ذ محمد يتيم يكتب: معركة “طوفان الأقصى” وصلاة الغائب على النظام العربي والضمير الغربي
سيقول المخلفون من المهزومين والمطبعين والمضبعين الذين وضعوا أنفسهم عمليا في صف الصهاينة، إن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتحمل كامل المسؤولية عن الدمار والخراب الذي نشاهده اليوم في غزة. وهم بذلك بوعي أو دون وعي يحملون المسؤولية كامل المسؤولية للضحية ويبرئون المجرم الجلاد.
لو كان ذلك صحيحا لما قامت حركة تحرر وطني في العالم بدعوى عدم توازن القوى، ولما نالت الشعوب التي عانت من الاستعمار استقلالها ولما أقر ميثاق الأمم المتحدة أن المقاومة حق الشعوب في مواجهة الاستعمار والعدوان. لو كان ذلك صحيحا لكانت قيادات الحركة الوطنية في المغرب قيادات متهورة، ولكان روادها وقادتها ومناضلوها متهورون، وأنهم أثاروا على أنفسهم وهم يواجهون أعتى الجيوش الاستعمارية عش الدبابير.. لو كان هذا صحيحا لما نفي محمد الخامس رحمه الله ونصب بدله كركوز خائن ( ابن عرفة ).. ويتعين على الفلسطينيين أن يرفضوا أن يوضع على رأسهم أي كركوز أو أي ابن عرفة فلسطيني..
لو كان ذلك صحيحا لما قدمت حركات التحرر الوطني آلاف الشهداء، بل ملايين الشهداء في معركة التحرير سواء في شقها السياسي أو في شقها العسكري، ولما بقي من رموزنا الملك محمد الخامس والأسرة الملكية التي تم تهجيرها لجزيرة كورسيكا لرفضها الرضوخ لإملاءات سلطات الحماية، ولاعتبرت المقاومة الوطنية ونضالات جيش التحرير أعمالا متهورة وإرهابية..
لو كان الأمر كذلك لما لا حملت شوارعنا ولا تزال تحمل أسماء مقاومين مثل علال بن عبد الله، وحمان الفطواكي ومحمد الزرقطوني وقبل ذلك اسم محمد الخامس الذي يطلق على أهم وأكبر الشوارع في المدن المغربية، وأسماء مقاومين من قبيل الزرقطوني، وعلال بن عبد الله، وعبد الكريم الخطيب، وغيرهم من رموز المقاومة وجيش التحرير، ولما كان من الأعمال النوعية للمقاومة إقدام علال بن عبد الله على القيام بعملية جريئة هي اغتيال بن عرفة صنيعة المستعمر والتي كانت أقرب اليوم إلى عملية استشهادية، وأقرب ما يكون أيضا إلى عمليات الكاميكاز التي قام به الطيارون اليابانيون في الحرب العالمية الثانية في مواجهة الأسطول الأمريكي .
ولما قامت حرب الريف بقيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي، الذي أذاق الاستعمار الإسباني الذي تحالف مع الاستعمار الفرنسي للقضاء على حركته التحررية، وهي الحرب التي استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا وجربت فيها أسلحة كيماوية !!
يقول بعض المهزومين والمطبعين وينساقون وراء الدعاية الصهيونية: إن الحرب الصهيونية على غزة إنما هي رد فعل على عملية طوفان الأقصى وأن ” البادئ” أظلم، وكأنهم يقولون بلسان منافقي ومرجفي المدينة :” غر هؤلاء دينهم “. يقولون ذلك وكأن “طوفان الأقصى” هو بدءا عدوان فلسطيني على كيان مسالم .
يقولون ذلك وكأن أصل القضية وبدايتها كان يوم انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، وكأنها لم تبدأ بـ” جريمة وعد بلفور” الذي تتحمل مسؤوليته بريطانيا الاستعمارية، والجرائم والمجازر التي ارتكبتها عصابات الهاجان، وحرب التهجير وإخراج الفلسطينيين من أرضهم وديارهم ورميهم في الشتات، فضلا عن الحروب والجرائم المتتالية التي شنت على فلسطين واحتلالها وطرد أهلها الأصليين منها؛ ناهيك عن تدنيس القدس وتهويدها والسعي لتغيير معالمها والمخططات، والحفريات التي تقام بالمسجد الأقصى في سعي لإقامة الهيكل المزعوم ..!!
الحرب الصهيونية اليوم على غزة؛ حرب عالمية تقودها أكبر قوة عسكرية في العالم وتغطيها أساطيل إعلامية غربية وعربية أحيانا مخترقة صهيونيا، لكن الحقيقة كالشمس لا يمكن تغطيتها بالغربال.. إن دماء آلاف الأطفال والنساء والمواطنين البسطاء لن تذهب سدى.. إن لعنة أشلاء الرضع و الأطفال والنساء والمدنيين المسالمين ستلاحق إلى الأبد الصهاينة المجرمين والجبناء في نفس الوقت، والمتصهينين الذين يستبيحون دماء آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء وعامة البسطاء من الفلسطينيين.
في العالم اليوم وعي جديد، وانكشاف الحقيقة الصهاينة والاستكبار العالمي الذي يدعمه، وفي المسيرات والمظاهرات التي تزحف في الساحات والشوارع الأمريكية والأوربية والعالمية مخاضات توحي لانتفاضة بضمير إنساني حي، يبشر بنهاية للاستكبار الصهيوني وللقوى الغربية الاستكبارية المحترقة صهيونيا.. أما النظام العربي والضمير الغربي فلنقم صلاة الجنازة أوصلاة الغائب ..