الإبادة الجماعية في غزة متواصلة والوضع الإنساني يتفاقم

استشهد 18 فلسطينيا وأصيب آخرون منذ فجر يومه الأربعاء 09 يوليوز 2025 في غارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة لليوم الـ642 على التوالي، عدوانه وحرب الإبادة الجماعية على القطاع، مخلفا آلاف الشهداء والجرحى.

وأمس الثلاثاء، أفادت وزارة الصحة بانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام مجمع الشفاء الطبي بغزة نتيجة النقص الحاد في إمدادات الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية، وأن مئات الجرحى والمرضى في خطر بسبب انقطاع الكهرباء جراء نقص الوقود.

وأوضح مجمع الشفاء أن ما لديهم من وقود يكفي ليوم واحد، ولا يملكون بدائل لتشغيل الأقسام الطبية، وهو ما يضع مرضى العناية المركزة والأطفال الخدج على شفا الموت.

وفي سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن التقارير الميدانية تفيد بتعرض الخيام والمدارس والمنازل والمرافق الطبية للقصف، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى بشكل يومي.

وقال المتحدث، إن المستشفيات تقلص إمداداتها وسيارات الإسعاف معطلة وشبكات المياه على شفا الانهيار، منبها إلى أن أزمة الوقود وصلت إلى نقطة حرجة، وأن ما تبقى من الوقود القليل يستخدم بالفعل لتشغيل أهم العمليات، لكنه ينفد بسرعة ولم يتبق أي مخزون إضافي متاح تقريبا.

وحذر المكتب الأممي من ارتفاع مرجح للوفيات بشكل حاد قريبا/ ما لم تسمح سلطات الاحتلال بدخول وقود جديد، وهو ما لم يصل خلال الأشهر القليلة الماضية.

وذكر أن سلطات الاحتلال أصدرت مساء الثلاثاء، أمرا جديدا بالنزوح يشمل أجزاء من مدينة خان يونس، لا سيما المقيمين في الخيام، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

وأوضح المكتب أنه حتى المناطق الأصغر مساحة التي يجبر الناس على التجمع فيها، والتي تقلصت مساحتها الآن إلى نحو 15% من القطاع وتتقلص باستمرار أصبحت “مجزأة” ولا تزال غير آمنة على الإطلاق.

من جهته، قال مدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو، أمس الثلاثاء، إن الاحتياجات في قطاع غزة أصبحت “أكبر من أي وقت مضى والاستجابة الانسانية “أكثر تقييدا” منذ بداية الإبادة في 7 أكتوبر 2023.

وأوضح سكاو أن فرق برنامج الأغذية الأممي في غزة “يبذلون قصارى جهدهم لإيصال المساعدات، وغالبا ما يجدون أنفسهم عالقين في تبادل إطلاق النار، أثناء مرافقتهم لقوافل الغذاء عبر مناطق القتال”.

وأضاف: “ينفد منا الوقود وقطع الغيار ومعدات الاتصال الأساسية. موظفونا المحليون يعيشون في الأزمة ويواجهون نفس المخاطر والجوع الذي يواجهه جميع سكان غزة”، مشددا على أن إيصال المساعدات “بحاجة إلى الأمان وفتح جميع الطرق ونقاط الدخول”.

ومنذ 2 مارس، تواصل “إسرائيل” سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

اتفاق وشيك

سياسيا، أفاد موقع “أكسيوس” بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى للتوافق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن شكل اتفاق سلام أوسع لإنهاء الحرب في غزة.

جاء ذلك عقب لقاء بينهما أمس الثلاثاء 08 يوليوز 2025 بواشنطن، امتد لمدة 90 دقيقة لمناقشة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار بغزة واتفاق بشأن الأسرى.

ووصل وفد قطري إلى البيت الأبيض قبل اجتماع ترامب ونتنياهو، والتقى لعدة ساعات بكبار مسؤولي البيت الأبيض، حيث تساهم قطر في التوسط في المفاوضات بين “إسرائيل” وحماس.

وتحدث المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قائلا إن “إسرائيل” و”حماس” قد حلّتا ثلاثا من أصل أربع قضايا متبقية خلال “محادثات القرب” في الدوحة. وتابع ويتكوف: “نأمل أن نتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع”. ويتعلق الخلاف المتبقي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وذكر مصدر مطلع بـ”أكسيوس” أنه خلال محادثات يومي الاثنين والثلاثاء، ناقش الطرفان خرائط إعادة الانتشار.

وتطالب حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى نفس خطوط وقف إطلاق النار التي كانت قائمة قبل انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس، وهو ما ترفضه إسرائيل.

ومن القضايا التي حُلّت إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إذ اتفق الطرفان على أن تُسلّم المساعدات في مناطق غزة التي ينسحب منها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” من قِبل الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة ل”إسرائيل” وحماس.

ويترقب سكان قطاع غزة بحذر الأخبار المرتبطة بقرب تحقيق هدنة في غزة، فبينما تتكثف الأنباء حول وقف إطلاق النار تزيد آلة الحرب “الإسرائيلية” من عملياتها لتسجل عشرات الضحايا يوميا مع دمار واسع، ما يدفع الفلسطينيين للتشكيك بجدوى جولات المفاوضات.

وكالات

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى