ترجل فارس الدعوة ومربي الأجيال – عبد الهادي باباخويا
لا راد لأمر الله وقضائه، وليس بعد حكم الله تعالى إلا الرضا والتسليم، وحسبنا في فقد أحبابنا وشيوخنا، أنهم غادرو إلى الحياة الباقية، في حمى الرحيم الرحمان، الذي يكرم عباده الصالحين ويوف لهم الثواب والجزاء الحسن.
ونحسب شيخنا الجليل ومعلمنا الغالي ذ. شكيب الرمال – رحمه الله- من الصالحين، الذين عاشوا لله وبالله ومع الله. وهب حياته بجميع تفاصيلها للدعوة، تأسيسا فعليا لمؤسساتها، ومواكبة يومية لأشغالها، وناصحا أمينا لثغراتها، ومقوما صادقا لاعوجاجها، ومدافعا شرسا عن حرماتها، ومحاورا محترفا عن همومها وانشغالاتها.
لقد مثل أستاذنا شكيب الرمال – رحمه الله- صفحة مضيئة في تاريخ الحركة الإسلامية المغربية، وبإقليم مكناس بشكل خاص. بتضحياته الجسام وبعطائه وبذله المتنوع، في جميع مراحل بناء المشروع الإسلامي، عبر توفير كل إمكانات صيانته من متاهات الغلو والتطرف، أو من أسباب الضعف والتخلف..
إن رحلته التربوية والدعوية، وخبرته العلمية والتعليمية، ورصيده الميداني في الحركة والتنظيم والوعظ والإرشاد والتزكية والنصح ولَم شمل العاملين في الصف الدعوي.. لتشكل مادة علمية، وذخيرة عملية، لتجربة معاصرة في العمل الإسلامي، في تنزيل مبادئ الإسلام والإقناع بها، وفي ترتيب صفوف الدعوة وتنظيم شؤونها، لانسياب لطيف في فئات المجتمع المختلفة، وتحقيق أهداف الدعوة ومقاصدها الكبرى.
بساطة أسلوبه وعمق أفكاره، قوة حجته وفصاحته في البيان والتحليل، حرارة منطقه وحيوية تعبيراته، كلها عوامل ساهمت بشكل كبير، في تعلق الشباب به وتمسك عامة الناس بمجالسه وحلقاته التربوية.
جديته كانت تملأ كل جوانب نشاطه، وانشغاله بالدعوة والخطابة كان شغله اليومي، الذي لا يثنيه عن القيام به أي شيء آخر. ابتسامته ولطف معاملته، كانت حاضرة ومؤثرة في خطواته وسكناته.كانت أكبر همومه الدعوية -وقد حقق منها الكثير – هو كيف نستطيع تحرير العمل الإسلامي من عوامل الغلو والتطرف، وتزكيته بمقومات الوسطية والاعتدال.
لقاؤه كان إشراقة تواسي الجراح، وتفك قيود التثاقل والتراخي في خدمة المشروع الرسالي، والدفع بقوى التغيير والإصلاح نحو منارات الهدى، لتنشر خيرها ونورها، وتحاصر معاقل الظلام ووحوشها المفترسة.
ترجلت يا فارس الدعوة بمغربنا الحبيب، وقائد الصحوة بمدينة مكناس.. رحلت وبصمتك فيها واضحة جلية، فلك في كل خطو من خطواتها أعمال وأشغال وآثار، جعلها الله في ميزان حسناتك.
رحمك الله شيخنا الغالي..
وإلى الملتقى في جنة الخالدين..
محبك ع.الهادي باباخويا