“الإسرائيليون” يفرون عبر مصر وقبرص ودول تجلي رعاياها

نفذ كيان الاحتلال “الإسرائيلي” الجمعة 13 يونيو 2025، ضربة جوية وصفتها بـ”الوقائية” داخل الأراضي الإيرانية، أدت إلى مقتل قائد الحرس الثوري وقائد قوته الجوفضائية وضباط آخرين، في استهداف لمركز قيادتهم، كما استهدفت منشأة نطنز النووية الرئيسية.

ووفقا للبيانات “الإسرائيلية”، وردا على عدوان الاحتلال، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي، إلى جانب ما لا يقل عن 1000 طائرة مسيرة باتجاه “إسرائيل”، أسفرت عن مقتل نحو 25 شخصا، وسط تعتيم “إسرائيلي” عن حجم الدمار في المناطق الحيوية والعسكرية، فيما تم اعتراض قرابة 800 مسيرة إيرانية قبيل اقترابها من الأجواء “الإسرائيلية”.

على إثر ذلك، أصدر رئيس وزراء كيان الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو توجيهات بمنع سفر الإسرائيليين إلى الخارج، مبررا ذلك بالحاجة إلى تخصيص الطائرات لإجلاء أكثر من 100 ألف “إسرائيلي” عالقين في الخارج، وفق ما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وأكدت وزارة النقل “الإسرائيلية” أن عمليات إجلاء “الإسرائيليين” من الخارج ستكون تدريجية وتمتد لأسابيع، ولن تُنفّذ إلا خلال فترات توقف إطلاق الصواريخ من إيران، في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين.

أمريكا ودول أوروبية تجلي رعايها

وبسبب التصعيد بين إسرائيل وإيران، بدأت دول أوروبية بإجلاء مواطنيها من “إسرائيل” و”إيران”، فيما أعلن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل عن خطة لإجلاء الأمريكيين جوا وبحرا.

وقامت ألمانيا بإجلاء رعاياها وأفراد أسرهم المقربين، الذين كانوا عالقين في “إسرائيل”، وذلك عبر رحلة خاصة انطلقت من الأردن، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية.

وتم تسيير الرحلة الخاصة الأولى أول أمس الأربعاء إلى فرانكفورت، فيما تم بإجلاء مجموعة ثانية في العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس، وعلى متنها 174 شخصا، وبذلك يكون إجمالي عدد من تم إجلاؤهم من المنطقة، 345 شخصا.

من جانبه، أعلن قصر الإليزيه، الأربعاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من وزارة الخارجية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل مغادرة الرعايا الفرنسيين الراغبين في ذلك من إيران أو إسرائيل. وأضاف “ننصح بشدة بعدم السفر إلى البلدين”.

بدوره قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن روما وفرت رحلات جوية للمواطنين الإيطاليين الراغبين في مغادرة “إسرائيل”.

كذلك أعلنت اليونان أنها أعادت 105 من مواطنيها، بالإضافة إلى عدد من الأجانب. وجاء في بيان نشرته “نُقل العائدون إلى أثينا من شرم الشيخ في مصر على متن طائرات من طراز سي-130 وسي-27 تابعة لسلاح الجو اليوناني”.

وإلى جانب الرعايا اليونانيين وعائلاتهم، كان على متن الرحلة مواطنون من ألبانيا والنمسا وبلجيكا وبلغاريا وقبرص وفرنسا وألمانيا وجورجيا والمجر وإيطاليا وليتوانيا ورومانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عبر منصة “إكس” إن دفعة أولى من البولنديين تمكنوا من العودة إلى وطنهم، ومن المقرر أن تنطلق رحلة أخرى الخميس للغاية عينها.

وفي صوفيا، هبطت طائرة خاصة ليل الثلاثاء-الأربعاء على متنها 148 شخصا تم إجلاؤهم من “إسرائيل”، من بينهم 89 بلغاريا.

وفي سياق متصل، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، لـ”الشرق الأوسط” أن “هناك دولا أوروبية وآسيوية طلبت بالفعل إجلاء رعاياها عبر الأراضي المصرية، بعد إغلاق المجال الجوي “لإسرائيل”.

فرار “الإسرائيليين” عبر مصر وقبرص

وفي الجانب الآخر، أُجبر الاسرائيليون على اللجوء إلى الحدود البرية هربا من خطر الموت، فقد قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، “إنه بينما يحاول نحو 100 ألف إسرائيلي عالقون في الخارج العودة تتطور ظاهرة معاكسة، إذ يرغب آخرون بمغادرة إسرائيل عبر طرق غير مباشرة جراء الأوضاع المتوترة”.

وتحدثت الصحيفة عن إسرائيليين يغادرون البلاد برا من معبر طابا الحدودي مع مصر، ومنه إلى مطار شرم الشيخ الدولي، وذلك بحسب ادعائها دون تأكيد مصري رسمي.

وأضافت: “رغم التعقيدات والمخاطر الأمنية والتعليمات الصريحة بتجنب التوجه إلى مصر وسيناء، يختار المئات من الإسرائيليين هذا الطريق الذي يشمل رحلات طويلة وانتظارا وتأخيرا”، بينما لم تؤكد أي جهات رسمية صحة هذه الأرقام أو التفاصيل.

وكشفت وسائل إعلام الكيان بأن سلطات الاحتلال نقلت سرا جميع طائراتها المدنية إلى مدن أوروبية.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة هآرتس، أن المرافئ “الإسرائيلية” تحولت إلى نقاط مغادرة لرحلات بحرية خاصة تقل أفرادا وعائلات إلى قبرص، في ظل تصاعد القلق من تدهور الأوضاع الأمنية. ورغم امتناع معظم المسافرين عن التصريح علنا، أقرّ بعضهم بأنهم “هربوا من الصواريخ”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “مارينا هرتسليا” تحوّلت خلال الأيام الأخيرة إلى ما يشبه “محطة انطلاق بديلة”، مع توافد أزواج وعائلات منذ ساعات الصباح وهم يجرّون حقائبهم بحثا عن يخت يقلهم إلى قبرص، ومنها إلى وجهات أكثر أمانا خارج إسرائيل.

وتتراوح تكلفة الرحلة الواحدة بين 2500 إلى 6000 شيكل، حسب نوع اليخت وسرعته ومستوى الراحة، وسط تقارير عن يخوت تنقل ركابا دون تأمين.

وعلى مدار الأيام الماضية تحدثت وسائل إعلام “إسرائيلية” عما وصفته بـ”هجرة يهود” إلى أميركا عبر دخول مصر برا، ثم السفر إلى الولايات المتحدة.

وذكرت إذاعة “أميس الإسرائيلية” المتخصصة في شؤون المتدينين اليهود، إنه بعد إغلاق المجال الجوي لإسرائيل، يسافر العديد من اليهود الحريديم إلى أميركا عبر معبري طابا وشرم الشيخ الحدوديين.

وأوضحت الإذاعة العبرية أنه في أعقاب الإغلاق الجوي بسبب الحرب مع إيران، وجد العديد من الحريديم، الذين اضطروا للسفر إلى الولايات المتحدة لأسباب طبية أو للاحتفالات العائلية بشكل رئيسي، طريقة للالتفاف على القيود عبر معبر طابا، ومطار شرم الشيخ، ومن هناك يستقلون رحلات جوية إلى الولايات المتحدة عبر دول أوروبية أو تركيا.

وأشارت إلى أن العشرات من الحريديم ينزلون مع سائق في إيلات، ويعبرون معبر طابا سيرا على الأقدام، أو عبر وسائل نقل منظمة، ومن هناك إلى مدينة شرم الشيخ في سيناء، حيث يستقلون رحلات جوية إلى نيويورك، عادة عبر دولة أخرى.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، كشفت مؤخراً عن هروب مئات الإسرائيليين من القصف الإيراني على “إسرائيل” إلى أوروبا عبر شبه جزيرة سيناء، رغم تحذيرات السفر إلى مصر.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى