“فورين أفيرز”: اجتياح غزة برا سيكلف الاحتلال باهظا
يروج الإعلام العبرى مؤخرا، أن الاحتلال “الإسرائيلى” بات على وشك اجتياح قطاع غزة بريا، خاصة عقب مطالبة الاحتلال بإجلاء نحو 1.1 مليون مواطن فلسطينى يقطنون شمالى القطاع، فيما تناولت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية تداعيات ذلك الاجتياح في مقال تحليلى، حمل عنوان “التكاليف الباهظة لسحق حماس” داخل قطاع غزة.
وقالت المجلة الأمريكية في مقال أعده “دانيال بايمان” و”سيث جى جونز” محللا الشؤون العسكرية، إنه يجب على “إسرائيل” أن تدرك أنها حال قررت اجتياح القطاع للمرة الثانية فإن هذه المرة لن تكون مثل سابقتها في عام 2014، نظرا لأن “حماس” أعادت ترتيب أوراقها وعضدت قوتها، الأمر الذي انعكس في نتائج هجومها على “إسرائيل”، والذى خلف نحو 1300 قتيل في يوم واحد، فيما يعد أكبر خسارة تتكبدها “إسرائيل” منذ قيامها، وفق المجلة.
واعتبرت “فورين أفيرز” أن اجتياح غزة بهدف السيطرة على مخابئ الأسلحة التابعة لـ”حماس” سيكلف “إسرائيل” الكثير، وأن كل متر واحد في هذا الاجتياح ستدفع مقابله “إسرائيل” ثمنا باهظا، موضحة أن تحقيق ما تطمح إليه “إسرائيل” من تدمير حماس أو حتى إصابتها بالشلل، يتطلب “احتلالا مؤقتا” لكل قطاع غزة أو جزء منه، الأمر الذي لن تسمح به الحركة، لأنها ببساطة “راسخة في كل مناطق القطاع” بحيث لا يمكن استئصالها بالقنابل والغارات وحدها.
وأكدت “فورين أفيرز” أن الاستيلاء على غزة سيكون مكلفا للكيان، معددة أسباب ذلك الديموغرافية والسياسية والعسكرية، فعلى الصعيد الديموغرافى ستواجه “إسرائيل” صعوبات جمة في القطاع الذي يحتضن كل ميل مربع داخله أكثر من 20 ألف فلسطينى، كونه إحدى أعلى المناطق ذات الكثافة السكانية في العالم، إضافة للطبيعة التخطيطية للقطاع المشيد بأزقة ضيقة وساحات ومبان خرسانية ذات ارتفاعات مختلفة، وهو مشهد تعرفه “حماس” عن كثب فيما سيكبد الاحتلال الكثير.
وحسب “فورين أفيرز”، “سيكلف اجتياح غزة الانخراط في قتال حضرى وحرب شوارع تنتقل خلالها بقواتها من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل ضد عدو مستعد لها جيدا ومُلتزم في عقيدته القتالية بجعل الغزاة يدفعون ثمن كل بوصة يتقدمونها على أرضه”، واعتبرت أن تقدم الاحتلال في قطاع غزة سيكون بطيئا، فيما سيواجه جنود الاحتلال قتالا وحشيا، معتبرة أن الكيان سيحتاج إلى استخدام القوة النارية الساحقة لتحقيق مكاسب جدية أو الوصول لجزء من أهدافها، ما سيؤدى إلى مقتل أعداد هائلة من المدنيين. وأكدت الصحيفة أن السيناريو الأفضل ضرب حماس بقوة، وتعزيز حدود “إسرائيل” مع غزة بشكل كبير.
وخلال الأيام الـ3 الماضية استدعى جيش الاحتلال أكثر من 300 ألف جندى احتياطى عسكرى، كما تمضى قدما في حشد قواتها بالقرب من قطاع غزة، وطالبت قوات الاحتلال صبيحة أمس الأول سكان القطاع البالغ عددهم 1.1 مليون شخص بالنزوح من شمال غزة، ومساء اليوم ذاته أسقطت منشورات على المنطقة تطالب الناس بالتحرك جنوبا.
مواقع إعلامية