الحرب على غزة هاشم وتحذير القرآن الكريم – عبد الواحد رزاقي
قال الله تعالى”والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير” الأنفال / 73
عندما تمت ملحمة 7 أكتوبر 2023 تداعى للكيان الصهيوني الغرب الصليبي بجميع دوله وتحزب القوم واعتبروا الكيان المحتل جزءا منهم بل تماهوا معه إلى حد التطابق والتبني فهرعت الويلات المتحدة والاتحاد الأوربي وغيرهم من أجل دعم الكيان الغاصب ووجدوا له كل المبررات لشن حرب إبادة جماعية على البلد المحتل وخاصة في قطاع غزة الذي تم تدميره على ساكنته. فلم ينج من ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والكنائس والأماكن المحمية من قبل الأمم المتحدة التي آوت اللاجئين والمشردين فتم تبني سياسة الأرض المحروقة. فدخلت الجرافات لتكمل ما أخطأته قاذفات الطائرات لتعمل على تسوية كل رسم أو معلم بالأرض فباتت المدينة مجموعة من الأكوام الضخمة من التراب. ناهيك عن الجثث التي لم يجد لها المنقذون سبيلا لانتشالها فصارت مقابر جماعية.
وفي المقابل نجد دول الجوار من العرب أو كما يقال عنها دول الصمود والتصدي أو دول الطوق لا يحركون ساكنا، بل صاروا ايتاما في مأدبة اللئام حالهم يدعو للإشفاق.
فمعبر رفح الذي يشكل الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها القطاع بات أشد إغلاقا وأوصد بإحكام من قبل نظام السيسي الانقلابي بل تم استهداف بعض جنوده فلم ينبس ببنت شفة. بل سمعنا عبر وسائل الإعلام مؤخرا أن الرئيس بايدن أقنع السيسي بفتح المعبر لدخول المساعدات الإنسانية.
وياله من خزي وعار أن يقنع العدو الصديق بفعل شيء في صالح الصديق. أما الأردن فباتت ضمن الجسر الجوي الذي يمد العدو الصهيوني بالغذاء والسلاح (الجسر الجوي من دبي إلى تل أبيب عبر السعودية والأردن).
ألم نشاهد مقتضيات الآية الكريمة التي وردت في بداية المقال مجسدة في واقعنا الراهن؟ ألم يتحد الكفار والأعداء وشكلوا حلفا قويا واحدا وبدا من يفترض فيهم النصرة والإغاثة مشتتين مختلفين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى؟ ألم يظهر العرب والمسلمون مكتوفي الأيدي لا يملكون من أمرهم شيئا يتسولون من أسيادهم الإذن بفعل شيء ولو يسير؟ تشكل قرارات قممهم صيحة في واحد وذرة في رماد.
إن الفتنة التي قصدها الباري عز وجل في الآية هي اختلال موازين المنظومة الدولية وغياب المنطق لدى منظماته ومؤسساته الموازية التي باتت تتفرج في ما يقع من تطهير عرقي وإبادة جماعية دون أن تفعل شيئا وكأنها لا تملك من إرادتها شيئا أمام أعداء الإنسانية الصهاينة المجرمين فصاروا فوق القانون، كيان مارق بامتياز. أما الفساد الكبير فلا يحتاج إلى برهان (الحصيلة ما يناهز 30 ألف شهيد وأضعافه من الجرحى والمعطوبين والمشردين والدمار الشامل في البنية التحتية).
أليس من الشماتة أن تتصدى دولة لا تربطها بفلسطين إلا رابطة الإنسانية وهي دولة جنوب إفريقيا لترفع دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية لمحاكمة العدو على جرائم الإبادة الجماعية؟ أليس مخجلا ألا تنضم دول العرب والمسلمين لمساندة هذه المبادرة فضلا عن أن تبادر إلى فعلها؟
ويبقى الوجه المشرف هو اليمن دولة وشعبا من أعلن تضامنه الصريح والمعلن مع غزة وفلسطين وليقدم دليلا عى ذلك استهدافه السفن التي تمد العدو بالسلاح والغذاء عبر باب المندب في البحر الأحمر. وإعلانه عن عدم توقفه عن هذا العمل حتى يتوقف العدوان على غزة. كما لا ننسى خروج الشعوب العربية والإسلامية وكثير من الشعوب الغربية في مسيرات شعبية شبه يومية للتنديد بجرائم الاحتلال والدعوة لوقف إطلاق النار ووقف قطار التطبيع الذي سيأتي على الخضر واليابس.