“أصوات” بالمغرب تسعى لشيطنة المقاومة الفلسطينية.. ورمَّال والفلولي وماء العينين ومسكين يردُّون
شنت بعض “ألأصوات” عبر منابر وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي حملة ممنهجة على رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالخارج، خالد مشعل بسبب كلمة له في مهرجان تضامني مع الشعب الفلسطني نظكته حركة التوحيد والإصلاح يوم 19 نونبر2023، وادعوا أن في الكلمة تدخلا في الشؤون الداخلية للمغرب بسبب طلبه ودعوته لوقف التطبيع مع الكيان المحتل.
أوس رمّال: حركة حماس ومشعل يكنون للمغرب ملكا وشعبا احتراما خاصا وتقديرا فائقا
ونفى الدكتور أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وجود ما يشير في خطاب خالد مشعل إلى تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب كما زعمت بعض الأصوات. وقال في تصريح صحفي إن ” خالد مشعل الذي تمت دعوته من طرف حركتنا، كان يتحدث للمغاربة بشكل طبيعي، لأن المغاربة هم الذين دعوه، وبالتالي فمن الطبيعي أن يتوجه إليهم دون غيرهم من العالم وأن تكون مداخلته موجهة وقاصدة لهم”.
وأضاف رئيس الحركة أن “حركة حماس، ومشعل على وجه الخصوص، يكنون للمغرب والشعب المغربي وللملك محمد السادس احتراما خاصا وتقديرا فائقا، لأنهم يعتبرون أن دعم المملكة لقضيتهم هو دعم خاص ومتميز عبر العالم العربي والإسلامي”، مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة إسماعيل هنية إلى المغرب مباشرة بعد إعادة استئناف الرباط لعلاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في دجنبر من العام 2020.
وأوضح أوس رمّال أن “خالد مشعل من موقعه كزعيم مقاومة وفي هذه المرحلة الفارقة الصعبة التي تشهد تصعيدا من طرف العدو، من الطبيعي جدا أن يخرج بهكذا خطابات ينادي فيها الأمة العربية والإسلامية من أجل نصرة القضية الفلسطينية” موضحا أن “المغاربة ملكا وشعبا لا يقفون عند محاولات الشيطنة هذه، التي ينتجها أنصار الكيان المحتل الغاصب”.
وقال رئيس حركة التوحيد والإصلاح “لا يوجد شخص بعقل سليم يمكن أن يتصيد الهفوات في كلمة زعيم المقاومة ليصطف إلى جانب المحتل ولشيطنة المقاومة بهذا الشكل”، معتبرا أن “حركة التوحيد والإصلاح لم يثبت في يوم من الأيام أنها تصرفت بدفع أو بدعم من أي جهة في الخارج، وهي حركة متفاعلة مع واقعها ولا يحركها شيء، كما أنها لا ولم ولن تتصرف إلا بما فيه مصلحة الوطن وقضاياه”، مسجلا في الوقت ذاته أن “موقفنا من التطبيع كان واضحا منذ البداية؛ ذلك أنه لا يخدم مصالح المغرب، كما أنه لم يعد يشرف بلدنا أن تكون له أدنى علاقة بهذا الكيان المجرم”.
فلولي: الأبواق المسعورة خرست حين تجرأت مؤسسات ومنابر صهيونية على البلاد
وفي سياق متصل، استنكر رشيد فلولي منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة بشدة الحملة الإعلامية الموجهة ضد خالد مشعل، مدينا ما يتم نشره من استهداف وأكاذيب في محاولة للتشويش والاصطفاف إلى جانب قتلة الأبرياء والأطفال في قطاع غزة. وقال في تصريح لموقع “الإصلاح” إن عددا من ” المواقع الإعلامية والأبواق التي عبرت في محطات كثيرة سابقة وطيلة هذه المعركة على نوع من الانحياز للكيان الصهيوني، وعدم إدانة الحرب النازية الإرهابية للاحتلال الصهيوني ضد الاطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس ودور العبادة”.
و أكد فلولي أن هذه المنابر والأصوات النشاز في المجتمع المغربي ” لم نرها أو نسمعها ومنذ 7 أكتوبر الماضي تعبر عن استنكار وإدانة الهمجية الصهيونية والتدمير والإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة، وفلسطين عموما ولو على الأقل ضمن المواقف الإنسانية في حدها الأدنى إزاء جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي أخرجت ملايين من أحرار العالم”.
وأوضح فلولي، أن حركة التوحيد والإصلاح “استدعت خالد مشعل للمهرجان- الذي نظم في 19 نونبر 2023- بصفته أحد قيادات حركات المقاومة ومسؤول في حركة حماس المجاهدة، التي تواجه العدو الصهيوني المدعوم من طرف الإدارة الامريكية وعدد من الدول الأوروبية” مضيفا”حينما كان يخاطب ويتكلم فهو كعادته يوجه خطابه للشعوب العربية والإسلامية وللشعب المغربي خاصة وأنه من أكثر الشعوب التي تتفاعل بشكل كبير جدا وبقوة أكبر مع معركة طوفان الأقصى ومع كل ما يجري من إبادة جماعية في غزة”.
وزاد فلولي، أن مشعل عبر في محطات سابقة عن تقديره الكبير للمغرب وللشعب المغربي، وسبق له أن زار المغرب وهو على رأس حركة حماس إبان الحراكات الشعبية في ظل الربيع العربي، وقدم شهادات في حق المغرب في تلك اللحظة الحرجة، واعتبره نموذجا راشدا في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية، وهي مواقف مبدئية من رجل يكن حبا كبيرا للمغرب على المستوى الرسمي والشعبي.
وقال فلولي ” لم نجد للأبواق المسعورة التي تتباكى اليوم وتتهم أبو الوليد بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، نفس الحماس والجرأة للتعبير عن نفس المواقف من مؤسسات ومنابر صهيونية، تجرأت وتصرفت باستعلاء وهي تمن على البلاد بأن لها الفضل في المكاسب الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية المتوهمة، وتتجاوز حدودها وهي توجه الأوامر للدولة بأن تتدخل لمنع ووقف التظاهرات الشعبية ضد الإرهاب الصهيوني، هذه الأبواق أصابها الخرس و ركنت إلى الصمت”.
ووصف المتحدث الاتهامات الموجهة لمشعل بـ”خلق الفتنة” بأنها أطروحة مشروخة تستهدف الشعب المغربي المحب للمقاومة، و”هي نفس الأطروحة التي يستعملها الكيان الصهيوني وهو يروج للأكاذيب والدعايات السخيفة ويزور الحقائق إعلاميا من أجل شيطنة المقاومة، واستغلال تصريحات فهمت خطأ، واعتبرها البعض نوعا من التدخل في الشؤون الداخلية وهذا لا أساس له من الصحة”.
أمينة ماء العينين: كلمة مشعل لم تمس قواعد الأدب واللياقة تجاه الملك وشعبه
القيادية في حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين من جهتها، قالت أن كلمة القيادي في حركة حماس، خالد مشعل في المهرجان “لم تمس قواعد الأدب واللياقة تجاه ملك المغرب وشعبه، بل دعا إلى مطالبة الشعب لنظامه بوقف مسار التطبيع وهو أمر طبيعي وعادي ومعمول به في الخطابات السياسية”.
وأضافت في تدوينة لها على موقع “فسبوك” أن “حماس كما هي بارعة ومستبسلة في المقاومة، بارعة أيضا في نسج الخطابات السياسية، تخاطب الأنظمة العربية باحترام وأدب، وخاصة منها نظام المغرب الذي تضعه دائما في مرتبة عالية، بالنظر إلى تاريخ التزامه مع القضية الفلسطينية، علما أن تاريخ حماس مع المغرب الرسمي لم يبدأ البارحة”، معتبرة أن “ محاولة التأليب على من أتانا يطلب دعمنا وهو يواجه حربا نازية لا تبقي ولا تذر ليس أخلاقيا’.
يونس مسكين: هناك من يعمل على كسر الزخم الذي عرفه المغرب منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى
وفي السياق نفسه، اعتبر الصحافي يونس مسكين في مقال له بعنوان “طاحت غزة علقوا مشعل!” أن هناك من يعمل منذ الشرارة الأولى لما يعرف بطوفان الأقصى، على كسر الزخم الذي عرفه المغرب، والتحرير الذي حصل في النقاش العمومي حول هذا الموضوع، وما يفرضه من تغيير حتمي في السياسات المغربية منذ توقيع الاتفاق الثلاثي.
وأوضح مسكين أن خالد مشعل تحدث بصفته قائدا سياسيا لحركة تحرر وطني يخاطب شعبا يعتبره حرا في دولة محترمة ودعاهم إلى دعم إخوته الذين يقتلون ويذبحون بالليل والنهار. وزاد أن الرجل لم يتحدث في غير ما يهمه من شأن فلسطيني ودعا كما يدعو كل من يحمل هما أو قضية دون أن يخل بقواعد الاحترام أو يخرج عن اللباقة.
وكتب مسكين” الحقيقة أن هناك من يبحث منذ أسابيع عن مطية لخلط الأوراق ودس ألغام الانقسام وحماية ما حققه المستفيدون من ترسيم العلاقات المغربية الإسرائيلية على حساب المصالح الوطنية. الحقيقة أن هناك من لا تهمه لا حقوق المغاربة ولا حقوق الفلسطينيين ولا حقوق الكائنات الفضائية؛ همه الوحيد وشغله الشاغل هو التغليط وتضبيب الصورة، وتحريف النقاش الذي انخرط فيه المغاربة بكل فئاتهم”.
موقع الإصلاح