تحليل: الانتخابات النصفية.. أمريكا “المنقسمة” على مفترق طرق
سيقرر الناخبون في انتخابات التجديد النصفي، الحزب الذي سيسيطر على مجلسي النواب والشيوخ. ويرى مراقبون أنها تأتي في لحظة تاريخية غير مسبوقة، وستكون لها تداعيات على الانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصة إذا ترشح ترامب.
وذكر مقال تحليلي لموقع “دويتشه فيله” الألمانية، أنه خلال انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة عام 2014، كان الإقبال على صناديق الاقتراع ضعيفا إذ كانت نسبة المشاركة أقل من 42 بالمائة، لكن بعد أربع سنوات وتحديدا في منتصف ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب ارتفعت هذه النسبة لتتجاوز عتبة الـ 53 بالمائة، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
وأشار المقال إلى أن انتخابات التجديد النصفي تتسم بأهمية كبيرة في الولايات المتحدة/ لأنها تجرى بعد سنتين من انتخاب الرئيس مما يعني أنها تعقد بين اقتراعين رئاسيين. ويتم خلالها انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ وحكام 35 ولاية فضلا عن انتخابات مناصب قيادية وتنفيذية على المستوى المحلي.
ويتوقع الصحافي المتخصص في تغطية الانتخابات الأمريكية في موقع “ذا هيل” براندون كونراديس، والكاتب السابق في مؤسسة دويتشه فيله “DW”، أن يقدم الكثير من الناخبين الأمريكيين على الإدلاء بأصواتهم خلال انتخابات التجديد النصفي هذه لعام 2022.
وفي مقابلة مع “DW”، قال كونراديس إنه وفقا “لبيانات التصويت المبكر، فإن نسبة الإقبال ربما تكون أعلى بكثير من نسبة التصويت خلال انتخابات التجديد النصفي السابقة”. وأضاف “أعتقد أن هذا يعد مؤشرا على تزايد المخاوف حيال وضع الولايات المتحدة في الوقت الحالي”.
وتجرى انتخابات التجديد النصفي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة استقطابا كبيرا ظهر جليا من خلال ردود الفعل حيال قرار المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض الذي امتد لقرابة نصف قرن، إذ يعود لقضية “رو ضد وايد” التي رفُعت عام 1973.
وإزاء قضية الإجهاض، يرغب الناخبون المؤيدون للحزب الديمقراطي في الولايات التي ينافس فيها الحزب على المناصب السياسية المحلية هذا العام، في ألا يكون حاكم من الحزب الجمهوري منوطا به تقرير حق المرأة في الإجهاض من عدمه.
و قالت لورا ميريفيلد ويلسون، أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة إنديانابوليس، إن التضخم والقضايا الاقتصادية والجريمة تعد “عوامل هامة للناخب المحافظ في الوقت الحالي، وهي أيضا قضايا رئيسية يتحدث عنها مرشحو الحزب الجمهوري”. وأضافت أنه “بالنسبة للديمقراطيين، فإن قضية الإجهاض تعد محورية وتحتل أهمية كبيرة”.
لكن جيسيكا تيلور، الصحافية المتخصصة في الشأن الداخلي في نشرة “تقرير كوك السياسي”، قالت إن حظوظ كاري ليك كبيرة للفوز، مضيفة “هذا الأمر سوف يؤثر حقا على انتخابات عام 2024”.
وأضافت في مقابلة مع “DW” إذا “حاول ترامب – كما نتوقع – المضي قدما في ترشيح نفسه مجددا للرئاسة الأمريكية، فإن الأمور قد تنقلب رأسا على عقب بشكل مغاير عن ما حدث في انتخابات عام 2020 وذلك في حال وجود شخصيات تدعمه في بعض هذه الولايات المتأرجحة، هي على استعداد لقلب نتائج الانتخابات أو حتى العمل مع الهيئة التشريعية على مستوى الولاية لتحقيق هذا الأمر”.