المجلس الأعلى يقر بفشل تجربة مدارس الريادة وخبير يعتبرها انزياحا عن الإصلاح

أكد التقرير الصادر مؤخرا للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بشأن تقييم نموذج مدارس الريادة  أن هذا النموذج قد يؤدي إلى تكريس الفوارق بين المؤسسات التعليمية بدلا من تقليصها.

وأشار التقرير إلى أن الفجوة بين الجهات وداخل كل جهة لا تزال واضحة، ما يستدعي إعادة النظر في آليات تنفيذ المشروع لضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.  

وكشف التقرير أن تنفيذ المشروع في عدد محدود من المدارس حرم العديد من التلاميذ من الاستفادة منه، مما قد يزيد من التفاوتات بين المؤسسات التي تم إدراجها في البرنامج وتلك التي بقيت خارجه.

واعتبر أن اختيار المدارس المشاركة وفق معيار التطوع قلّص من تمثيلية المؤسسات التعليمية، خصوصًا في المناطق القروية، حيث استقطب المشروع مدارس تتمتع بشروط ملائمة نسبيًا، في حين بقيت المؤسسات ذات الاحتياجات الأكبر خارج نطاق الإصلاح.  

وهذا ما أكد عليه الخبير التربوي والوزير السابق الدكتور خالد الصمدي، كونه انزياح غير مفهوم عن مقتضيات الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار الذي اعتبره جلالة الملك إطارا تعاقديا ملزما للحكومات المتعاقبة وأنه جاء ليقطع مع الدوامة الفارغة للاصلاح وإصلاح الإصلاح.

واعتبر الصمدي في تدوينة له أنه ليس هناك استمرارية ولا تراكم في تنزيل الاصلاح طبقا لمقتضيات القانون، وأن لجنة قيادة الإصلاح التي كان من المقرر أن تعقد 8 اجتماعات في أربع سنوات لم تعقد إلا اجتماعا واحدا يتيما، مع تعطيل المخطط التشريعي وخارطة تنزيل الإصلاح المصادق عليهما سنة 2021 الشيئ الذي جعل الإصلاح يسير بدون بوصلة.

وانتقد كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلم الوزارة التي “وضعت كل بيض الإصلاح في سلة “تجربة مدارس الريادة” التي جاء تقرير المجلس الأعلى في الختام ليقول للعالمين في تقييمه أنها تعاني من أعطاب في الرؤية وصعوبات في التنزيل تجعلها غير قابل للتعميم”.

وخلص الصمدي أنه بهذا التقييم الخارجي السلبي الصادر عن مؤسسة دستورية استراتيجية نكون قد ضيعنا مرة أخرى أربع سنوات من زمن الإصلاح مع كامل الأسف، انتهت بإعفاءات تعيد بعض المسؤولين الى منازلهم، لكنها لن تعيد بالتأكيد عداد الإصلاح الى الوراء، بما لذلك من انعكاسات سلبية على المنظومة التربوية برمتها لا تقدر بثمن.

يذكر أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ناقش مشروع التقرير الذي أعدّته الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس، حول المرحلة التجريبية لمشروع “المدارس الرائدة” خلال انعقاد الدورة السابعة من الولاية الثانية للجمعية العامّة للمجلس في 19 مارس الجاري بمقر المجلس الرباط.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى