“أطباء بلا حدود” تُعلِّق عملياتها وكارثة إنسانية بغزة بسبب هجمات الاحتلال

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود مساء أمس الجمعة تعليق عملياتها في مدينة غزة بسبب هجمات الاحتلال الإسرائيلي المكثفة.

وقالت المنظمة في بيان: “اضطررنا إلى تعليق أنشطتنا بسبب الهجوم الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة”، مرجعة تدهور الوضع الأمني ​​في مدينة غزة إلى الهجمات الإسرائيلية الوحشية.

وأكدت المنظمة أن الهجمات المتزايدة تشكل مستوى غير مقبول من المخاطر على موظفي المنظمة، وأنه بسبب هذا الوضع، اضطرت المنظمة إلى وقف الأنشطة الطبية الحيوية.

ونقل البيان عن منسق الطوارئ للمنظمة في غزة جاكوب غرانجر قوله: “مع محاصرة عياداتنا من قبل القوات الإسرائيلية، ليس أمامنا خيار سوى وقف عملياتنا”.

وأضاف: “الاحتياجات في مدينة غزة هائلة، والفئات الأكثر ضعفًا غير قادرة على الحركة، مع وجود أطفال حديثي الولادة في مراكز رعاية حديثي الولادة، ومصابين بجروح خطيرة، ومرضى”.

وفي سياق متصل، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن نحو 93 بالمئة من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، مؤكدا عدم توفر بدائل بفعل الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ مارس الماضي.

وأضاف في تصريح لوكالة لأناضول: “انهارت 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا، ما جعلها غير صالحة للإقامة، ومعاناة النازحين تتضاعف في ظل عدم توفر خيام جديدة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة الأساسية”.

وعلى مدار نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات الآلاف من خيام النازحين بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء، حيث تحدثت حكومة غزة حتى نوفمبري 2024 عن اهتراء 100 ألف خيمة نزوح.

وأوضح الثوابتة أن النازحين الفلسطينيين يواجهون “كارثة إنسانية غير مسبوقة” بفعل سياسة التهجير القسري التي تنتهجها إسرائيل منذ نحو عامين.

و بيّن المتحدث أن خيام النزوح باتت تنتشر “بشكل عشوائي على قوارع الطرق وبين المكاره الصحية في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة”، مشيرا إلى أنه مع استمرار موجات النزوح من مدينة غزة باتجاه جنوبي القطاع، لم تعد المحافظات الوسطى والجنوبية تحتمل المزيد من المواطنين، خاصة في منطقة المواصي (غرب خان يونس) التي تكدست بمئات آلاف الأسر.

وقال الثوابتة إنه منذ بدء الإبادة الجماعية فإن قرابة مليوني فلسطيني تعرضوا للنزوح القسري، فيما استهدف الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر نحو 293 مركزا للإيواء.

وأضاف، أن استهداف مراكز الإيواء “ضاعف المأساة الإنسانية للنازحين، وتركهم في مواجهة “الجوع والمرض والموت” دون ملجأ.

وطالب المسؤول الحكومي بغزة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته العاجلة، وإنهاء جريمة التهجير القسري وضمان عودة النازحين إلى منازلهم، ووقف التدمير الشامل المتواصل ضد البنية التحتية.

ودعا إلى توفير الحماية الدولية للسكان المدنيين، وفتح المعابر بشكل عاجل لإدخال الخيام والمواد الغذائية والطبية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتمكين إعادة إعمار شاملة لقطاع غزة الذي طاله دمار واسع شمل أكثر من 88 بالمئة من بنيته الحيوية.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى