تقرير حقوقي ينتقد تعريف “معاداة السامية” بجامعات بريطانيا
قال تقرير بريطاني ينتقد تعريف “معاداة السامية” الذي تتبناه غالبية جامعات المملكة المتحدة، إن ذلك التعريف أسفر عن رفع 40 قضية ضد طلاب، وأكاديميين، واتحادات وجمعيات، قبل تبرئة المتهمين في 38 قضية، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
وجاءت هذه القضايا بناء على تعريف “معاداة السامية” وفقا للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، في حين لم يجر البت في آخر قضيتين بعد (من أصل 40)، مما يعني الفشل في إثبات أي من الادعاءات الواردة فيهما، بحسب تحليل مركز “الدعم القانوني الأوروبي والجمعية البريطانية للدراسات الشرق أوسطية”.
وقد اعتمدت غالبية الجامعات تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، مع تهديد وزير التعليم الأسبق غافين ويليامسون بقطع التمويل عن الجامعات إذا لم تفعل ذلك في عام 2020.
لكن هذا التعريف، ليس له تأثير قانوني في المملكة المتحدة، كما يحتوي على 11 مثالا توضيحيا تشير سبعة منها إلى إسرائيل حصراً، بينما قال المنتقدون إن هذا التعريف يكتم أي انتقاد لإسرائيل، فضلاً عن تأثيره المروع على حرية التعبير.
ونُشِر التقرير الأربعاء 13 شتنبر 2023، ليؤكد الانتقادات التي أعرب عنها المحاميان هيو توملينسون وجيوفري روبرتسون، وكذلك قاضيا الاستئناف المتقاعدان السير ستيفن سيدلي والسير أنتوني هوبر.
وجرى توثيق القضايا الـ40 بواسطة مركز الدعم القانوني الأوروبي، الذي يقدم بدوره الدعم القانوني للأوروبيين الذين ينادون بالحقوق الفلسطينية.
ولم تثبت صحة أي من الادعاءات، لكن التقرير يقول إنها ستترك أثرا مدمرا على المتهمين عبر تدمير مسيرتهم التعليمية و/أو آفاقهم المهنية المستقبلية، مع منع أي نقاش عن إسرائيل وفلسطين من خلال إلغاء الفعاليات مثلا.
وكانت جمعية Community Security Trust الخيرية نشرت تقريرا منفصلا في يناير الماضي، ورصد التقرير زيادة بنسبة 22% في وقائع الكراهية المرتبطة بعداء السامية على مدار العامين الدراسيين الماضيين. ويقول مؤلفو تقرير مركز الدعم القانوني الأوروبي والجمعية البريطانية للدراسات الشرق أوسطية إنهم “ملتزمون بالنضال ضد عداء السامية وجميع أشكال العنصرية”.
وطالب التقرير الأخير حكومة المملكة المتحدة بأن تسحب توجيهاتها للجامعات بتبني تعريف عداء السامية الخاص بالتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وذلك “باعتباره غير مناسب لمؤسسات التعليم العالي، التي لديها التزامات قانونية بحماية الحرية الأكاديمية وحرية التعبير”.
وأردف التقرير: “إن اتهامات عداء السامية الموجهة لطلاب وموظفي الجامعات في المملكة المتحدة عادةً ما تكون مبنيةً على تعريف معاداة السامية الذي ليس مناسباً لهذا الغرض، فضلاً عن أنها تقوض الحرية الأكاديمية وحقوق الطلاب والعاملين في التعبير القانوني عن رأيهم عملياً”.
وأضاف: “يخضع العاملون في الجامعات والطلاب لتحقيقات وإجراءات تأديبية غير منطقية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”.
مواقع إعلامية