الحسين الموس ينعي الأخ بوجمعة رمان
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تلقينا في حركة التوحيد والاصلاح بإقليم تمارة نبأ وفاة الأخ المربي بوجمعة رمان. وقد كان الفقيد رحمه الله من أعضاء الحركة الأوائل، تعرفت عليه بداية الثمانينات، وجالسته جلسات تربوية متعددة، وإن كان أكبر مني سنا. وكان رحمه الله يدرس مادة التكنولوجيا بإعدادية الأمل، وكان محبوبا عند تلامذته، لينا هينا يدعو بخلقه قبل كلامه.
وحين تعرض الاخوة في جماعة التبين لانكشاف بعض أعضاء الجماعة بداية الثمانينات، حيث لم يكن لها آنذاك إطار قانوني، تواضع الاخوة في القيادة: عبد الرزاق الماروري رحمه الله، والقشيري محمد وعبد اللطيف سدراتي على أن يقدموا أنفسهم للسلطات الأمنية على أنهم جماعة تربوية دعوية، لا صلة لها بإيران ولا بغيرها من المنظمات الخارجية، واتفقوا على تقديم بعض الأسماء ممن يجالسونهم تأكيدا لحسن النية.
وكان ممن وقع اختيارهم لهذه المهمة على أنهم جلساء للإخوة الأستاذ بوجمعة رمان، وكلمه الأخ الفاضل عبدالصمد أبو زهير فلم يتردد في القبول، ووافق رحمه الله على ذلك، وكان من نتائج ذلك أنه تعرض مع بقية الإخوة للاعتقال في دائرة الأمن قرابة شهرين، ولولا لطف الله لكان ذلك سببا في ضياع وظيفته.
أحسب أن الأستاذ بوجمعة رحمه الله، الذي لم يكن معروفا بنشاط بارز ممن اصطفاهم الله تعالى لخدمة دينه، يستجيب لطلبات الإخوة مهما كلفه ذلك، يصدق عليه الحديث الذي رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: ” طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ , أَشْعَثَ رَأسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ إِنْ اسْتَأذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ “.
وحين انتقل إلى تمارة ظل يسأل عن الإخوة ويتفقدهم، وكان بين الحين والحين يصلي معي صلاة الجمعة بمسجد الرشاد.
فاللهم ارحمه رحمة واسعة وأكرم نزله، ووسع مدخله، وارزق أهله وأبناءه وأصهاره الصبر والسلوان. آمين
الدكتور الحسين الموس عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح