الجنائية الدولية تلاحق الاحتلال – خالد معالي
ما إن تناقلت وسائل الاعلام قرار المحكمة الجنائية الدولية، بلاهاي تسعى للتحقيق في “مزاعم” ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة والضفة الغربية و”شرقي” القدس، حتى لاقى ترحيبا فلسطينيا من مختلف القوى والفصائل، رغم ان القرارات الدولية سواء من مجلس الامن او الامم المتحدة او المؤسسات الدولية لم تطبق بحق الفلسطينيين، كون دولة الاحتلال تعتبر نفسها فوق القانون الدولي في ظل الدعم الامريكي كقوة تحكم العالم بالاكراه.
أن يقف “نتنياهو” ويصرح بان الاعلان والقرار باطل فهو تحصيل حاصل، لكن كيف يفهم الشعب الفلسطيني المعارضة الأمريكية لقرار محكمة الجنايات الدولية، غير إصرار واشنطن على توفير غطاء لجرائم الاحتلال، وأنه تشجيع للاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وهو ما يحولها لشريكة في العدوان المتواصل، وهذا الموقف الامريكي المنحاز دوما يحرج ويفضح من كان يقول يوما بان اوراق المنطقة والحل بأمريكا، وأنها راعي نزيه لعملية السلام، التي لم تبق شيئا في الضفة الغربية إلا والتهمه الاستيطان.
أن يأتي متأخرا خير من ألا يأتي أبدا، حيث قالت المدعي العام للجنايات الدولية “فاتو بنسودا”، أن المحكمة ستفتح تحقيقًا كاملًا في الأراضي الفلسطينية، وان لديها قناعة بأن جرائم حرب ارتكبت أو ترتكب في الضفة الغربية بما يشمل “القدس الشرقية” وفي قطاع غزة، ويكفي ان القانون الدولي يعتبر الاستيطان لوحده جريمة حرب، هذا غير جرائم القتل والمجازر الجماعية والطرد والتهجير ومصادرة الاراضي وغيره الكثير.
“نتنياهو” استشاط غضبا وقال انه لا يوجد دولة اسمها فلسطين، وبالتالي اعتبر أن التحقيق باطل قانونيا، في مراوغه منه وقلب صارخ للحقائق، حيث أن دولة فلسطين معترف فيها من أكثر دول العالم، وحتى لو لم يكن هناك دولة فهل يقبل أي انسان أو دولة أو المجتمع الدولي قتل وتهجير وطرد 13 مليون فلسطيني!؟
سخط وغضب “نتنياهو” كشف خوفه من أي صوت او اي حركة او اي قرار لا تعمل في صالح كيانه المزعوم، فالإعلان اعتبر فلسطينيا خطوة في الإتجاه الصحيح تعكس انكشاف طبيعة الإحتلال الإسرائيلي لدى المنظومة الدولية، وحجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني ووضوح الحقيقة التي حاول الإحتلال إخفائها واستخدم كل أدواته في تضليل الرأي العام العالمي والعدالة والمؤسسات الدولية.
سيعمل الاحتلال جاهدا على الغاء الاعلان، ويبقى الجزء الاهم هو سرعة تطبيقه والضغط من قبل الفلسطينيين، وان لا يكون مصير القرار كمصير غيره من القرارات التي كانت لصالح الفلسطينيين ولم يجري تطبيقها.
“نتنياهو الذي سارع بالقول بأن المحكمة الجنائية الدولية “ليس لها سلطة” للتحقيق في مزاعم بارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية، وواصفا ذلك بأنه “يوم أسود للحقيقة والعدالة”، وان لا ولاية قضائية للمحكمة في هذه القضية، كل هذا يشير الى مدى تضايقه من هكذا اعلان قد يفضح جرائمه ويقدمه للعالم على انه مجرم حرب وبقية قيادات الاحتلال.
بشكل ماكر ركز “نتنياهو” على دولة، مضيفا ان المحكمة لها سلطة فقط لنظر الالتماسات التي تقدمها دول ذات سيادة. لكن لا وجود لدولة فلسطينية.
في المحصلة، وان كان المجتمع الدولي ومؤسساته لا تطبق قراراته على الاحتلال في ظل الدعم الامريكي في المرحلة الحالية، الا ان ذلك لا يعني عدم مواصلة فضح وكشف جرائمه امام العالم واستصدار القرارات لذلك، كون القوي لا لا تدوم قوته، وغدا يضعف ويحاكم على جرائمه ايا كان وهو ما ينطبق على دولة الاحتلال التي تظن ان قوتها مخلدة، وما علمت ان الايام دول، وان الزمن ما عاد يعمل لصالحها.
خالد معالي
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام