المنتخب المغربي يبهر العالم بالقيم والإعلام الغربي يدعو للاستلهام
حظيت القيم التي أشاعها لاعبو المنتخب الوطني المغربي في بطولة كأس العالم بقطر باهتمام الإعلام الدولي، الذي أفرد صفحات ومقالات للحديث عنها والتوصية بقراءتها بشكل فاحص للتخلي عن النظرة الدونية والصور النمطية عن المسلمين.
ودعت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى الاستلهام من تمسك اللاعبين المغاربة بالخصال الإسلامية، موضحة أن متابعة لاعبي المنتخب المغربي في مونديال قطر وهم يؤدون جوانب مختلفة من معتقداتهم الإسلامية على الملعب بمعية أمهاتهم تدعو إلى البهجة والسرور.
وسلطت الصحيفة الضوء على تجربة ركلات الترجيح في دور الـ16 ضد إسبانيا، حيث قام لاعبو المنتخب الوطني المغربي بتلاوة سورة الفاتحة جماعيا، مضيفة أنه عقب العبور إلى ربع النهائي ركض لاعبو المنتخب الوطني إلى الجماهير وقاموا بالسجود حمدا لله.
وأكدت الصحيفة أن منتخب المغرب باعتباره بلدا عربيا وإسلاميا وأفريقيا في آن واحد، قدم حالة من التجانس بين أفراده، إضافة إلى تمسكهم بتعاليم الدين الإسلامي لتقديم صورة حقيقية عنهم وتحطيم الصورة التي أرادها ولا يزال يريدها الغرب.
البر بالوالدين
ونشرت “الاندبندنت” مقالا جاء فيه ” مبدأ البر بالوالدين، لا سيما الأم، يفرض نفسه بقوة في هذه الأجواء الكروية الملتهبة حماسة وشغفاً، وكثيرون من المحيط إلى الخليج يتداولون صورة لاعبي المنتخب المغربي وهم يقبلون ويحتضنون أمهاتهم أو آباءهم عقب الفوز”
وأضافت “وهو البر الذي يثمنه العرب كثيراً، ومنهم من يربط دائماً بين التوفيق في العمل والنجاح في الدراسة والتفوق على الأقران بـ “دعاء الوالدين” لا سيما الأم”.
ومن جهتها، أشادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأداء المنتخب الوطني المغرب فى بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، حيث تفوق على الفرق الكبرى قبل أن يخرج أمام منتخب فرنسا في الدور قبل النهائي بعد مباراة قوية.
كأس عالم المغرب
وقالت الصحيفة إن المغرب قدم كل شيء، لكنه كان بحاجة إلى المزيد ضد فرنسا بطلة النسخة الماضية من المونديال، مضيفة أن المنتخب المغربي أثبت في قطر أن جيلا بأكمله يمكن أن يحدث معجزات مثل فعل الحارس ياسين بونو. زادت الصحيفة “في قطر، أعاد المغرب تعريف حدود ما هو ممكن على حد قول مديرها الفني وليد الركراكي”.
وذهبت الصحيفة إلى أن “المونديل” سيصل إلى نهايته بين أرجنتين ميسي .. وبين فرنسا مبابي .. وبغض النظر عن الفريق المنتصر فى النهائي، فإن هناك سردا آخر خارج المتوقع، يقول إن كأس العالم هذا سيظل مغربيا على الدوام، الفريق الذي جعل البطولة رائدة ومحطمة للأرقام القياسية، وذات علامة لن تختفى ومن الآن وصاعدا، ستكون هناك سلسلة كاملة من الإنجازات الأولى.
وتطرقت “لوس أنجلس تايمز” الأمريكية، للموضوع من الزاوية ذاتها، قائلة إن “حضور أفراد من عائلة اللاعبين والمدرب في قطر، جعل المقر الرئيسي للمنتخب المغربي، في فندق ويندهام الدوحة ويست باي، يشبه البيت بالنسبة إليهم”.
ونشر موقع الجزيرة مقالا يؤكد تفرد النسخة الحالية لكأس العالم، قائلا “يعد “المونديال” في دورته الحالية بقطر سنة 2022 متفردا بطبعه وطابعه، ليس لأنه أول نسخة تستضيفها البلاد العربية، وإنما لما كشفه على هامش الكرة، أو ما بعد الكرة، إن جاز هذا التعبير، وأثر ذلك في جوانب شتى تهم الوعي الجمعي والشعور المشترك في دوائر الانتماء المتعددة في المنطقة”.
وأضاف “وبعد القيم الأخلاقية التي تعبر عن روح الشرق وخلفيته الدينية والثقافية، وهو ما يمكن تتبعه من خلال عدة مؤشرات دالة برز معها ما ظل مخبوءا أو ظن أنه انكسر، بفعل المخاض الشامل الذي تمر منه المنطقة منذ القرن 19”.
كل تلك الأمور جعلت موقع فرانس24 يؤكد أن المشجعين يقبلون على التعرف على الإسلام على هامش كأس العالم بقطر 2022، مشيرة إلى أن دعاة قطريين رأوا في تدفّق مئات آلاف المشجعين على قطر فرصة لمحاربة الإسلاموفوبيا ومناسبة لإقناع الزوّار باعتناق الإسلام.