رمال يؤطر الملتقى التواصلي الجهوي الثاني للمكونين المعتمدين والمتدربين
أوضح الدكتور أوس رمال الفرق بين التعلم عن بعد والتكوين عن بعد، وتحدث عن التعلم الإلكتروني باعتباره عملية تعلم عن بعد تعتمد على موارد متعددة الوسائط وتسمح للإنسان أو المجموعة بالتدرب والتكوين من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وأنه تعليم يتجاوز حدود الزمان والمكان ليخلص إلى بعض الخاصيات التي يتميز بها هذا النوع من التعلم على أساس أنه يحدث ثورة في المقاربة التربوية وتوظيف الأساليب المرحة التي يمكن أن يلعب فيها التفاعل دورا كبيرا وتنويع الأدوات المستخدمة في ذلك..
وأضاف رمال في مداخلة خلال الملتقى التواصلي الجهوي الثاني للمكونين المعتمدين والمتدربين، الذي نظمته جهة الشمال الغربي في موضوع :”التكوين عن بعد بين الراهنية والآفاق”، أن الحديث عن راهنية وآفاق التكوين عن بعد ليس نفس الحديث قبل الجائحة وإبان الجائحة، ذلك أن أسباب اعتماد هذه الوسيلة أو الآلية يتجلى في الوقاية من الجائحة ثم الوفاء بإنجاز البرامج السنوية المتعاقد عليها وإنقاذ السنة التكوينية وصيانة العلاقة من المستهدفين بالتكوين..
إقرأ أيضا: رمال: مجتمع “المدينة” مثال للتعايش السلمي في أروع نموذج عرفته البشرية للوحدة الوطنية |
بعد ذلك عرف نائب رئيس الحركة التكوين عن بعد باعتباره نوع من التكوين الذي لا يشترط الحضور الجسدي للمكون المتلقي بحيث يتم فيه التواصل بين المكوِّن والمكوَّن باستعمال التراسل والمطبوعات ومختلف الوسائل السمعية البصرية والمعلوميات..
ثم تطرق المحاضر إلى بعض التحديات التي تواجه هذه العملية وكذا فوائدها المتجلية في توفير الوقت والتحكم فيه وتوفير الموارد المالية والتحكم في وتيرة التكون الشخصية، كما أبرز أهم أهدافه المتمثلة في التغلب على مشكلة نقص المكونِّين المؤهلين ونقص الإمكانيات المادية واللوجستية للتكوين والتغلب على الفروقات الفردية بين المتكونِّين، وكذا توفير فرص تكوينية لمن لا تسمح له ظروفه بالانتظام والحضور الجسدي وتوفير مصادر تكوين متعددة ومتنوعة، بعد ذلك توقف عند متطلبات هذه العملية (التكوين عن بعد) والتي عزاها إلى صبيب الانترنت والجهاز المستعمل في الاستقبال كالهاتف أو الحاسوب أو غير ذلك من الأجهزة..
ولعل أهم ما يجب التركيز عليه في هذه المحطة وباعتمادنا في حركتنا المباركة على هذه الآلية هو إيجابياتها والتي ذكر منها الدكتور جزاه الله خيرا:
- الحفاظ على التواصل مع المتكونين
- توفر وجاهزية المكون
- مرونة برمجة الحصص الزمانية والمكانية للتكوين
- توفير الإيقاع الخاص بكل متكون
- تطوير استقلالية المتكوِّن
أما السلبيات فذكر قلة التفاعل والتأثر من طرف المتلقي (المتكون)، وبعض المشاكل الصحية التي تنتج على كثرة الجلوس والتركيز والتزامه ومواظبته في ذلك، وكذا تشجيعه على الكسل والتسويف والارتباك في بناء المعارف وتقويم النقائص ومحدودية المتابعة التربوية دون إغفاله لمعوقات التنفيذ التي ذكر منها: نقص الخدمات اللوجستية والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي والنقص الحاصل في تدريب وتكوين المتدخلين..
ثم ختم الموضوع بالحديث عن منهجية إعداد دورات التكوين عن بعد وما تتطلبه من رؤية جيدة وجودة في الإخراج وإعداد المنتوج منبها إلى ما يجب على المكون والمتدرب من الوفاء بالتزاماته من انضباط في الحضور للدورات التكوينية المركزية وجاهزيته في تأطير الدورات المحلية والإقليمية والجهوية وإنجاز التكاليف المتعلقة بها والمدة المتعاقد عليها..
ثم فتح المجال للنقاش الذي كان مثمرا وعكس أهمية الموضوع وراهنيته ووجوب التعاطي معه بل التميز والابداع فيه.
وخصصت الفترة الثانية من الملتقى الدي نظم تحت شعار ”من أجل مكون رسالي يرسخ قيم الاصلاح” يوم 29 نونبر 2020، لأشغال الورشات التي عرفت نقاشا عميقا وجيدا تخللتها أفكار ومقترحات من أجل التجويد والتحسين تقييما لعملية التكوين بالجهة سابقا وتحقيق الانتظارت المستقبلية خاصة ونحن نفتتح الموسم الدعوي 2020/2021 .
أحمد احسيني