خواطر حول الخطاب الدعوي المعاصر – عبد الحق لمهى

إن التأمل في واقع الإنسان المسلم اليوم، يلحظ أن أحوال الناس في مخالفة ما جاء به الشرع الحكيم درجات، فمنهم المخالف العامد المتعمد، الذي يؤسس لتصرفاته تلك من مرجعية معينة، فتجده يخالف ويدافع عن مخالفته تلك بجملة من الأدلة التي يعتبرها دامغة لتأكيد ما ذهب إليه. وهناك صنف آخر تعود مخالفته لأمر الله إما لجهل كبير وفظيع بأحكام الدين، وإما لهوى نفس يغلب عليه، وهذا النوع يختلف عن الأول في كونه ليس يقصد إلى المخالفة بعمد متعمد من جهته، وإنما لعامل آخر غير العمد.

من أصناف المخالفين كذلك أولئك المعارضون لدين الله بناء على تقليد أعمى لغيرهم من الناس.

إنه ثمة من يكون شديد المخالفة للدين بسبب تصرفات بعض المسلمين، ممن يسيؤون إلى الدين بممارساتهم التي لا تمت إليه بصلة، أو فيها بعض الانحراف عن مقتضى الهدى الإسلامي الحنيف.

ينضاف إلى ما سبق فئة من الناس يمكن أن تكون مدفوعة من قبل آخرين نحو الوقوع في المخالفة لهذا الدين، إما طواعية وإما عن اختبار.

ومما لا شك فيه أن هذا الدين جاء من أجل إصلاح سلوك الإنسان المسلم، ومنه كان من بين مهام المسلم المعاصر توجيه تلك الأصناف من المخالفين نحو الرشد والصواب الذي يتعين عليهم اتباعه.والحال هاته، فإن مما يحسن بمن تولى هذه المهمة -مهمة الإرشاد -أن يتحرى قدر الإمكان التوسع في الإحاطة بما سبق ذكره من الأصناف. وهذا من فقه الواقع الذي يعد أحد أساسيات فقه الدعوة إلى الله.

إن من شأن فقه الداعية وإحاطته بما تمت الإشارة إليه،أن يسهم بشكل أكبر في تحقيق الصلاحوالإصلاح، وتجنب السقوط في الانحرافوالإفساد.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى