغ صادر أنه يمنع، بناء على ذلك، منعا كليا تنقل المواطنات والمواطنين خارج بيوتهم أو التواجد بالشارع العام خلال التوقيت المعلن عنه سواء بالنسبة للراجلين أو عبر استعمال مختلف وسائل النقل، باستثناء الأشخاص العاملين بالقطاعات والأنشطة الحيوية والأساسية.
وأوضح بلاغ الوزارة أنه سيتم توقيف العمل، خلال توقيت حظر التنقل الليلي، بتراخيص التنقل الاستثنائية المسلمة من طرف السلطات المحلية وكذا شواهد التنقل من أجل العمل المسلمة من طرف القطاعين العام والخاص. وثمنت السلطات العمومية من خلال البلاغ روح المسؤولية والانخراط القوي للمواطنات والمواطنين في التقيد بمختلف التدابير الاحترازية التي ستبقى سارية المفعول طيلة اليوم.
كما أكدت الوزارة في بلاغها على أن السلطات المحلية والمصالح الأمنية ستسهر على تفعيل إجراءات المراقبة الصارمة في حق أي شخص يتواجد بالشارع العام خارج الضوابط المعلنة في هذا البلاغ، تحت طائلة تفعيل المتابعة القضائية في إطار أحكام مرسوم بقانون المتعلق “بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات الإعلان عنها”، لاسيما المادة الرابعة منه.
الإصلاح