الكتاني: ازدياد اعتماد الأفراد والدول على الأنظمة الإلكترونية أدى لظهور تهديدات حقيقية

حذر الدكتور الحسين الكتاني أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة الأخوين من أن زيادة اعتماد الأفراد والمجتمعات والدول على الابتكار التكنولوجي للأنظمة الإلكترونية، أدى إلى ظهور تهديدات جديدة وحقيقية ودائمة التغير.

وقال الكتاني خلال محاضرة له بالملتقى الوطني للباحثين في العلوم الشرعية والاجتماعية والقانونية أمس السبت بالرباط، إن السهولة والكفاءة في حياتنا قوبلت من خلال ابتكار مماثل للاستفادة من الأنظمة الإلكترونية لتحقيق مكاسب أخرى، في المقابل التهديدات تتطور بشكل أسرع مما يمكن تقييمه.

واعتبر الدكتور الحسين الكتاني أن المدن الذكية يمكن التأثير على الثقافة وتغيير سلوك الناس من خلال عدد من النماذج الناجحة في دول مثل الصين، لكن في المقابل يسود قلق بشأن انتهاك الخصوصية وحقوق الإنسان.

وعرف الكتاني المدينة الذكية بأنها منطقة حضرية حديثة تقنيا تستخدم أنواعا مختلفة من الأساليب الإلكترونية وأجهزة الاستشعار لجمع بيانات محددة، حيث  يتم استخدام المعلومات المكتسبة من هذه البيانات لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة لتحسين العمليات في جميع أنحاء المدينة.

وأشار الخبير في مجال الذكاء الاصطناعي إلى أن نقاط جمع البيانات تتمثل في القاسم المشترك للمدن الذكية، والعيون البشرية التي تقوم بالابلاغ عن ملاحظاتهم للجهات المسؤولة من خلال التطبيقات المخصصة على الهواتف الذكية، واستخدام مجسات لقياس جودة الهواء وأماكن وقوف السيارات والشوارع في إشارات المرور وغيرها، واستخدام كاميرات للتتعرف على الوجوه ورصد مخالفات السيارات.

وأوضح أن البيانات يتم استثمارها لإخراج المعلومات، وتعتبر البيانات عبارة عن حقائق وأرقام مسجلة تمر من عمليات التجميع والتخزين والإدارة والاسترجاع والتحليل وأخيرا استخراج المعلومات المعرفة المستمدة من هذه البيانات.

وتابع المتحدث : “يتم تنظيم المعلومات عبر مجموعة من الأجهزة والبرامج والبيانات والأشخاص والإجراءات التي تعمل معا لإنتاج معلومات عالية الجودة، كما يتم الاستخدام الفعال لهندسة نظم المعلومات من أجل فهم أفضل للبيانات لتحسين عملية صنع القرار”.

ولفت الكتاني في محاضرته بعنوان “الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي: الواقع والآفاق”، إلى أن السلطات أحيانا تحتاج في المدن الذكية إلى التعامل مع المعطيات في أقرب وقت ممكن وأحيانا آنيا.

واستحضر عددا من نماذج علاقة المدن الذكية والمجتمعات، عبر رصد سرعة وأسلوب القيادة ووقوف السيارات وعبور الشوارع وإلقاء القمامة والبصق، كما يتم في المقابل استخدام الطاقات المتجددة لترشيد الاستهلاك.

واستعرض المتخصص في الذكاء الاصطناعي عدد من المخاطر التي تتهدد المجتمعات بسبب المدن الذكية. من بينها إمكانية اختراق الأمن الإلكتروني في سريته ونزاهته وتوافر البيانات وبنك المعلومات في الحوسبة السحابية والاتكال على التعلم الآلي وتأثير تحليلات البيانات في صناعة القرارات حتى لو كانت خاطئة، والتحول الذي أحدثته الدردشة الذكية من خلال شات جي بي تي لجمع المعلوما، والتزييف العميق وفجوة الأجيال من خلال التفاخر الذي يقوم به جيل الألفية بتحدي القواعد والنعم دون أي حساب للعواقب.

يذكر أن مداخلة الدكتور الحسين الكتاني جاءت خلال مشاركته في محاضرة تأطيرية أمس السبت ضمن أشغال الملتقى الوطني للباحثين في العلوم الشرعية والاجتماعية والقانونية، بمركز التكوين التابع للحركة، تحت شعار “آفاق البحث العلمي في عالم متغير: الذكاء الاصطناعي نموذجا”،  في موضوع “الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي: الواقع والآفاق” إلى جانب المهندس محسن بنخلدون.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى