رغم التهديدات والمساومات.. أسطول الصمود يقترب من غزة ومتشبث بتحقيق مهمته الإنسانية

تشق قوارب “أسطول الصمود العالمي” أمواج البحر الأبيض المتوسط في طريقها إلى غزة متحدية الحصار والتهديدات الإسرائيلية، وعلى متنها رسالة إنسانية تتجاوز الحدود والسياسة.

وأعلن أسطول الصمود العالمي اليوم الاثنين، أنه بات على بُعد ثلاثة أو أربعة أيام من قطاع غزة، ويدخل خلال يومين المنطقة عالية المخاطر.

و قال أسطول الصمود المغاربي- وهو عضو بالأسطول العالمي- وعبر منصة فيسبوك”سفننا القائدة أوهوايلا وأول إن تبعد فقط 366 ميلا بحريا (589 كلم) عن غزة، مع وصول متوقَّع خلال 3 إلى 4 أيام”.

وأضاف، سيدخل الأسطول إلى المنطقة عالية المخاطر و “عزيمتنا راسخة، لكن هذه اللحظة تتطلب أقصى درجات اليقظة والتضامن العالمي”. وزاد “انضموا إلينا.. أوقفوا الإبادة، أبقوا أنظاركم نحو غزة”.

ويحمل أكثر من 50 قاربًا و أكثر من 500 متضامن مدني من 40 دولة من عدة قارات، جمعهم هدف واحد، كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وفتح ممر إنساني للفلسطينيين المحاصرين فيها.

وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصرها إسرائيل منذ نحو 18 عاما.

وكانت قناة “كان” العبرية الرسمية قالت أكس الأحد إن”إسرائيل” تستعد للسيطرة على سفن أسطول الصمود العالمي، المتوقع وصوله إلى سواحل قطاع غزة خلال 4 أيام.

وستكون الخطوة المرتقبة بمثابة تكرار لسيناريو السفينتين “مادلين” و”حنظلة”، اللتين ارتكبت إسرائيل بحقهما قرصنة في يونيو، ويوليو الماضيين، على التوالي.

وفي حديث للأناضول، قالت الناشطة الإسبانية المشاركة في أسطول الصمود العالمي، أليخاندرا مارتينيز، إن معنويات الجميع مرتفعة، وأن هناك تصميما على تحقيق الهدف الإنساني المنشود.

وأشارت مارتينيز إلى أن غاية الأسطول هي فتح ممر إنساني للفلسطينيين في غزة وكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من 18 عاما على القطاع.

من جانبها، قالت الناشطة الإسبانية أليسيا أرمستو، إن المشاركين في الأسطول مستعدين لاحتمالات التدخل الإسرائيلي، ولديهم رؤية واضحة جدا حول إمكانية حدوث ذلك. وأكدت أن الأسطول يضم مواطنين من 44 دولة وأن مهمته سلمية بحتة.

وأضافت: “أول رد فعل من طرفنا (في حال التدخل الإسرائيلي) سيكون تهدئة الوضع وإظهار سلميتنا دائما. نحن لم نأتِ هنا للقتال، بل نريد ببساطة فتح ممر إنساني…سنسعى جميعا لأن نعود أحرارا وأحياء وبصحة جيدة إلى بيوتنا”.

“إسرائيل” تساوم

وفي سياق متصل، قال حسين دورماز، منسق الوفد التركي المشارك في “أسطول الصمود العالمي”، إن “إسرائيل” قدمت للمشاركين في الأسطول عروضا عبر بلدان أخرى، مقابل وقفهم الإبحار نحو قطاع غزة.

وأضاف أن “إسرائيل” تقدمت بعرض للأسطول من خلال إيطاليا، بإيصال المساعدات التي تحملها السفن إلى غزة، عبر إدارة قبرص الرومية، وبضمانات من الأمم المتحدة أو دولة الفاتيكان، وأوصلت لهم رسالة مفادها “لقد حققتم هدفكم، تعالوا لننقل هذه المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر قبرص الرومية وتحت ضمان الفاتيكان أو الأمم المتحدة”.

ووصلت العروض الإسرائيلية لأسطول الصمود عبر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس بلادها سيرغيو ماتاريلا. لكن المشاركين في الأسطول رفضوا تلك العروض واعتبروها “محاولات تهدف إلى عرقلة الأسطول وكسر تأثيره”.

يذكر أنه منذ نهاية غشت الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول، محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر الجاري من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى