دراسة تستجلي جوانب احتفاء نساء المغرب بالمولد النبوي الشريف

سلطت دراسة نشرتها الرابطة المحمدية للعلماء الضوء على جوانب من احتفاء نساء المغرب بالمولد النبوي الشريف، قائلة “كانت المرأة المغربية عنصرًا أساسيًا في إحياء هذه الذكرى، تعبيرا عن حبها للجناب النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم”.

وذهبت دراسة أعدتها الدكتورة خديجة أبوري إلى أن نساء المغرب احتفلت في سائر أرجائه بميلاد نور الحبيب صلى الله عليه وسلم، موضحة أن من أوائل من عُرفن بذلك؛ الجليلة الشريفة عائشة بنت أحمد الإدريسية الحسنية (المتوفية عام: 969 هـ).

وأشارت في دراسة لمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة إلى أن احتفال هذه الشخصية هي قريبة من زمن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أول مرة في المغرب، حيث يرجع ذلك إلى أسرة بني العزفي بمدينة سبتة من سنة (647 هـ).

وأكدت أنه ثبت عن المرأة المغربية مشاركتها في موكب الشموع الذي كان يقام بمناسبة المولد النبوي الشريف، ويعود بدايته بالمغرب إلى عهد الخليفة المنصور الذهبي (المتوفى عام 1012هـ) رحمه الله، وأوردت مشاهدات المؤرخ عبد العزيز الفشتالي (المتوفى 1031هـ) التي أدرجها في كتابه “مناهل الصفا”.

ويقول الفشتالي وهو يصف موكب الشموع والنساء على أعالي المنازل لمشاهدته: “وبرزت ربات الحجال، من أعلى المنارة والصروح، فضخمت الجملة، وعظم الزفاف، وبرزت جذوع الشموع كالعذارى يرفلن في حلل الحسن والضخامة، والجلال، واحتملت على أفلاكها تقفو بعضها بعضا في عدد كثير كالنخل.

ويضيف “فارتفعت أصوات الآلة، وقرعت الطبول، وضج الناس بالتهليل، والتكبير، والصلاة على النبي الكريم، وتتصاعد على الوصف من الزي العظيم، والزفاف الجليل، حتى تستوي على منصات الشهرة بالإيوان الشريف، ثم يقع البيات على التغليس لحضور المشهد الكريم”.

وتورد الدراسة أن عادات النساء في المولد بالجنوب المغربي؛  خاصة في بلاد سوس لا تختلف كثيرا عن سابقه؛ حيث نجد حرص نسائه على  حضور المجالس المولدية التي تقام في المساجد، والزوايا، مع إخوانهن الرجال؛ حيث يستمعن إلى الدروس التي تستعرض سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأكدت أن يعكس عمق محبتهن للجناب النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أكده العلامة عبد الرحمن الجشتيمي (ت: 1269هـ ) في كتابه “الحضيكيون”قائلا وهو يصف مجلس العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله الكرسيفي (ت: 1214هـ) قال: ”ولذلك كان رحمه الله يكثر من قراءة الفنون من أمداح نبوية أيام المولد النبوي، ويبين ويفسر للرجال والنساء من فضل نبينا صلى الله عليه وسلم ما تبلغه عقولهم، من شرفه وطيب طهارة نسبه ، ومن معجزاته”).

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى