الدكتور سعيد بنيس يقدم 5 مقترحات لتأمين الناشئة الاجتماعية في ظل الثورة الرقمية

قدم سعيد بنيس، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، خمسة مقترحات من أجل الحفاظ على الأسرة والناشئة في ظل الثورة الرقمية، وذلك بالارتكاز على الإحصائيات والدراسات الاجتماعية المنجزة في هذا الميدان.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة فكرية حول “الأسرة والتربية في ظل الثورة الرقمية: قراءة في الفرص والتأثيرات النفسية والاجتماعية”، نظمها قسم الدعوة والعمل الثقافي لحركة التوحيد والإصلاح، يوم السبت 24 ماي 2025 بالمقر المركزي للحركة بالرباط، إلى جانب الدكتور توفيق بنجلون والدكتور الحسين الموس.

واقترح الأستاذ الجامعي في البداية استعادة محاضن التربية لدورها في التنشئة، ابتداء من الأسرة والمدرسة والجامعة والحزب والنقابة والنادي والجمعية، موضحا أن الكشفية هي من الأشياء المساعدة على اكتساب العديد من القيم، منبها إلى أن عناصر العيش المشترك أصابها عور نتيحة المجال الافتراضي.

وأوصى في المقام الثاني بالاشتغال على محو الأمية الرقمية لدى الأولياء وأولياء الأمور، موضحا أن 70 في المائة من أولياء الأمور أدلوا بأن لا علم لهم بما يجري للأبناء في الفضاء الرقمي حسب تقرير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات.

وطالب في المقام الثالث بإحداث مسارات التربية على الميديا في المدرسة المغربية لتصويب الانزلاقات القيمية الصاعدة في العالم الافتراضي، مشددا على ضرورة الاشتغال في ورشات، وأن يوجههم الأساتذة في هذا المسار.

وفي المقام الرابع أوصى الباحث بالاعتراف بالانحراف الافتراضي مثل الانحراف الواقعي وجعله سؤالا من أسئلة السياسات العمومية التي يجب أن تجيب عليه الحكومات المقبلة لاسيما مع المنطق الجديد المتعلق بالتحول الرقمي.

ودعا في المقترح الخامس إلى التفكير في إحداث مرصد وطني للبيئة الرقمية في المغرب يضم مختصين وخبراء من أجل إيجاد حلول لما يقع في العالم الافتراضي الذي أصبح عالما بعيدا عن القوانين، لا سيما أن الانشقاقات الأسرية تنهل من عناصر كثيرة من هذا الفضاء.

وأكد على ضرورة الوعي بأننا “انتقلنا من مجتمع تواصل واقعي إلى مجتمع الاتصال الرقمي، وأننا انتقلنا من أسرة تواصلية واقعية إلى أسرة متصلة، وانتقلنا من مواطنة واقعية إلى مواطنة افتراضية”، مشددا على ضرورة إقرار اقتصاد التربية.

واستند الأستاذ الجامعي على عدة تقارير ودراسات تشير إلى حدوث انحرافات في العالم الافتراضي، منها البحث الميداني السنوي، الذي أنجزته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بتنسيق مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والمندوبية السامية للتخطيط.

وفي هذا الشأن، استعرض بنيس أرقام البحث الميداني التي تشير إلى أن 99 في المائة يستعملون الهواتف الذكية والأنترنيت، موضحا أن البحث اشتغل على عينة مكونة من 12 ألف أسرة وفرد، وأن 20 مليون مغربي لهم هواتف ذكية، وأن الدافع الرئيسي لاقتناء الهاتف التابث ليس هو التواصل وإنما أنه جسر إلى الأنترنيت (90 في المائة من الأسر تتوفر على الهاتف التابث).

وشدد على ضرورة محاربة الأمية الرقمية، موردا من ضمن المعطيات الأخرى أن 70 في المائة من أولياء الأمور أدلوا بأنهم غير مستعدين لمتابعة أبنائهم على الأنترنيت، وأن 21 في المائة من العينة ليست على وعي بالمخاطر على الأنترنيت، ليخلص إلى القول “نحن أمام جيل مغترب ترابيا، تائه هواياتيا، ومبغول قيميا”. 

وتوقف بنيس عند مجموعة من الأمراض المعدية التي انتشرت جراء عدم الاستعمال الدقيقة والآمن للفضاء الرقمي مثل التقاسم دون التأكد من المعلومات، والانحراف الافتراضي من التنمر والعنف والصراع، علاوة على المكاشفة فيما يخص الحياة الشخصية، والانتقال من تراحم واقعي إلى تراحم افتراضي، 

ورأى بنيس أن تنشئة اجتماعية أفرزت الغرائبية الهواتية، قائلا “أصبحنا أمام تنشئة اجتماعية متوحشة” أي أنها غير مؤطرة بضوابط محددة، مستعرضا العديد من القيم السالبة وهي الانعزالية التي يترتب عليها العدوانية، موضحا أن الإنسان المتصل إنسان متوتر، والانتقال إلى الفردانية ثم الاستقلالية والارتهان لوسائل رقمية مثل (غوغل أو شات جي بي تي).

يذكر أن هذه الندوة الفكرية شهد حضور أوس رمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للحركة: مصطفى ابراهمي ورشيد العدوني وخالد التواج إلى جانب طلبة الجامعات والمعاهد، وكذا عموم المتتبعين والمهتمين بالشأن الأسري.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى