حراك مغربي يثمر تعليق جمعية السوسيولوجيا الدولية لعضوية الاحتلال الإسرائيلي

أثمر حراك أساتذة علم الاجتماع في المغرب، وبعض دول العالم انتصارا تاريخيا كبيرا؛ تجسد في إصدار الجمعية الدولية للسوسيولوجيا قرارا يقضي بتعليق عضوية الجمعية “الإسرائيلية” لعلم الاجتماع، بسبب عدم إدانتها لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وكان عصام الرجواني أستاذ علم الاجتماع قال في تدوينة في حسابه على الفايسبوك “لقد أُبلغت للتو من قبل رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بأن اللجنة التنفيذية للجمعية، انتهت من عملية التصويت وستصدر غدا بيانا قد تم صياغته باتفاق مع الحملة العالمية للمقاطعة”.
وأكد بيان قرار اعتمدته الجمعية الدولية السوسيولوجيا يوم الأحد 29 يونيو 2025 رفضها للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، مجددة تأكيدها أنها لا تربطها أي علاقات مؤسساتية مع الهيئات العامة “الإسرائيلية”.
وعبرت الجمعية عن أسفها لكون الجمعية “الإسرائيلية” لعلم الاجتماع لم تتخذ موقفًا واضحًا يدين الوضع المأساوي في غزة، مشددة على أنه في قرار يعكس خطورة الوضع الراهن الاستثنائية، قررت اللجنة التنفيذية تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع (ISS).
ترافع قوي
وسبق أن رفض مكتب الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، المستضيفة للمنتدى العالمي للسوسيولوجيا حضور إسرائيليين في المنتدى، موضحا أن الهيئة أبلغت مواقفها بالحرف لهؤلاء الباحثين المعنيين وللجمعية الدولية للسوسيولوجيا.
وأضاف بلاغ الهيئة أن “الممارسات الهمجية المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين، والتي تتوخى منها السلطات الإسرائيلية إبادة مادية ومعنوية للوجود الفلسطيني تدفعنا في الهيئة المغربية للسوسيولوجيا إلى عدم الترحيب بأي منتم لهذا الكيان الغاصب ولو ضمن أنشطة علمية وأكاديمية”.
وشدد البلاغ على أن احترام الهيئة لالتزاماتها تجاه الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، منذ تقديم ترشيحها والترافع حول ملفها فيما يتعلق باحتضان المنتدى الخامس للسوسيولوجيا، لا يجعلها تقبل أي ترويج لأي سردية تمس بحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الأكاديمي إدريس الصنهاجي في تدوينة على حسابه الشخصي على الفايسبوك “رغم البيان السابق من الهيئة استمر النقاش والتفاوض مع مسؤولي الجمعية حول الموضوع، والذي أسفر عن قرار تجميد عضوية الجمعية الإسرائيلية وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الجمعية الدولية للسوسيولوجيا”.
دلالات القرار
وكتب الأكاديمي محمد الشرقاوي قررت اللجنة التنفيذية تعليق العضوية الجماعية للجمعية الإسرائيلية لعلم الاجتماع، هذا ما انتهت إليه الجمعية الدولية لعلم الاجتماع التي سيستضيف المغرب مؤتمرها العام يوم السادس من يوليوز وسط سجال محتدم حول مشاركة باحثين إسرائيليين يبررون أفعال الصهيونية في حرب غزة.
وقال في تدوينة على الفايسبوك “ينطوي هذا القرار يوم أمس على أكثر من دلالة خاصة في الرد على من حاولوا تبرير مشاركة دعاة الصهيونية بأنه “حياد” أو “يهودية” علم الاجتماع، كحقل معرفي يتناسوا مساهمة العرب والأوروبيين وبقية الأجناس في بلورته وتطوره عبر القرون.
وتابع “دلالة أخرى تنطوي على أخذ العبرة من هذه التجربة وهي أن الطرح النقدي والاعتراض على ما ليس أخلاقيا وليس من قبيل الفضيلة العلمية لا يمكن إخضاعه لمزايدات سياسية أو إسقاطات أيديولوجية. وعسى إيمانويل كانط وجون رولز وهما من أهم فلاسفة الحداثة يبتسمان في قبريهما الآن لتأكدهما أنه لا تفريط في القيم والأخلاق في إسناد العلم والحداثة السياسية”.
وأضاف أن الدلالة الثالثة تكمن في أن الباحثين المغاربة وبقية العرب ليسوا حاملي مركبات الضعف أو عدم الثقة بالنفس. وأحيي كل الزملاء الأساتذة الذين قالوها صراحة: لا لمشاركة مبرري الصهيونية ولا للمساهمة في المؤتمر في ظل حضور الأسماء سيئة السمعة. هي لحظة مغربية وعربية متعددة المعاني في أننا متساوون وغير خنوعين في البحث العلمي وإنتاج المعرفة.
ووجه الشرقاوي تحية لأهل الرباط لاستضافتهم لمؤتمر علمي من العيار الثقيل وسد الطريق أمام سماسرة التطبيع من الإسرائيليين وفئة نفعية من المغاربة. ومن مفارقات القرارات الانتقائية أن هؤلاء رجالات التطبيع لم يتعرضوا على سفر الإسرائيليين مبرري الصهيونية، ومنعوا الصديق إيلان پاپي من دخول المغرب للمشاركة في ندوة علمية قبل ثلاثة أشهر.
وختم بالقول “عاش رباط الفتح… عاش رباط العرفان… وإن تطاولت عليه سياسة التطبيع الغازية وبؤس اتفاقات ابراهيمية مريبة”.
موقع الإصلاح