ألمانيا تستنجد بالمهاجرين لإنقاذ اقتصادها ومواجهة الشيخوخة
خلصت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة برتلسمان الألمانية إلى حاجة ألمانيا الملحة لاستقطاب مئات الآلاف من المهاجرين سنويا لمواجهة شيخوخة السكان.
وأكدت الدراسة التي نقلت نتائجها وكالة بلومبيرغ أن ألمانيا بحاجة إلى استقطاب ما بين 288 و368 ألف مهاجر سنويًا حتى عام 2040 لمواجهة تراجع القوى العاملة.
وسجّلت ألمانيا متوسط هجرة صافية بلغ 600 ألف مهاجر سنويا خلال العقد الماضي، مدفوعة بشكل كبير بالأزمات في سوريا وأوكرانيا.
وتشير البيانات إلى تضاعف أعداد المهاجرين إلى ألمانيا تقريبا خلال العقد الأخير مقارنة بالعقد الذي سبقه، حيث ارتفع المتوسط من 136 ألف إلى 600 ألف مهاجر سنويًا.
كما حذّرت الدراسة من أن تراجع أعداد القوى العاملة الناتج عن شيخوخة السكان سيؤدي إلى أزمة في سوق العمل الألماني. ودعت سوزان شولتس، خبيرة الهجرة في مؤسسة برتلسمان في هذا الإطار إلى ضرورة تطوير القوى العاملة المحلية، مع الإشارة إلى أن هذا الإجراء وحده لن يكون كافيا.
وتتوقع الدراسة أن يتراجع عدد العاملين بنسبة 10% بسبب التغيرات الديموغرافية، مما يهدد بضعف الاقتصاد الألماني. ومن المتوقع أيضا أن يؤثر هذا التقرير بشكل كبير على الحوار العام والنقاش السياسي في ألمانيا، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث من المرتقب أن تتسبب القضايا الاقتصادية والهجرة في مزيد من الانقسامات بين الأحزاب.
وتشهد الأحزاب المتطرفة على اليمين واليسار التي تطالب بتشديد القيود على الأجانب ارتفاعا ملحوظا في استطلاعات الرأي، بعد التدفقات الكبيرة للاجئين في السنوات الأخيرة. وبيّن التقرير أن استقرار سوق العمل والنمو الاقتصادي في ألمانيا مرتبطان بشكل مباشر بالهجرة.
يذكر أن الدراسة سلطت الضوء أيضا على التحدي الصعب المتمثل في تحقيق التوازن بين استقطاب المزيد من المهاجرين وتطوير الكفاءات المحلية، خاصة في ظل تصاعد الخطاب المناهض للهجرة.