د. أوس رمّال يستعرض أداء الحركة ويؤكد: “مجلس الشورى محطة تقويم وتجديد للعهد وتحمل للمسؤولية“

أكد الدكتور أوس رمّال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن الدورة الرابعة لمجلس الشورى، المنعقدة يومي السبت والأحد 11 و12 أكتوبر 2025 بالرباط، تُعد دورة عادية من حيث التوقيت لكنها استثنائية من حيث الرمزية، لأنها تُشكل المحطة الختامية للمرحلة الحالية (2022-2026)، وفرصة للتأمل والتقويم والاستعداد لما هو قادم في مسار الإصلاح والدعوة.

وقال رئيس الحركة، في عرضه حول الوضعية العامة لأداء الحركة، أمس السبت، إن السنوات الماضية كانت مجالاً لاختبار الرؤية الجماعية في تنزيل المخطط الاستراتيجي الجديد، واستثمار المكاسب لتدارك التحديات فيما تبقى من زمن المرحلة. ودعا إلى جعل هذه الدورة مناسبة لتجديد العهد واستحضار روح المسؤولية، مبرزاً أن مجلس الشورى “ليس لقاءً تنظيمياً فحسب، بل هو محطة لتوجيه المسار واتخاذ القرارات الكبرى لمسيرة الإصلاح”.

وأوضح الدكتور رمّال أن العمل الدعوي والإصلاحي لا ينهض إلا بروح الجدية والاحتساب والمبادرة، محذراً من آفات الوهن والعجز والتراجع، ومذكّراً أعضاء المجلس بأنهم قدوة في البذل والثبات والعطاء، مستشهداً بقوله تعالى: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين”.

قضايا وطنية: دعوة لتماسك الجبهة الداخلية وموقف ثابت من مدونة الأسرة

على المستوى الوطني، أكد رئيس الحركة تجديد انخراط الحركة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، مثمناً التزايد الدولي في تبني المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره حلاً واقعياً وجدياً في ظل السيادة الوطنية، وداعياً إلى تماسك الجبهة الداخلية ضد كل النزعات الانفصالية التي تهدد الوحدة الوطنية.

وبخصوص النقاش حول مراجعة مدونة الأسرة، شدّد الدكتور رمّال على أن الإصلاح المنشود يجب أن يظل وفياً للمرجعية الإسلامية الجامعة التي تصون الكرامة وتوازن الحقوق والواجبات وتحفظ مقاصد الأسرة كما أرادها الله تعالى مودة ورحمة واستقراراً، مؤكداً أن التأخر في إخراج النص القانوني النهائي يعكس خللاً في تدبير الملف. كما أشار إلى أن الحركة ستتفاعل مع المشروع بعد صدوره، وفق منهجية مدروسة ومسؤولة تراعي حساسية هذا الورش الوطني.

أما بخصوص خطة تسديد التبليغ التي أطلقها المجلس العلمي الأعلى، فقد عبّر رئيس الحركة عن دعم الحركة لأي مبادرة جادة لترشيد الشأن الديني وتعزيز دور المسجد والخطباء، شرط أن تعتمد مقاربة تشاركية منفتحة على العلماء والدعاة وهيئات المجتمع المدني، وأن توفَّر للأئمة والخطباء ظروف مناسبة لمعالجة قضايا الناس. وأضاف: “أما توحيد الخطبة فلا نراه محموداً إلا في المحطات الكبرى التي تستوجب توحيد الكلمة والموقف لتقوية الضعيف دون أن يُعاق القوي.”

حول الحراك الشبابي: مطالب مشروعة ومسؤولية جماعية

وتناول الدكتور رمّال الحراك الشبابي الأخير، مشيداً بوجاهة المطالب العادلة التي رفعها الشباب، ومؤكداً في الوقت نفسه رفض الحركة القاطع لكل أشكال العنف والفوضى التي رافقت بعض الاحتجاجات. واعتبر أن الحكومة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة إهمالها الطويل لفئة الشباب، وانصرافها إلى سياسات ترفيهية سطحية لا تعالج جوهر الإشكال، داعياً إلى انعطاف وطني حقيقي يعيد الاعتبار للتربية والثقافة ويُمكّن الشباب من أن يكونوا فاعلين في نهضة الوطن لا محتجين عليه فقط.

قضية التعليم: تحذير من فقدان مصداقية الإصلاح

وفي معرض حديثه عن إصلاح التعليم، عبّر رئيس الحركة عن قلقه من ضعف المقاربة التشاركية وانفراد الوزارة الوصية بعملية التنزيل، مشيراً إلى أن اختزال الإصلاح في نموذج “مدارس الريادة” يفرغ الرؤية الاستراتيجية من مضمونها. كما انتقد استمرار فرض فرنسة المواد العلمية في خرق واضح لمبدأ التناوب اللغوي ولرغبات الأسر المغربية، مستشهداً بتقرير المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية لسنة 2023 الذي كشف أن ثلثي المستجوبين يفضلون التدريس باللغة العربية.
وأضاف أن المناهج الدراسية تعرف تراجعاً في قضايا الهوية والانتماء للأمة الإسلامية، مقابل تسلل مفاهيم التطبيع تحت مسمى التسامح، محذراً من تغييب الثوابت الدينية والوطنية في النصوص القانونية الخاصة بالتعليم العالي.

فلسطين: استمرار الدعم والتفاعل الميداني والمجتمعي

وفي محور القضية الفلسطينية، عبّر الدكتور رمّال عن فخره بصمود الشعب الفلسطيني منذ انطلاق “طوفان الأقصى”، مقدّماً تهنئته للمقاومة بمناسبة اتفاق وقف العدوان، ومؤكداً أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن واجب الدعم المادي والإعلامي والإيماني باقٍ إلى أن يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين.

كما استعرض رئيس الحركة الحضور القوي والمتواصل للحركة في فعاليات الدعم والنصرة مركزياً وجهوياً، من خلال المبادرة المغربية لدعم فلسطين وتنظيم المسيرات والوقفات الشعبية وتأطير التفاعل التربوي والإعلامي داخل مؤسسات الحركة، مبرزاً أن هذه الجهود توّجت بإطلاق أكاديمية باب المغاربة وتخريج فوجها الأول “فوج طوفان الأقصى”، الذي يجسد نموذج الشباب الملتزم بالفكرة والنصرة.

وأشار أيضاً إلى مشاركة الحركة ضمن الائتلافات الدولية والملتقيات الشبابية والعلمائية الداعمة لفلسطين، وإلى مساهمتها في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة بمشاركة عدد من أعضائها، من ضمنهم الرئيس السابق للحركة المهندس عبد الرحيم شيخي.

وختم رئيس الحركة كلمته بالتنويه بجهود كل الفاعلين في الحركة مركزياً وجهوياً وإقليمياً، مؤكداً أن معركة الوعي والنصرة معركة طويلة المدى، وأن نصرة فلسطين “ليست موقفاً موسمياً أو عاطفياً، بل واجب شرعي وإنساني دائم إلى أن يتحقق الوعد الإلهي بالنصر والتمكين”

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى