اليونسكو يدعو إلى تعزيز حضور عالمات المغرب العربي في المنشورات والأحداث العلمية
دعا مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الإقليمي بمنطقة المغرب العربي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة إلى تنظيم فعاليات لجمع لمحات ملهمة عن العالمات في بلدان المنطقة .
ويهدف هذا الإجراء الذي يحمل عنوان “أبرز العالمات في المغرب العربي” حسب بلاغ للمكتب، إلى تسليط الضوء على مساهمات هؤلاء العالمات الاستثنائية، وضمان تمثيل أفضل للمرأة في الأنشطة المتعلقة بالعلوم في المنطقة، وتوفير قاعدة بيانات عامة تقدم العالمات المعترف بهن في مجالهن، وبالتالي تعزيز تمثيلهن في المنشورات والأحداث العلمية وتعزيز دورهن كنماذج للأجيال المقبلة.
وأبرز بلاغ مكتب “اليونسكو” المغاربي أنه على الرغم من التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، فإن المرأة لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا إلى حد كبير في العديد من المجالات المهنية، وخاصة في مجال العلوم، مشيرا إلى أن هذا التفاوت لا يؤثر على تنوع وجهات النظر فحسب، بل يهدد أيضا فعالية البحث العلمي وأهميته.
ووفقا لأحدث إحصائيات “اليونسكو”، فإن امرأة واحدة فقط من بين كل ثلاثة باحثين في العالم؛ الأمر الذي وصفه البلاغ بـ”المثير للدهشة عندما نأخذ في الاعتبار النسبة العالية جدا للنساء اللاتي يحصلن على شهادات جامعية علمية”، مشيرا إلى أن النساء حصلن، حتى الآن، على 4 في المائة فقط من جوائز نوبل العلمية.
ففي المغرب مثلا، رغم أن النساء يشكلن 46 في المائة من طلبة العلوم، فإن نسبة تواجدهن في مجال البحث العلمي لا تتجاوز 29 في المائة، خاصة في المجالات الرئيسية مثل الفيزياء والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والأرقام مماثلة في الجزائر، حيث تمثل النساء ما يقرب من نصف طلاب العلوم؛ ولكن يشكلن حوالي 28 في المائة فقط من الباحثين العلميين. وفي تونس، 45 في المائة من طلاب العلوم هم من النساء ولكن يشكلن 31 في المائة فقط من الباحثين العلميين.
وأرجع “اليونسكو” نقص تمثيل نساء شمال إفريقيا في الدراسات والمهن العلمية إلى سلسلة من التحديات المعقدة؛ إذ إنه بالإضافة إلى الصور النمطية المتعلقة بالجنسين، تواجه النساء حواجز اجتماعية واقتصادية تحد من وصولهن وتقدمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما تؤثر التوقعات الاجتماعية والضغوط الثقافية على الخيارات التعليمية للفتيات منذ سن مبكرة، مما يحد في كثير من الأحيان من تطلعاتهن المهنية في المجالات العلمية.
واعتبر مكتب “اليونسكو” الإقليمي للمغرب العربي، أن تعزيز مشاركة المرأة في العلوم “هو أكثر بكثير من مجرد مسألة عدالة اجتماعية؛ إنها ضرورة لضمان مستقبل علمي عادل ومبتكر ومزدهر للجميع”. وشدد على ضرورة تحديد هذه العوائق ومعالجتها بطريقة منهجية وشاملة، وإنشاء مساحات يتم فيها تمثيل المرأة بشكل عادل وتقدير مساهماتها الاستثنائية وتعزيز تطوير العلوم لصالح البشرية.
تقارير إعلامية