المغربي الشريف الإدريسي واضع أول خريطة شاملة للعالم

سلط تقرير أعد موقع “الجزيرة” الضوء على المغربي الشريف الإدريسي باعتباره من أهم وأشهر الجغرافيين في العصور الوسطى، الذي كانت له مساهمات مهمة في تطوير علم الخرائط، وعدت خريطته أول خريطة شاملة للعالم.
ويأتي هذا في وقت تبنى فيه الاتحاد الأفريقي حملة “صححوا الخريطة”، التي تدعو لاعتماد خريطة “الأرض المتكافئة” التي ظهرت عام 2018، وتعكس الأحجام النسبية للدول بشكل أقرب إلى الواقع، وليس خريطة ميركاتور التي شوَّهت أحجام القارات والبلدان وجعلت إفريقيا تظهر بحجم جزيرة غرينلاند.
ولد الشريف الإدريسي في مدينة سبتة عام 493هـ/ 1100 م، وينتمي إلى أسرة تعود أصولها إلى الأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن الثاني الهجري، وانتقل إلى قرطبة لاستكمال دراسته، ثم استقر في صقلية ببلاط روجر الثاني الذي استدعاه ووفر له كافة التسهيلات لتأليف كتبه ووضع أول خريطة شاملة للعالم.
خريطة الإدريسي التي صاغها على كرة من الفضة تزن 400 رطل رومي
أمضى الإدريسي 15 عاما في جمع المعلومات الجغرافية، بعدها صاغ خريطة شاملة على كرة من الفضة تزن 400 رطل رومي، أي ما يعادل 56 كيلوغراما، ولما اكتملت أمر العمال أن ينقشوا عليها صور الأقاليم السبعة ببلادها وأقطارها وريفها وخلجانها وبحارها ومواقع أنهارها والموانئ…
عقب ذلك تفرغ الإدريسي لتأليف كتابه “نزهة المشتاق في اختراق الآفاق”، الذي كان بمثابة تفسير وشرح لخريطة العالم الجديدة، وقد انتهى منه عام 548 هـ/1154م.
وفي عام 1951 طبع المجمع العلمي العراقي خريطة الإدريسي باللغة العربية بحجمها الأصلي بطول مترين وعرض متر واحد، تحت إشراف الأستاذين محمد بهجة الأثري والدكتور جواد علي.