حفريات في موقع حي المغاربة بالقدس تكشف هويتها الإسلامية الأصيلة
عاد الاحتلال الصهيوني ليغرس أنياب حفاراته في موقع حارة المغاربة بعد أكثر من 5 عقود على تدميرها، لتتكشف آثار تعكس هويتها العربية الإسلامية الأصيلة، حيث تضمنت الاكتشافات الأخيرة جدرانا يبلغ ارتفاعها مترا تقريبا وآثار طلاء وفناء مرصوفا بالحصى ونظاما لتصريف مياه الأمطار.
وتشارك سلطة الآثار الصهيونية في العديد من الحفريات المثيرة للجدل في القدس الشرقية وخاصة في حي سلوان الفلسطيني إلى الشمال من البلدة القديمة، والأنفاق أسفل الحائط الغربي، حيث تم تحويل الأنفاق إلى متحف واسع يعرض أطلالا تعود للهيكل الثاني الذي دمره الرومان في العام 70 بعد الميلاد، فيما يرى الفلسطينيون أن تلك الحفريات تهدد أساسات المسجد الأقصى ومصلياته وباحاته.
وشُيد حي المغاربة الذي كان محاذيا للحائط الغربي أو “حائط المبكى” بالنسبة لليهود، غرب باحات المسجد الأقصى، في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي للحجاج المسلمين من شمال إفريقيا، وعند احتلال القدس الشرقية في يونيو من العام 1967، تم إجلاء السكان قسرا من منازلهم قبل هدم الحي في ساعات الليل.
وذكر أستاذ التاريخ والآثار نظمي الجعبة في كتابه “حارة اليهود وحارة المغاربة: صورة حية لما قبل سنة 1967” أن دُور المغاربة تشكلت من ساحة سماوية مكشوفة محاطة بغرف (2-5 غرف) وفراغات، في كل منها بئر ماء، واحتوت على مطبخ ومرحاض ومخازن وإسطبلات، وبعضها احتوى على أحواض زراعة وأشجار، وعلت أغلبية المباني القباب الضحلة المبلطة بالبلاط الحجري، أعلاها قبة المدرسة الأفضلية إحدى أشهر المدارس الشرعية.
وامتدت مباني المغاربة باتجاه حائط البراق، وتركت الجدار مكشوفا دون أن تستند إليه كدليل على قدسيته لدى المسلمين قبل أن يصبح مطمعا لليهود في القرن السادس عشر، ويدعم هذا الاعتقاد بناء جامع البراق في العهد المملوكي، أما الطرق والممرات فبُلّطت بالبلاط الحجري السلطاني، لكنها خلت من السقوف والقناطر.