الأمم المتحدة تحذر من تداعيات منع الإغاثة لأهل غزة والاحتلال مصمم على مهاجمة رفح
حذر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر من أن الأطفال باتوا يموتون جوعا في قطاع غزة. وقال في حديث لوكالة الأناضول : “نظرًا لنقص الإمدادات الإضافية والبنية التحتية الفعالة (في غزة)، فإننا نشهد بكل معنى الكلمة انهيار الظروف التي يعيش فيها الناس”.
وأضاف شتاينر “الوضع الذي نواجهه اليوم في غزة أصبح يائساً أكثر فأكثر، وقد شهدنا هذا الأسبوع إحصائيات مثيرة للقلق للغاية فيما يتعلق بظروف المجاعة، فالأطفال والناس يموتون الآن بسبب الجوع”، لافتا إلى أن 70 بالمئة من البنية التحتية في غزة، قد دمرت وأن معظم الناس نزحوا، وأن هؤلاء الأشخاص اضطروا إلى الفرار من القصف والاشتباكات.
وفي سياق متصل، أعربت الأمم المتحدة أمس الخميس عن قلقها بشأن استمرار منع عمال الإغاثة التابعين لها من القيام بواجباتهم في قطاع غزة المحاصر، وخاصة في الجزء الشمالي من القطاع. وأكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحفي على “ضرورة احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات”.
وقال فرحان: “سكان غزة، وخاصة في الشمال، يعانون من مستويات مروعة من المرض والجوع”، مضيفا ” نمنع مرارا وتكرارا من القيام بعملنا، خاصة في الشمال المحاصر، ولا تزال المخاطر الأمنية والقصف المتواصل وانهيار النظام المدني والقيود المفروضة على الوصول تعرقل الاستجابة الإنسانية”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذر في وقت سابق المجتمع الدولي من “ازدواجية المعايير” عند التعامل مع ملفي أوكرانيا وغزة. وندد غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده غوتيريش مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل بالوضع “الفوضوي في العالم، وحالة الإفلات من العقاب، حيث تعتقد أي دولة أو جماعة مسلحة أنها تستطيع أن تفعل ما تريد لغياب المساءلة”.
وشدد غوتيثريش على أهمية الالتزام “بميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وسلامة أراضي الدول، والقانون الإنساني الدولي”، معربا عن أسفه لسقوط غير مسبوق لعدد الضحايا المدنيين في غزة خلال فترة توليه منصب الأمين العام. وقال “يجب علينا أن نتمسك بالمبادئ في أوكرانيا كما هو الحال في غزة دون معايير مزدوجة”.
لكن الاحتلال الإسرائيلي لايعبأ بالأزمة الإنسانية بغزة، ولا بنداء المنظمات الدولية وعلى رأسسها الأمم المتحدة لمعالجة تلك الأزمة ووقف إطلاق النار، وعلى العكس من ذلك يصر الاحتلال على مواصلة جرائمه، و تنفيذ عملية اجتياح وهجوم على رفح.
و قال وزير الشؤون الإستراتيجية للاحتلال لإسرائيلي رون ديرمر، إن جيش الاحتلال سوف يغزو مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في نهاية المطاف، ويلحق الهزيمة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) “حتى لو بات العالم بأجمعه ضد إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وقال ديرمر في برنامج صوتي أميركي (بودكاست) بث عبر الإنترنت: “سوف ندخل وننهي هذه المهمة، وأي شخص لا يفهم ذلك لا يفهم أنه قد تم الضغط على العصب الوجودي لليهود” بمعركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
يذكر أن محافظة رفح تأوي حاليا أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نزحوا من محافظات أخرى تحت وطأة القصف العنيف بقصد دفعهم مجبرين إلى إخلاء مناطقهم بداية من شمال القطاع خاصة.