دراسة أكاديمية تفضح عنصرية الأحزاب الألمانية ضد المسلمين
كشفت أول دراسة أكاديمية في ألمانيا حول خطاب الأحزاب الألمانية إزاء الإسلام عنصرية الأحزاب الألمانية ضد المسلمين. وأعد الدراسة الباحث في علم الاجتماع عماد مصطفى، بعنوان “الإسلام (ليس/و) من ألمانيا – الإسلام والعنصرية المعادية للمسلمين في النظام الحزبي والبوندستاغ”، بتكليف من خبراء مستقلين بألمانيا مختصين بمعاداة المسلمين.
وقد استعرض الدراسة الباحث الألماني جوزيف كرواتورو في موقع “قنطرة” الألماني. وكانت مجموعة الخبراء المستقلين المختصة بمعاداة المسلمين في ألمانيا (UEM)؛ التي تشكَّلت في عام 2020 بتكليف من وزير الداخلية الألماني الاتحادي السابق هورست زيهوفر، دعت إلى إعداد دراسة في الموضع نفسه.
وسبق أن نشر الباحث عماد مصطفى في شهر يونيو 2023 نتائج بحثه الذي اشتغل فيه على الفترة ما بين 2015 و2021. وعاد المسلمون في ألمانيا من جديد إلى دائرة الاشتباه العام بعد “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، و تحدث عدد منهم في الأسابيع والأشهر الأخيرة عن تعرضهم لإهانات واعتداءات على نساء محجبات.
ويعتبر حزب البديل من أجل ألمانيا أن المسلمين تهديد للثقافة الألمانية التي يعتبرها ثقافة مسيحية غربية ومتجانسة. ويستخدم الشعبويون اليمينيون مصطلحات غامضة ومرتبطة بنظريات المؤامرة، وتعمل مثلا مصطلحات مثل “جرائم الأجانب والعشائر” أو “المجال الشرقي” كرموز معادية للإسلام، ويصوَّر الإسلام بشكل عام على أنه تهديد من خلال استخدام مصطلح “إسلامي” بدلا من “إسلاموي”.
ويحذر الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه حزب المسيحي الاجتماعي من المجتمعات الموازية والعشائر الإجرامية، ويعتبران في خطابهما المسلمين بوضوح بأنهم “الآخرون”، ويسود لديهما أيضا اتجاه واضح نحو التعميم. وبالإضافة إلى ذلك يرى الحزب المسيحي الديمقراطي نفسه حاميا لثقافة ألمانية رائدة شكَّلها الغرب المسيحي اليهودي، ويجب على المسلمين تبني قيمها.
ويرد الإسلام والمسلمون أقل بكثير في البرامج الانتخابية الخاصة بالحزب الليبرالي الديمقراطي، غير أن الليبراليين يتجنبون الحديث عموما، بعكس حزبي البديل من أجل ألمانيا والاتحاد الديمقراطي المسيحي، عن المجتمع الثقافي الألماني، ويركزون بدلا عن ذلك على الالتزام بالقانون الأساسي (الدستور الألماني).
لكن الحزب الليبرالي الديمقراطي يعتمد هو الآخر بشكل خفي مثلا في برنامجه للانتخابات الاتحادية لعام 2021 على سرديات معادية للمسلمين، إذ طالب بأن تتضمن دورات الاندماج في ألمانيا قيما مثل المساواة بين الجنسين وتقبل التوجهات الجنسية المختلفة والتسامح تجاه جميع أشكال الإيمان وعدم الإيمان.
ورغم أ، الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر/تحالف 90، لا يستعملان لغة معادية أو مستفزة للمسلمين ويبدوان مستوعبين، فلديهما موقفا في تشكيل الهوية نادرا ما يكون موجها بشكل صريح ضد معاداة المسلمين على الرغم من تبنيهما موقفا ينتقد العنصرية.
ويكشف عماد مصطفى أحيانا في موضوع الاندماج، على وجه الخصوص، عن افتراضات ضمنية لدى الحزبين فيما يتعلق بالمهاجرين المسلمين، وهي افتراضات مشحونة بالاستياء وتعكس الكليشيهات المعروفة من الطيف المعادي للمسلمين، مثل: رهاب المثلية الجنسية (الهوموفوبيا)، والسلطة الذكورية الأبوية، والتمييز الجنسي ومعاداة السامية.
ولفت الباحث عماد مصطفى أإلى ن إعلان “الخضر”؛ كما فعلوا في عام 2017؛ أن الإسلام جزء من ألمانيا فإنهم يربطون هذا الانتماء بقائمة طويلة من الشروط، مشيرا إلى أن “الخضر يبدو أنهم يُقيمون روابط وثيقة بين الإسلام كدين والاختلاف والخطر والتهديد”.
وأوضح الباحث، أن الحزب الوحيد الذي يستطيع التعامل مع الموضوع من دون سرديات وسيناريوهات التهديد المعادية للمسلمين هو الحزب اليساري الذي تبنى الموقف الأكثر وضوحا وحسما ضد معاداة المسلمين، خاصةً الصادرة عن حزب البديل من أجل ألمانيا.
مواقع ألمانية