برلمانيون يقترحون آليات لتطوير إشعاع المكتبة الوطنية بعد الجائحة
استأثر الوضع الراهن للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية باهتمام البرلمان، حيث تقدم مجموعة من النواب البرلمانيين بأسئلة تساؤل الحكومة عن ما تعيشه المكتبة من استمرار شغور مناصب المسؤولية لمدة تزيد عن أربع سنوات، مرورا بتراجع إشعاعها الثقافي وانتهاء باختراق موقعها الإلكتروني مؤخرا، في تزامن مع إعلان المكتبة الوطنية عن إصدراها الجديد “الببليوغرافيا المختارة للصحراء المغربية”.
تشخيص الوضع
وقدمت البرلمانية عائشة الكرجي تشخيصا للوضع الذي تعيشه المكتبة الوطنية، ومنها استمرار شغور مناصب المسؤولية لمدة تزيد عن أربع سنوات، وعدم تنفيذ القرارات والتوصيات المصادق عليها من طرف مجلس الإدارة، علاوة على استمرار العمل بنصف الطاقة الاستيعابية رغم الخروج التدريجي من الجائحة، وتعثر التسجيل الإلكتروني المتعلق بولوج المكتبة.
وطالبت البرلمانية وزير الشباب والثقافة والتواصل في سؤال شفوي ببيان أسباب الوضعية الراهنة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، مع تحديد الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لتصحيح الوضع على مستوى هذه المؤسسة، مع وضع جدولة زمنية للقيام بالمطلوب، مشددة على ضرورة افتحاص تدبير الصفقات والعقود على مستوى هذه المؤسسة، والتفاعل مع شكايات بعض مقدمي الخدمات.
ودعت البرلمانية نادية تهامي وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى تعميم خدمات الأنترنت على مرافق المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، قائلة “يشتكي المنخرطون في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية من اقتصار الربط بشبكة الإنترنت اللاسلكي على جناح الباحثين فقط، والذي يمثل جزءا صغيرا من هذه المكتبة التي تدخل ضمن وصاية وزارتكم”.
وأوضحت البرلمانية في سؤال كتابي موجه لوزارة الثقافة أن أهمية شبكة الإنترنت في الدراسة وفي البحث العلمي لا تخفى، مشيرا إلى أن المكتبات على الصعيد العالمي توفر كلها على هذه الخدمة لمنخرطيها وبشكل مجاني، مسائلة الوزير عن التدابير التي سيتخذها لإيجاد حل لهذا المشكل وتمكين المنخرطين من خدمات الأنترنيت بكل مرافق المكتبة.
إستراتيجية النهوض
واقترح البرلماني سعيد بعزيز الشباب والثقافة والتواصل بلورة وأجرأة الإستراتيجية طويلة المدى للرقي بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية إلى مستوى كبريات المكتبات العالمية، وفق تعهدات سابقة وعدت بوضع استراتيجية طويلة المدى للرقي بالمؤسسة وجعلها رائدا في المجال المكتباتي على المستوى الوطني والإقليمي.
وتساءل البرلماني عن أسباب وحيثيات تراجع الإشعاع الثقافي للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، موضحا أن المتتبعين من النخبة المثقفة داخل أرض الوطن سجلوا غياب البرمجة الثقافية، حيث غابت كل المواعيد الثقافية التي كانت تلقى نجاحا كبيرا وإقبالا من طرف الجمهور الثقافي للمؤسسة من رواد وعموم الوافدين عليها من مواطنات ومواطنين، مغاربة وأجانب.
وكانت المكتبة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، قامت بعدة خطوات لاسترجاع إشعاعها الثقافي بعد ظروف فرضتها الجائحة على المكتبة، وأعلنت في 2021 عن إطلاق منصة رقمية لأول مرة في المغرب، تحت اسم “كتاب/ Kitab”، يمكن الولوج إليها عبر الرابط التالي: http//kitab.bnrm.ma، وتتيح للزوار الإطلاع على أحدث الإصدارات الوطنية، منذ سنة 2020، وحتى التي سيتم نشرها قريبا.
وتمنح منصة “كتاب” للجمهور، إمكانية تحميل نسخة إلكترونية للبيبليوغرافية الوطنية، باللغتين العربية والفرنسية، منذ سنة 1968 إلى غاية سنة 2020، والتي ستمكن الزوار من الإطلاع على تاريخ المنشورات المغربية من دوريات وكتب وإصدارات وسائطية، وتتيح للفاعلين في هذا المجال الاطلاع على أحدث إحصائيات النشر بالمغرب مجزأة حسب المجالات المعرفية.
التحول الرقمي
وخلال إطلاق المنصة، قال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران إن “هذه الأخيرة عملت على بلورة برنامج شامل لتحولها الرقمي أسوة بالمكتبات العالمية في هذا المجال”، مضيفا أنه نظرا لما عرفه قطاع النشر في المغرب من تطور متواصل ونشاط دؤوب في السنوات الأخيرة، “صار لزاما على هذه المؤسسة مواكبة ذلك بتطوير وتيسير الإجراءات الإدارية للإيداع القانوني، وكذا مساطر الحصول عليه”.
وعقدت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية اجتماع مجلسها الإداري لتدارك ما يثار من حول وضعية المكتبة ووضع مخطط عمل مستقبلي، وذلك يوم الثلاثاء 27 دجنبر 2022. وشهد الاجتماع تقديم مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران حصيلة عمل المؤسسة برسم سنة 2022 وكذا عرض على أعضاء اللجنة المشاريع المبرمجة برسم سنة 2023.
وفي 30 دجنبر 2022، أعلنت المكتبة الوطنية اختراق موقعها الالكتروني، مشيرة إلى أنه سبق للموقع أن تعرض لمحاولات اختراق مستمرة، تزامنت مع إعلان المكتبة الوطنية عن إصدراها الجديد “الببليوغرافيا المختارة للصحراء المغربية”.
وعقب ذلك تدخلت إدارة الدفاع الوطني واللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، للتحقيق في الهجوم الإلكتروني.