هكذا واكبت حركة “التوحيد والإصلاح” ورش مراجعة مدونة الأسرة
سلَّمت حركة التوحيد والإصلاح مذكرتها حول مدونة الأسرة إلى الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، وقدمت عرضا بشأنها أمام الهيئة في رحاب أكاديمية المملكة المغربية بالرباط بتاريخ 16 نونبر 2023.
وبعد انتهاء جلسات الاستماع التي نظمتها اللجنة لمختلف الهيئات والتيارات السياسية والمدنية الوطنية، انطلقت أصوات تحاول أن تلتف على المرجعية الإسلامية والسير في اتجاه يخرج عن مقاصد مراجعة المدونة، بالدعوة لتعديلات تصب في أجندات أجنبية دولية تستهدف الأسرة ومنافية لأصالة المجتمع المغربي وتقاليده وأعرافه وثوابته.
وقد نبهت حركة التوحيد والإصلاح في مجموعة من الأنشطة من عدم احترام المجعية الإسلامية ، مجددة التأكيد على ما جاء في الرسالة الملكية الداعية لتعديل مدونة الأسرة، وعلى الثوابت الدينية وخصوصية المجتمع المغربي في تعديل هذا الورش الهام.
وخلال تأطيره للندوة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بإقليم الفداء الحي المحمدي في موضـوع: “مذكرة حركة التوحيد والإصلاح حول مراجعة مدونة الأسرة” يوم الأحد 13 يناير 2024، اعتبر رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن مراجعة مدونة الأسرة في سنة 2024 مؤطرة استباقيا تأطيرا ملكيا واضحا ولا لبس فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز تلك التعليمات سواء الواردة في الخطاب الملكي(خطاب العرش2022) أو الواردة في الرسالة الملكية التي وجهها أمير المؤمنين إلى رئيس الحكومة بغية إطلاق هذا الورش، محذرا من أن كل خروج عن ذلك التأطير هو في الحقيقة مغامرة غير محسوبة العواقب.
ونبّه إلى أن قانون الأسرة جزء من معالجة الاختلالات، وهناك حاجة إلى مقاربة متعددة المداخل ومتكاملة في الأهداف لمعالجة الاختلالات، فيها نوع من الالتقائية في العمل وكل مدخل يكمل المدخل الآخر، منوها بدور الوازع الديني والأخلاقي ودور مؤسسات التربية والتنشئة الاجتماعية في معالجة الكثير من الاختلالات المجتمعية، لأن الله يزع بالقرآن ما لا يزع بالسلطان.
كما حذر المختار مربو مسؤول حركة التوحيد والإصلاح لجهة الجنوب من بعض التوجهات التي تطالب بتعديلات مدونة الأسرة بشكل يصادم هوية الشعب المغربي ، وأضاف في حديثه إلى الجمع العام السنوي للحركة بأولاد تايمة، يوم 14 يناير 2024، أن التوجهات المذكورة قد تسقطنا في مأزق الرضوخ كليا لما يسمى بالمواثيق الدولية التي تتعارض مع المرجعية الإسلامية، مشيرا إلى التحدي الذي يواجه الأسرة من خلال ورش مراجعة هذه المدونة والذي قدمت فيه الحركة مذكرة نوعية متميزة بشهادة الجميع .
وفي هذا السياق، عقد اجتماع بين وفد من اللجنة المشتركة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة لدى جماعة العدل والإحسان، واللجنة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة لدى حركة التوحيد والإصلاح، حيث تم تقديم عرضين حول مذكرتي الهيئتين.
كما تطرق الاجتماع لورش مراجعة مدونة الأسرة لمزيد من الفهم والاستيعاب لمختلف التطورات المتعلقة به، وبالأدوار المطلوبة خلال هذه المرحلة التي تعرف نقاشا مجتمعيا يحتاج إلى انخراط واع ومسؤول لضمان إخراج نص جديد مواكب للتطورات التي عرفها المغرب انطلاقا من الإشكالات الواقعية والحقيقية باحترام المرجعية الإسلامية، و الانفتاح على التجارب الإنسانية الفضلى.
وقد نظمت حركة التوحيد والإصلاح في الفترة الماضة سلسلة من المحاضرات والندوت في موضوع مراجعة مدونة الأسرة لتسليط الضوء على هذا الورش الهام والتنبيه للإشكالات الحقيقية التي تحتاج للمعالجة، والتنبيه كذلك للإشكالات الوهمية التي يسعى أصحابها للركوب عليها للمس بثوابت الشريعة من قبيل الدعوة لمنع التعدد بشكل نهائي.
وفي سياق هذه الدينامية نظمت الحركة ندوة “مراجعة مدونة الأسرة: السياق والقضايا والمآلات” الأسبوع الماضي بمقرها المركزي بالرباط، شدد المشاركون فيها على ضرورة احترام المرجعية الإسلامية في أي تعديل لمدونة الأسرة، باعتبار الدين الإسلامي حسب صريح الدستور من الثوابت الجامعة للأمة ويتبوأ موقع الصدارة في الهوية المغربية.
موقع الإصلاح