العالم يحيي اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أن إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لمناهضة كراهية الإسلام، شكّل نقطة تحول في مكافحة التمييز الديني.
وأضاف طه في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام، اليوم السبت 15 مارس 2025، أن الحوادث المعادية للمسلمين تتضاعف، مع استمرار خطاب الكراهية على الإنترنت، والهجمات على أماكن العبادة والتمييز، بالإضافة إلى تصاعد الإسلاموفوبيا في بعض الخطابات السياسية والاجتماعية، مما يهدد مبادئ الكرامة الإنسانية والحرية الدينية.
وأشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تواصل، بالتعاون مع شركائها، تعزيز الاستراتيجيات الفعالة ضد الإسلاموفوبيا، وتعزيز الحماية القانونية للأقليات ومكافحة الكراهية الدينية بجميع أشكالها. كما إن الحوار بين الأديان والثقافات ضروري لبناء جسور تفاهم دائمة.
وبهذه المناسبة حذّر أنطونيو غوتيريش الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من تنام مثير لظاهرة التعصب ضد المسلمين، مشيرا أنه بينما يلتئم المسلمون في جميع أنحاء العالم لكي يستقبلوا شهر رمضان المبارك، يقبل العديد منهم عليه في جو من الخوف من التمييز والإقصاء، بل وحتى الخوف من العنف.
وأضاف أن هذا التعصب يتجسد في إجراءات التصنيف العنصري والسياسات التمييزية المنتهكة لحقوق الإنسان وكرامته، ويصل إلى درجة تسليط العنف دون حرج ضد الأفراد ودور العبادة، داعيا الأسرة العالمية إلى نبذ التعصب واستئصال شأفته، والحكومات إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وأن تشمل الحرية الدينية بالحماية.
وفي سياق متصل، أعلن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الثلاثاء الماضي، أن حالات التمييز والاعتداءات ضد المسلمين في الولايات المتحدة زادت بنسبة 7.4 بالمئة العام المنصرم، تزامنا مع حرب الإبادة “الإسرائيلية” على غزة.
وبحسب تقرير أعده “كير” عن أحداث 2024، شهد العام المذكور أعلى عدد من الشكاوى المتعلقة بمناهضة المسلمين والعرب، وبلغ العدد المسجل 8 آلاف و856 شكوى، مشيرا إلى أن “الإبادة الجماعية في غزة بدعم من الولايات المتحدة أدت إلى موجة من الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي”.
معلومات عامة
أقدمت عدد من الحكومات على أفعال ملموسة لمكافحة كراهية الإسلام بوضعها تشريعات وتدابير تُعنى بمكافحة جرائم الكراهية لمنع جرائم الكراهية ومقاضاة مرتكبيها، وبشن حملات تثقيفية عامة عن المسلمين والإسلام بهدف تبديد الخرافات والمفاهيم المغلوطة والمسيئة.
وتُعرِّف الأمم المتحدة كراهية الإسلام أو ”الإسلاموفوبيا“ بأنه الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت. وتستهدف تلك الكراهية بدافع من العداء المؤسسي والأيديولوجي والسياسي والديني الذي يتجاوز تلك الأطر إلى عنصرية بنيوية وثقافية، الرموز والعلامات الدالة على أن الفرد المستهدف مسلما.
وتبنت الدول الستين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قرارا اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة حددت فيه يوم 15 مارس بوصفه اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام. وتشدد وثيقة القرار على أن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. كما تدعو إلى تشجيع إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، استنادا إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.