الحركة بقلعة السراغنة تنظم محاضرة” الأسرة بين المنظورين المادي والإسلامي”
نظم فرع حركة التوحيد والإصلاح بقلعة السراغنة مساء يوم الجمعة 7 فبراير 2025، نشاطا داخليا لأعضائه تمثل في عرض بعنوان “الأسرة بين المنظورين المادي والإسلامي” للأستاذ حسن حنيني.
وأكد الأستاذ حنيني في مقدمة كلمته على أهمية الأسرة، وأنها القاسم المشترك بين جميع الشعوب، و المحضن لتقلي العقيدة والقيم والأخلاق، وأنها الضامن لتوريث هذه الثقافة.
ولهذه الأسباب كلها يتم استهداف مؤسسة الأسرة في بنيتها، ووظيفتها، وفي شبكة العلاقة بين أطرافها. ثم طرح سؤالين: ما هي الخلفية المعرفية لاستهداف الأسرة؟ وكيف تضمن المرجعية الإسلامية استقرار الأسرة إزاء هذا الاستهداف؟ ليجيب عليهما في المحورين التاليين.
وفي المحور الأول “الخلفية المعرفية لاستهداف الأسرة” تحدث المحاضر عن ظهور الفلسفة الوضعية (المادية) التي تعتبر القيم والأخلاق قيم ميتافيزيقية لا شواهد عليها، و لهذا فسرت العلاقات الأسرية في نطاق مادي صرف من خلال كتابات ماركس وأنجلز (التزاوج في أصله مُشاع، نشأ الزواج رغبة في احتكار الثروة وتوريثها حصرا للأبناء، الزواج الفردي في جوهره اغتصاب، ستر العورة امتلاك صريح للمرأة، الزواج محضن لقيم العبودية والتسلط).
كما تحدث عن ظهور الحركة النسوية التي تبنّت هذه المقولات، وتحملت وزر استنباتها في جميع الثقافات (نوال يالسعداوي: الزواج عقد تمليك/ كنزة العلوي: الزواج صفقة تجارية)، وهو الأمر الذي استلزم تحرير المرأة (سوق الشغل، الحضانة، الخدمات، ربط الإنجاب بالوضع الاقتصادي، رسم صورة المظلومية التاريخية للمرأة).
وقد امتد الصراع ليشمل باقي مكونات الأسرة (إنشاء دور العجزة كحل لمشكل الحماة، فصل الأطفال عن الأسر لتحصينهم ضد الأخلاق والأعراف القديمة عند تروتسكي)، وكانت الحصيلة: اللاجدوى (ماديا) للاهتمام بأفراد الأسرة، وعدم إمكانية التعاون بين أطراف متصارعة (إلا نفاقا أو خوفا).
وفي المحور الثاني تطرق المحاضر إلى “الأسرة والاستخلاف في الأرض”، أكد فيه أن الاستخلاف هو المفهوم الإسلامي الذي يحدد العلاقة التي تربط الإنسان بخالقه من جهة، وتربطه بالأرض وعالم الأشياء من جهة ثانية، وتربطه بأخيه الإنسان من جهة ثالثة.
والاستخلاف، بهذا المعنى، يؤطر حركة الإنسان (الخليفة) في كل مناحي الحياة. وأضاف أن الأسرة في المنظور الإسلامي هي محضن الإنسان المستأمن للشريعة المستخلف في الأرض، تبني الدين في مكوناته بتوجيهه، وحيثما تكون الأسرة قائمة على حدود الله تعالى تطبقها في كل أحوالها، فإن ذلك سيثمر فيها سعادة في الحياة ونجاحا فيها. وأشار إلى أن القرآن فصل في أحكام الأسرة على غير نهجه المتسم بالإجمال.
وقدم الأنبياء في إطار أسرهم التي هي شأن خاص، وذكر مبدأ الزوجية 81 مرة منها 61 مخصصة للزوجية الآدمية، وأن الزوجية مستمرة في الآخرة، ودليل على فردانية الله، وهي عطاء، واستقرار نفسي وعاطفي (ما دون الزوجية ضياع: توق النساء الناجحات مهنيا للأطفال)، وخلص إلى أن الأسرة هي المعقل الأخير المعول عليه لحفظ رسالة الاستخلاف (فلسطيني الداخل كمثال).
وفي الختام أشار إلى أن الوعي بأهمية الأسرة يستدعي بالمخاطر التي تهددها (المنظور المادي)، ويستلزم إنشاء أسرة واتخاذ جميع الأسباب للحفاظ عليها من أجل الفلاح في الدنيا والآخرة.
بلعيد أعلولال